حذر من مرحلة تاريخية جديدة تستهدف الأقصى

خبر ممثل الجهاد بإيران يدعو إلى معالجة الملفات الوطنية بشكل موحد ومناقشة جدوى مشروع السلطة

الساعة 11:32 ص|14 ابريل 2014

طهران

أكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في إيران ناصر أبو شريف أن ما يتعرض له المسجد الأقصى والمدينة المقدسة من اعتداءات صهيونية تشير إلى أن خطر حتمي قريب يستهدف القضية الفلسطينية في ظل الانشغال العربي بالصراعات الداخلية واصفاً الفرصة الصهيونية للانقضاض على ما تبقى من الحق الفلسطيني في ظل الوضع العربي الهش بـ"المواتية".

وقال أبو شريف في حوار أجراه معه مراسل "فلسطين اليوم" :"مراحل ترويض الشعور الإسلامي والعربي والفلسطيني قاربت على الانتهاء والفرصة بالنسبة لهذا الكيان مواتية، المسلمون والعرب غارقون في مشاكلهم، الحركات الإسلامية غارقة في مشاكلها ، بل أصبحت بعض (الحركات الجهادية) في كثير من المناطق خطراً ينافس العدو الصهيوني في خطورته".

وفي سياق تعثر المفاوضات الفلسطينية ومحاولة إنعاش تلك اللقاءات أوضح أبو شريف أن المفاوض الفلسطيني يعرف تماماً انه يفاوض على حقوقه وانه لا يفاوض من أجل استردادها واصفاً عملية المفاوضات بـ"الاستغباء"، مشيراً أن عملية التسوية جزء من مشروع يستخدمه العدو لكي يمرر ويشرعن من خلاله كثير من المشاريع التي لا يستطيع أن يجد لها غطاء في أوقات ثانية، ولكسب مزيدا من الوقت لتنفيذ مخططاته الاحتلالية، لافتا أن "الصهاينة لا يريدون حل".

ودعا أبو شريف الكل الفلسطيني لمناقشة الملفات الوطنية على طاولة حوار موحدة، وضرورة الاتفاق على برنامج سياسي ونضالي واحد في مواجهة الكيان الصهيوني، وضرورة مناقشة جدوى السلطة الوطنية الفلسطينية، مشيراً أن ذلك المقترح الوطني أنجع "من التوجه إلى المنظمات الدولية لتعترف بنا كممسوخين" ...

وفي ذكرى الانتصار في معركة جنين قال :"البطولة الفلسطينية حكاية لا تنتهي، لقد ضرب الشعب الفلسطيني أمثلة في البطولة لا تجد نظيراً لها عند كل الأمم، منذ بداية المشروع الصهيوني الغربي والشعب الفلسطيني على قلة الإمكانيات يقاتل فوق إمكانياته وطاقته، وما زال هذا الشعب يسطر الملحمة تلو الملحمة، وملحمة مخيم جنين إحداها وليست آخرها".

 

واليكم نص الحوار..

س/ كيف تنظرون للاعتداءات الصهيونية بحق المسجد الأقصى في ظل الصمت العربي والإسلامي؟

 

ج/ الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى خطيرة أمر خطير وخطير جدا، وقد تكون الخطوة الأخيرة في الصراع كما يظن العدو الصهيوني على الأرض الفلسطينية، هناك مجزرة يومية تقترف بحق القدس والإنسان والتاريخ والحضارة والمقدسات ..

- العنوان بكل وضوح لتلك الاعتداءات هو إكمال السيادة الصهيونية على القدس وعلى معظم الجغرافيا التي يملكها الفلسطينيون فعلا، وتصفية القضية الفلسطينية..

- لا أريد أن أقول أنها سياسة صهيونية واضحة منذ زمن بعيد وليس الأمر جديدا، والأمر لا يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك فقط وإنما كل الوجود الفلسطيني مستهدف بشكل دائم من قبل هذا العدو ومن كافة الجوانب ولكن المسجد الأقصى قد يأخذ أهمية أكبر نظرا لمكانته الدينية والتاريخية.

