خبر هل يهرب اليمين الإسرائيلي من المفاوضات الى الانتخابات؟

الساعة 06:45 ص|15 ابريل 2014

وكالات

يحاول معلقون إسرائيليون في الشؤون الحزبية استقراء دوافع قطبي اليمين، زعيم «إسرائيل بيتنا» وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان وزعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي» وزير الاقتصاد نفتالي بينيت، للتلويح بالمبادرة لتبكير الانتخابات العامة بعد مرور عام واحد فقط على تشكيل الحكومة الحالية التي أفرزتها انتخابات كانون الثاني (يناير) من العام الماضي، خصوصاً أن استطلاعات الرأي لا تتنبأ بأن تسفر انتخابات جديدة عن تغيير جدي في الخريطة السياسية.

وبرر ليبرمان وبينيت تهديدهما باحتمال مصادقة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو على صفقة لتمديد المفاوضات مع الفلسطينيين تقضي أساساً بالإفراج عن أسرى من عرب الداخل في مقابل الإفراج عن الجاسوس الأميركي جوناثان بولارد.

واستهجن معلقون لجوء بينيت إلى هذه الذريعة، وذكّروه بأنه بتفضيله الإفراج عن أسرى فلسطينيين على تجميد البناء في المستوطنات ومصادقة الحكومة على ذلك صيف العام الماضي، لإتاحة استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين، إنما كان مفروضاً أن يعي أن بين الأسرى الـ104 الذين تقرر الإفراج عنهم أسرى من عرب الداخل. والأمر ذاته بالنسبة لليبرمان، الذي لم يكن وزيراً في حينه لكن وزراءه لم يعارضوا الصفقة.

وعليه، وفي غياب أرضية صلبة لهذا التبرير، يُطرح السؤال عما إذا كان الغرض من تبكير الانتخابات تعطيل احتمالات تقدم المفاوضات التي يرفضها بينيت ولا يؤمن بها ليبرمان، وكلاهما يعلم أن تقديم الانتخابات يعني تجميد كل الاتصالات لعام واحد على الأقل.

وقد سبق لليمين الإسرائيلي أن لجأ إلى تبكير الانتخابات في كل مرة شعر فيها أن هناك احتمالاً جدياً للتقدم في العملية، أو أن إسرائيل قد تتعرض لضغوط أميركية ودولية. وليس مستبعداً البتة أن يكون هذا الدافع وراء تصريحات ليبرمان وبينيت، اللذين يستشعران غضب وزير الخارجية الأميركي جون كيري من تعطيل إسرائيل «الصفقة» التي عمل من أجل التوصل إليها لتمديد المفاوضات.

ولا يُعرف بعد ما إذا كان بينيت سيذهب بتهديده حتى النهاية أم يتراجع ويجد المبررات لذلك، لكن الأمر المفروغ منه هو أنه سيفضل الانتخابات المبكرة على تقديم إسرائيل تنازلاً جدياً في المفاوضات.

من جهته أيضاً، لن يتردد ليبرمان في دعم تبكير الانتخابات في حال شعر أن بينيت يسجل نقاطاً في أوساط اليمين المتطرف على خلفية تشدده السياسي، وهو (ليبرمان) الساعي دائماً إلى تزعم معسكر اليمين المتطرف تمهيداً لتزعم معسكر اليمن كله، بعد سنوات.

من جهة أخرى، لا يبدو رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو متحمساً لتبكير الانتخابات على رغم ما يواجهه من مصاعب لدى المعسكر المتشدد داخل حزبه. وأفادت صحيفة «معاريف» أمس أن نتانياهو أكد لأوساطه القريبة أنه ليس معنياً أبداً بالذهاب إلى انتخابات عامة مبكرة أو بإثارة أزمة داخل ائتلافه الحكومي مع حزب «البيت اليهودي» على خلفية الخلاف حول الإفراج عن الأسرى.

ورأى المعلق في الشؤون الحزبية في «هآرتس» يوس فيرطر، أن مفتاح الذهاب إلى انتخابات مبكرة لم يعد بيد نتانياهو، إنما بيد بينيت الذي سيؤدي سحب حزبه من الائتلاف الحكومي إلى فقدانه غالبيته البرلمانية وسيتسبب في استقالات أخرى لنواب وزراء من «ليكود بيتنا» نفسه، و «سيكون الأمر بمثابة عملية تفجيرية متدحرجة».

وحذر المعلق من أن تكون خطوة بينيت «مجازفة خطيرة» بحُكم اليمين في إسرائيل، على رغم أن استطلاعات الرأي تتنبأ بفوز معسكر اليمين في أي انتخابات تجري اليوم، لكنه أشار إلى أن لا شيء ثابتاً في إسرائيل، وأن الاستطلاعات قد تتغير، مستذكراً حالات كثيرة تسبب فيها اليمين بتفكك حكومته فجاءت الانتخابات بحزب «العمل» ثم «كديما» إلى الحكم.

إلى ذلك، أشار المعلق إلى أن تعثر العملية السياسية وعدم تمديد المفاوضات بعد نهاية موعدها الحالي، في التاسع والعشرين من هذا الشهر، قد تضطر زعيمة حزب «الحركة» الوسطي بقيادة وزيرة القضاء رئيسة الطاقم المفاوض تسيبي ليفني، إلى سحب حزبها من الحكومة فتضعضعها من دون أن تسقطها.