في إطار الحرب النفسيّة

خبر « إسرائيل » تنشر قصة فتاة مصريّة انخرطت بالجيش الإسرائيليّ

الساعة 02:08 م|15 ابريل 2014

غزة - وكالات

في إطار الحرب النفسيّة التي تقوم بها ماكينة الدعاية الصهيونيّة بهدف كيّ الوعيّ العربيّ من المحيط إلى الخليج، قام الموقع الرسميّ لجيش الاحتلال الإسرائيليّ باللغة العربيّة بنشر قصة المجندّة الإسرائيليّة، وهي من أصول مصريّة، وصلت مع عائلتها إلى الدولة العبريّة قبل 10 أعوام، وممّا جاء في النشر: رولين عبد الله (23 عامًا) التي ولدت في مصر بحثت طويلاً عن انتماء، فوجدت هذا الانتماء في اليوم  الذي تحولت فيه إلى دينا عوفاديا مواطنة ومجندة في دولة إسرائيل.

تقول دينا: “عشت طفولتي في مدينة الإسكندرية المصرية تعلمت في مدارسها، وصادقت أبناءها وبناتها وترعرعت بينهم وتعلقت بهم لكنني شعرت في بعض الأحيان أنني مختلفة  وأنّ شيئًا ما بالغ ألأهمية ينقصني وهو من أنا؟ لماذا يمنعني والدي من التعلق بدينٍ ما، وتُضيف: كنت أبحث دائمًا عن انتماء، لكي لا أشعر بالاختلاف لن أعرف عن نفسي وعن عائلتي شيء.

في مرحلة ما، كنت اعتقد أنني انتمي لعائلة مسيحية علمانية ومع ذلك لم اسمع في المنزل أي مصطلح بشان الديانات والحضارات. عندما كانوا طلاب صفي يتكلمون عن حضارتهم وأديانهم كنت أتساءل طيلة الوقت عن هويتي وعن حضارتي مع ذلك تربيت على حب واحترام الغير أياً كان لم اسمع بتاتًا أي كراهية وغضب في المنزل بالرغم ما كنت أسمع وأرى في المدرسة والشارع والتلفاز حول الكراهية الموجهة للشعب اليهودي  فعندما كنت أسال جدي ووالدي فلم أتلقّ إجابة كافية، على حدّ قولها. وتُضيف: لست مسيحية ولست مسلمة.

فماذا أكون؟لم يتأخر الجواب بالوصول. فبعد أن قامت مجموعة من أتباع التيار السلفي في مصر باقتحام منزلي وبتهديدنا بالسلاح وبالعصي، بأن علينا مغادرة مصر خلال فترة قصيرة، لأننا عائلة يهودية،  هنا تلقيت جزءاً من الجواب ولكن ليس الجواب بأكمله، كنت متأكدة أنهم لصوص لا أكثر. لن أنسى هذا اليوم فهو محفورًا في ذاكرتي.

جلست في غرفتي للدراسة للامتحان في موضوع التاريخ وما بي اسمع صرخات أمي وخالتي من خلف جدران الغرفة وعند خروجي من الغرفة فوجدتهم يلقون بهما على الأرض ويبحثون عن والدي وعمي ولكن من حسن حظهم لم يكونوا في المنزل. قاموا بالصراخ في المنزل وبكسر كل ما وقع في أيديهم وبالصراخ بعائلة اليهود، لم يخطر في ذهني أنهم يقصدون ذلك، وعندما خرجوا قمت بتفقد المنزل وأدركت حينئذ أن هدفهم كان ليس سرقة شيء من بيتنا. فهم ليس لصوصًا فلماذا قاموا بفعل ذلك؟ وهنا جاءت المفاجأة الكبيرة، تقول دينا عوفاديا، عند قيام جدي بجمعنا في أعقاب الحادثة وبقوله إننا يهود وعلينا ترك مصر في أسرع وقت.

بالنسبة لي لم أتخيل يوماً أنني ابنة لعائلة يهودية. أولاً لأن والدي لم يذكرا هذا الأمر أمامي في أي يوم من الأيام. وثانيا، لأنني تربيت طوال عمري في المدارس المصرية، على رواية القاتل، المحتل، والعدو… فكيف أصبح، أنا ذاتي، هذا “العدو” بين ليلة وضحاها؟! وأردفت: من هنا، لم تعد المسافة بين الإسكندرية وتل أبيب طويلة كما كانت تبدو. فخلال شهر من الحادثة، امتنعنا عن الخروج من المنزل، كما لم اذهب إلى المدرسة، لأننا كنا مهددين . وخلال هذا الشهر أردت زيارة صديقتي المقربة جدا “أمل” وطلبتُ من جدي الخروج وحين سمح لي كنت سعيدة للغاية  كانت في مقام شقيقتي  فوجئت عندما أقفلت  باب المنزل في وجهي بل صُدمت. هذا الموقف ولدّ شعورًا لدي ولدى عائلتي أن مصر كلها أغلقت الباب في وجهي ووجه عائلتي. ومع انهيار آخر حاجز نفسي أصبحت تل أبيب أقرب من الإسكندرية إلى قلبي، ولو أن طريق الرحلة إلى إسرائيل مرّت عبر إسطنبول. اليوم، وبعد أن أنهيت دراسة الثانوية في مدرسة دينية  في أورشليم القدس (هكذا في المصدر)، قمت بالتجند للخدمة العسكرية الإلزامية في وحدة الناطق بلسان جيش الاحتلال أعمل تحت القائد أفيخاي أدرعي, نعم أفيخاي ادرعي تقبلني بحب واحترام وتقدير أعمل معه في مجال وسائل الاتصال المعاصرة (التواصل الاجتماعي) باللغة العربية، ونشر الأخبار على الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك والتويتر وغيرها.

وقالت أيضًا: أنا سعيدة بمهمتي واعتبرها مقدسة لأنها توصل للعالم كله، وللبلدان العربية خاصة، الصورة الحقيقية والإنسانية، عن جيش الإحتلال ودولة إسرائيل، وتساهم في تغيير الصورة النمطية الخاطئة التي يتربى عليها أبناء الدول العربية في المدارس حول إسرائيل وجيشها. نتلقى يوميًا المئات من ردود الفعل الإيجابية والمشجعة على ما نكتبه في الصفحات المخصصة لذلك، ومن كل الدول العربية مما يجعلني فخورة بتأثيري على الكثير وإظهار الحقيقة. وتخلص الجنديّة ذات الأصول المصريّة إلى القول: نعم كانت هناك فترة مؤلمة في مصر،  ولكن هذا لا يعني إنني لا احن  إلى زيارة الإسكندرية ورؤية منزلي وأصحابي وجيراني، ولكن المرة أرغب أن تكون هذه الزيارة بلباسي العسكري الكامل، والقول: إسرائيل ليست دولة سيئة. كل ما نقوم به هو الدفاع عن أنفسنا وعن دولتنا، لا أكثر، رسالتي إلى أمل وغيرها من أصحابي في الماضي: الكراهية ليست بطبعي، أنا لا أكرهك بالرغم من أنّك أغلقت باب محبتي لك في يوم ما، كوني مختلفة الديانة. أنا أحبك جدًا وأتمنى أن يأتي اليوم الذي تقومي فيه بزيارتي في بيتي في أرض إسرائيل وان يعم السلام الحقيقي بيننا. فمني إليكم: قبل أنْ تحكم على إنسان اسمع منه لا تسمع عنه، على حدّ قولها.ش