 - الآن الموضوع في غاية الخطورة والنوايا الصهيونية واضحة ومعلنة ولا تحتاج إلى محللين ومفسرين، يهودية الدولة أصبحت شعارا يتردد يوميا ومطلبا يتكرر على السنة السياسيين وفي مكاتباتهم وفي لقاءاتهم وفي كل ما يقومون به، السيادة على المسجد الأقصى المبارك أصبحت مشروعا مطروحا على الكنيست، وسوف يطرحونه بشكل جدي عندما يرون أن الشعور قد تبلد وأصبح الأمر ليس جديدا بالنسبة للفلسطينيين والعرب...

- -يجب ان نصرخ ونعلن بأعلى صوتنا أن الأقصى رمز الوجود الإسلامي والعربي والفلسطيني في خطر حتمي قادم قريبا، انتبهوا يا مسلمين انتبهوا يا عرب انتبهوا يا فلسطينيين انتبهوا يا أهل الضفة ويا أهل القدس ويا عرب العرب في فلسطين المحتلة عام 48... مراحل ترويض الشعور الإسلامي والعربي والفلسطيني قاربت على الانتهاء والفرصة بالنسبة لهذا الكيان مواتية، المسلمون والعرب غارقون في مشاكلهم، الحركات الإسلامية غارقة في مشاكلها، ما يسمى (بالحركات الجهادية) أصبحت خطرا في كثير من المناطق ملحا ينافس العدو الصهيوني في خطورته، بدل أن يتوجه للحرب ضد  الكيان الصهيوني الذي أغرق المنطقة في بحر من الدماء...

لذلك مرة أخرى نعلن وبأعلى صوتنا بل نصرخ من أعماقنا، يا مسلمين يا عرب يا فلسطينيين يا حركات إسلامية يا حركات إسلامية مجاهدة يا سنة يا شيعة يا قوميين يا يساريين يا ليبراليين اتحدوا في مواجهة هذا الكيان الغاصب الذي أصبح قريبا جدا وعلى اعتاب مرحلة تاريخية جديدة سوف ترون فيها لا سمح الله الأقصى المبارك وعليه العلم الصهيوني، وفي باحته لن ترى مسلمين سوف ترى العصابات الصهيونية قد بنت هيكلها المزعوم بدل ما هو مبني الآن.

- وأقول للإعلام المقزز الذي ينشغل الآن في المشاكل والصراعات الفارغة الشخصية، أن ينتبه إلى ما يقوم به، إنه بدل ان يوجه الأمة إلى الوجهة الصحيحة أنه يضيعها ويشتتها، وأنا لا استغرب أن يكون جزءا من هذا المخطط الذي تواجهه الأمة، هذا الردح الإعلامي المقرف والذي يمارسه تفه الأمة يجب ان يتوقف وتحل مكانه الكلمة الصادقة الواعية.

 - تشعر أن زمن الرويبضة هو هذا الزمن عندما يتكلم التافه في قضايا العامة وتفرد له الصفحات وتفرد له الساعات في الفضائيات.... بينما مفكرو الأمة وموجهوها محاصرون لا يلتفت إليه أحد....

- البكاء الحقيقي يجب ان يكون على الأقصى وعلى مقدسات الأمة وعلى ثوابتها التي تنتهك وليس في معارك فارغة ....

