خبر الرهان الخطير لنفتالي بينيت- هآرتس

الساعة 10:44 ص|14 ابريل 2014

بقلم: يوسي فيرتر

(المضمون: إما أن يكون بينيت يلعب لعبة القمار المعقدة، بمعنى أنه يقدر بان على اي حال لن تكون صفقة وبالتالي فانه سيخرج هو الرجل في اليمين، او أن يكون حقا في طريقه الى خارج الحكومة - المصدر).

 

من اعتقد بان اليمين الجديد، الشاب، التكنولوجي الجديد، والمثير، نموذج 2014، يختلف بشكل جوهري عن سلفه القديم، من رجال القرن الماضي، يبدو انه سيخيب الظن. فاذا حاكمنا الامور حسب رياح الحرب التي تنشب من جهة البيت اليهودي، يبدو ان نفتالي بينيت لم يتعلم شيئا ولم يستخلص دروس أبائه الفكريين – اولئك الذين في 1992 اسقطوا اسحق شمير فحصلوا على

 

اسحق رابين واوسلو، واولئك الذين في 1999 اسقطوا بنيامين نتنياهو فاستيقظوا الى فجر يوم جديد مع ايهود باراك وكامب ديفيد.

 

يهدد بينيت الان بالانسحاب من حكومة نتنياهو الثالثة بسبب النية لتحرير سجناء قتلة، عرب اسرائيليين، في اطار ما يسمى "صفقة بولارد". يجب الاعتراف بان الربط بين مواطنين اسرائيليين والسلطة الفلسطينية نتن ومقلق حقا. ولا بد أن نتنياهو لا يسارع الى عمل ذلك وبطنه يتقلب، ولكنه يعمل في عالم مركب ومعقد من الاضطرارات السياسية والاحتياجات السياسية.

 

فليس الشريك الائتلافي وحده هو الذي يبدي تصلبا وليس مستعدا لتحرير حبل تكتيكي لرئيس الوزراء كي يكسب وقتا باهظ الثمن. فاليمين ايضا داخل الليكود، والذي يضم نواب الوزراء الكين، دانون وحوتوبيلي ورئيس الائتلاف يريف لفين من المتوقع لهم جميعا أن يستقيلوا من مناصبهم اذا ما تحقق سيناريو التحرير. "هذا قد يكون عملية متدحرجة"، قال أمس احد كبار الليكود.

 

وصل بينيت أمس الى احدى قنوات التلفزيون، مزودا برسائل قصيرة وقابلة للاستيعاب تعلمها من معلمه وسيده، بيبي، في الفترة القصيرة والاليمة التي خدم فيها كرئيس طاقمه. "ملزمون بوضع خط احمر"، "من رئيس الوزراء، ابو مازن، أم بيبي؟"، و "كل العالم يضحك علينا". وعن نتنياهو قال: "واصل التدهور الفظيع" (لتحرير القتلة، ي. ف) والذي هو في واقع الامر قول استمراري لذات اللهجة: "فقدان الوعي القيمي"، التي وجهها وزير الاقتصاد لرئيس الوزراء في الجولة السابقة واعتذر عنها.

 

فإما أن يكون بينيت يلعب لعبة القمار المعقدة، بمعنى أنه يقدر بان على اي حال لن تكون صفقة وبالتالي فانه سيخرج هو الرجل في اليمين، او أن يكون حقا في طريقه الى خارج الحكومة، اذا ما كانت صفقة بالفعل. ومن اقوال بينيت كان يمكن أن نفهم بانه في وضعية معينة، كفيل بان يستوعب تحرير المخربين العرب الاسرائيليين. مثلا اذا ما سحبت جنسيتهم، فلن يعودوا

 

اسرائيليين، أليس كذلك؟ أو اذا ما طردوا الى غزة، أو نابلس، وعندها لن يكون وضع يقف أحدهم الى جانبنا في الطابور في "السوبرماركت في الخضيرة" على حد التصوير المجازي لرئيس البيت اليهودي، ليبحث في محفظته عن بطاقة النادي خاصته.

 

وبالطبع، فان حلا من هذا النوع يدرس في النوافذ العليا ليس سوى خيال. فعلى اي حال ينتظر هذا فتوى المستشار القانوني للحكومة، ولكن على نحو لا مفر منه كفيل بان يكون السلم وليوفر لبينيت وشركائه انجازا ما يتباهون به. ومن الجهة الاخرى، اذا ما فشلت الاتصالات ولم تتمدد المفاوضات الى ما بعد 29 نيسان، فان تسيبي لفني وحركتها ستكونان القنبلة المتكتكة للائتلاف.

 

في مكتب رئيس الوزراء ادعوا أمس بان البيت اليهودي ليس مصنوعا من جبلة واحدة، وانه في لحظة الحقيقة لا يوجد يقين بان كل الـ 12 نائبا سينفذون تهديد الانسحاب. وسواء كانت هذه امنية أم تقديرا منمقا، فبعد نحو سنة وربع من الانتخابات للكنيست الـ 19، فان نقص الانسجام الداخلي في الائتلاف الذي تميز حتى الان اساسا بالمشادات الصبيانية، يصبح تهديدا واضحا وفوريا على سلامته. فترك البيت اليهودي واستقالة نواب الوزراء من الليكود سيجعل نتنياهو رئيس وزراء أقلية يمكنها ان تواصل الاداء. من الصعب تخيل أعضاء البيت اليهودي يرفعون اليد في صالح اسقاط الحكومة مع النواب العرب في الكنيست، وطالما لم تسقط الحكومة، فانها حكومة لكل غرض ممكن. وبالطبع، ستكون حياتها جحيما: فالقوانين لن تمر، والكل سيعلق ويعرج. وسيكون من الافضل لنتنياهو أن يبلغ الرئيس بانه معنيا بحل الكنيست لانه غير قادر على اداء مهامه.

 

حزب العمل لا يمكنه أن يحتل مكان البيت اليهودي، حتى لو رغب هرتسوغ ورفاقه جدا. فقد أحبط ليبرمان مسبقا مثل هذه الوضعية بقوله قبل اسبوع انه يفضل الانتخابات على تغيير تركيبة الائتلاف.

 

وهكذا فانه إذ يقيد ويطوق بنيامين نتنياهو من اليمين ومن اليسار فان نتنياهو يخرج الا اجازة الفصح في هذه الوضعية. هذا المساء، حول طاولة حفل الفصح، بينه وبين نفسه، سيفكر من بين شركائه السياسيين هو الذكي، من هو البريء، من هو الشرير ومن هو الذي لا يعرف كيف يسأل. وبالاساس، لماذا حكم عليه أن يعيش معهم.