-وكلمة خاصة إلى ما يسمى (بالحركات الإسلامية المجاهدة) بدل هذا الدم الذي تسفكونه هنا وهناك وبدل الدم المسفوك منكم هنا وهناك ولا يعلم إذا كان مصيركم جنة أو نار توجهوا إلى شيء متيقن تعرفون فيه مصيركم إن أحسنتم النية، بدل ان تكونوا إحدى مشاكل الأمة الكبرى التي قد تنافس مشكلة العدو الصهيوني .... كونوا طرفا في مواجهة العدو وعونا لمن يقاتله ويقاومه. الأقصى مسرى نبيكم وثالث الحرمين الشريفين، هو أولى بجهود الأمة من أي مكان آخر، والكافر الصهيوني أولى من كفرة محتملين من إخوانكم تقاتلونهم بكل هذه البسالة...

-اتقوا الله في أنفسكم واتقوا الله في أنفس إخوانكم ووفروها للأقصى ولفلسطين المحتلة من قبل قوم غضب الله عليهم ولعنهم في القرآن الكريم... يعني لا تحتاج المسألة إلى فتاوي تكفير...

 

س/المطلوب من الدور الرسمي العربي تجاه ما تعانيه القضية الفلسطينية في شتى ملفاتها وعلى وجه الخصوص الاعتداءات الأخيرة بحق الأقصى والمدينة المقدسة؟

 

-ج/ نريد بعضاً من الشهامة عند زعماء العرب، كمية قليلة من الشهامة العربية كافية وكافية جدا للرد على هذا العدو والرد على من يدعم هذا العدو وأقصد بالتحديد أمريكا وبعض الدول الأوروبية التي لا تخشى من هبة كرامة لزعيم عربي يجعل مصالح أمريكا في بلده مقابل مصالحها مع هذا الكيان ...من أجلكم ومن أجل شعوبكم اعملوا لأنفسكم قليلا من الوزن أنتم لا وزن لكم، صداقتكم لا تنفعهم ولا يهتمون بها، وعداوتكم لا تضرهم ...أنتم والعدم سواء بالنسبة لهم بل أنتم مفيدون وحالتكم تلك في مشاريعهم...أنتم تخدمون مشروعهم ...

-بعضاً من الكرامة يا زعماء العرب وبعضاً من الشهامة لا نريد كثيرا منها كمية قليلة تكفينا...الموضوع الأقصى وأعتقد أنه يستحق شوية شهامة....

 

س/ مفاوضات التسوية متعثرة لكن هناك إصرار من قبل السلطة والجانب الصهيوني على التمسك بالتنسيق الأمني.. ماذا تقولون في ذلك؟

-ج/  تجريب المجرب من أكبر العبث، المفاوض مع احترامنا الشديد يذهب ويعرف انه يفاوض على حقوقه لا يفاوض من أجل استردادها ولكن ليعلم أنه في كل مرة كم قضم منها وفي كل مرة يكون المعروض أقل من المرة الأولى وهكذا.

- هذه ليست عملية تفاوض هذا استغباء حقيقي وهذا استهبال وهذا جزء من مشروع يستخدمه العدو  لكي يمرر من خلاله كثير من المشاريع التي لا يستطيع أن يجد لها غطاء في أوقات ثانية، ويكسب مزيدا من الوقت لتنفيذ مخططاته، نحن متيقنون ومن تصريحاتهم العلنية أنهم لا يريدون الحل، موشيه يعلون قالها بصراحة مرات عديدة انه "ليس في عجلة من أمره ولا يعترف بأي حق سيادي للفلسطينيين، إذا فلنختصر المواجهة ونعلنها كما يعلنونها، ونعلنها جهارا نهارا لا نستحي منها كما لا يستحون هم في التعبير عن كل أساطيرهم، هذه الأرض كلها لنا بترابها وسمائها وبحرها ومياهها، لن نفرط بحبة رمل واحدة ولا قطرة ماء واحدة ...

- السلطة هي هكذا في نظر العدو ليس أكثر من موظف امني عند الاحتلال حتى لو أوهمت أنها أكثر من ذلك والعدو الصهيوني هو ذاته دائما ما يحاول إيهامها انها غير ذلك..

- كأني بنتنياهو يقول للسلطة: كما بدأنا أول خلق نعيده، هذا مخلوق من أجل أمني ومن أجل السهر على راحة مستوطني، أي حركة تقومون بها أرجعكم إلى وضعكم الطبيعي، إذا أردتم أن أتعامل معكم كرؤساء وكزعماء وبي آي بي عليكم ان تخضعوا لطلباتي...

أنا الآن أتساءل عن جدوى هذا الكيان الفلسطيني المسخ، إذا كان الثمن اعترافا بهذا الكيان المجرم دون الحصول على أدنى الحقوق الفلسطينية ....وإذا كان الثمن حماية أمنه وحماية مستوطنيه.. دون حماية ولا حصانة لأحد من الفلسطينيين ..

 

س/ ما السبيل في ظل تعثر المفاوضات التي اثبتت للكل حتى المفاوض نفسه فشلها؟

ج/ مرة أخرى يجب أن نقعد كفلسطينيين ونناقش كل المواضيع كل المواضيع يجب أن تطرح على الطاولة حتى جدوى ما يسمى بالسلطة الوطنية الفلسطينية، ونتفق على برنامج سياسي ونضالي واحد في مواجهة هذا الكيان... هذا الأمر واجب وضروري ويجب ان نقوم به...وكلما عجلنا كان أفضل...وهذا أفضل من التوجه إلى المنظمات الدولية لتعترف بنا ممسوخين ...

- نحن شعب موجود لن يلغيه أحد ولن يستطيع... ونستطيع ان نؤكد على ذلك إذا جلسنا موحدين ... جلوسنا موحدين على كلمة سواء  أهم من كل المنظمات الدولية ... بوحدتنا وموقفنا الموحد نجبر كل أمم الأرض على الاعتراف  بنا وبأرضنا كما خلقها ربنا كاملة غير منقوصة لا كما يريدها ما يسمى بالمجتمع الدولي مسخا ممسوخا ....

 

س/ تمر علينا الذكرى الثانية عشر لانتصار المقاومة في معركة جنين ما ابرز العبر المستوحاة من ذلك الانتصار؟

- ج/ البطولة الفلسطينية حكاية لا تنتهي ، لقد ضرب الشعب الفلسطيني أمثلة في البطولة لا تجد نظيرلها عند كل الأمم، منذ بداية المشروع الصهيوني الغربي والشعب الفلسطيني على قلة الإمكانيات يقاتل فوق إمكانياته وطاقته، وما زال هذا الشعب يسطر الملحمة تلو الملحمة وملحمة مخيم جنين إحداها وليست آخرها، خاض نفر قليلون في مساحة محدودة خالية من أي تضاريس لها قيمة حربية وبعتاد بدائي قليل جيش الأسطورة، ولم يتمكن خلال 13 يوم من دخول هذا المخيم رغم إشراف قائد الجيش على العملية، هذه قصة واحدة من مسلسل حكايات البطولة الفلسطينية التي يريدون لها أن تنتهي بمنظر الفلسطيني ضائعا، وتائها في بقاع الأرض يبحث عن مكان يبدأ فيه حياته من جديد.

- هنا خطورة الموضوع، الفلسطيني يجد ذاته في قضيته عندما يسخر روحه من أجلها، وعندما لا يجد ذاته فيها يضيع، أقول للقيادات الفلسطينية، اتقوا الله في هذا الشعب الباسل، يجب ان يوظف الفلسطيني في قضيته لكي يجد ذاته من  جديد ولا يرحل يبحث عن ذاته التي لن يجدها إلا في قضيته في مكان آخر، لا تتوهوه واختصروا المراحل في مشروع جهادي حقيقي يواجه المحتل ويلملم شعث الأمة خلفه .... هذه مسئولية القيادات الفلسطينية ومسئولية التنظيمات الكبيرة فتح وحماس والجهاد والشعبية وكل المؤسسات والفعاليات الفلسطينية في الداخل والخارج وفي كل أماكن تواجد الفلسطينيين...