خبر الاخلاق اليهودية لا تسمح بالسكوت عن الفظائع في سوريا- معاريف

الساعة 10:42 ص|14 ابريل 2014

بقلم: شالوم كارومبي

(المضمون:مجرد حقيقة أن خلف الحدود يقتل كل يوم الناس وأحد لا يطلق صوتا، تتعارض والاخلاق اليهودية. فالواجب الادنى الملقى علينا هو على الاقل الا نسكت في ضوء الفظائع - المصدر).

 

في اثناء حرب لبنان الاولى بعث الحاخام من ليفوفيتش برسالة لاحد أصدقائه بين زعماء الطوائف اليهودية في الولايات المتحدة. وقد عنيت الرسالة بتأييد الحاخام لمواصلة القتال في لبنان واحتلال بيروت. وعلى نحو مفاجيء شرح له الحاخام بانه هو ايضا يأسف على المخربين الذين يقتلون في الحملة وذلك لانهم هم ايضا مخلوقات من خلق الله.

 

هذه هي الالية الحساسة التي بين تعليمات التوراة "من يأتي ليقتلك – اسبقه واقتله" وبين الموقف المحترم من قدسية الحياة لكل انسان، بصفته صورة انسانية للرب. وحتى على القتل في شق البحر قيل ان الرب تعالى اسمه قال لبني اسرائيل: "افعال الغارقين في البحر وأنتم تنشدون؟" خلافا للاديان الاخرى فان اليهودية لم تقدس الموت – بل قدست الحياة. بل ان الفقه اليهودي يقضي بان "فداء النفس" يرد التوراة بأسرها.

 

عمليا على مسافة ربع ساعة سفر من حدود اسرائيل في الشمال يقتل كل يوم رجال، نساء وأطفال. والان تعود ايضا التقارير عن استخدام السلاح الكيميائي لابادة الجموع، ولا سيما الاطفال.

 

المعضلة الاسرائيلية غير بسيطة: قوات الثوار تتشكل من منظمات ارهاب اسلامية متطرفة وعلى رأسها القاعدة. وبالنسبة لهم فان الاسد هو صديق مخلص لاسرائيل. ومع ذلك توجد أنباء عن مساعدة استخبارية واستراتيجية تقدمها اسرائيل لبعض من منظمات الثوار – ربما على امل في أنه مع حلول اليوم الذي يستولي فيه هؤلاء على دفة الحكم فانهم سيتذكرون لاسرائيل الجميل السابق.

 

ولكن السؤال هو ليس هل نتدخل بعمل عسكري او المشاركة في القتال الاستخباري. فمجرد حقيقة أن خلف الحدود يقتل كل يوم الناس وأحد لا يطلق صوتا، تتعارض والاخلاق اليهودية. فالواجب الادنى الملقى علينا هو على الاقل الا نسكت في ضوء الفظائع.

 

صحيح ان امن سكان اسرائيل أهم من اي شيء آخر وكل دولة ملزمة بالدفاع عن مواطنيها، ولهذا فلا ريب أن ليس صحيحا الدخول في مواجهة مع الاسد وتعريض الهدوء في الجولان للخطر. فحن لسنا ملزمين في أن يشجب رئيس حكومة اسرائيل كل اسبوع فظائع الاسد بصوته، ولكن لا يحتمل ايضا أن يكون واقع لا يتناول أحد فيه في اسرائيل الفظائع في سوريا، وكأن

 

هذا يحصل في كون آخر. ثمة شخوص اخرى في مشهد الشخصيات رفيعة المستوى يمكنها أن تقوم بالعمل. كي لا نسكت، على الاقل كي ننظف ضميرنا.

 

نهج الحاخام من الحرية

 

واذا كان همنا في قتل الابرياء وفي نهج الحاخام من ليفوفيتش من حرية الانسان بصفته انسانا، فيجدر ايضا تناول ما كتب في ملحق "هآرتس" الذي صدر مؤخرا احياء للذكرى العشرين لمذبحة غولدشتاين في مغارة الماكفيلا (الحرم الابراهيمي).

 

نير منوسي، رجل سر الحاخام اسحق غينزبورغ، ارسل للدفاع عنه ولتبرير تأييده برسالة الترحيب لكتاب "باروخ الرجل". وكان منوسي محقا في أقواله التي شرحت خلفية الفعل: ايام اوسلو التي سفك فيها دم يهودي كالماء وتفجرت الباصات في الشوارع. لا شك ان باروخ غولدشتاين لم يكن قاتلا متعطشا للدماء بل طبيبا عني كل حياته لانقاذ الحياة، واغلب الظن كانت خلفية القتل التفكير في أن بذلك سيوقف موجة العمليات. ولكن في حينه ادخل منوسي اسم الحاخام من ليفوفيتش في المقال بزعم أنه منح غينزبورغ الاذن بالا يشجب الجريمة. وردا على ذلك نشر د. يحيئيل هرابي، محرر السيرة الذاتي للحاخام من ليفوفيتش (سر الحاخام، "يديعوت احرونوت") مقالا هاجم فيها منوسي.

 

"واضح أن للحاخام من ليفوفيتش كانت مواقف حازمة في مواضيع سياسية، وهو كان بعيدا عن أن يكون اعتذاريا في مواقفه"، كتب هراري. ولكن ربط الحاخام من ليفوفيتش بمذبحة باروخ غولدشتاين وفي رد الحاخام غينزبورغ هذا فعل فظيع. فقد اصيب الحاخام بنوبة دماغية قبل سنتين من الجريمة في الحرم الابراهيمي. وبعد بضعة ايام من الحدث غرق الحاخام في غيبوبة على مدى ثلاثة اشهر. مواقف الحاخام كانت كالكتاب المفتوح. لم يكن الحاخام ابدا يطلب من أحد ما آخر ان يقول ما كان يمكنه أن يقوله. جوهره كان كلسانه. والحاخام لم يقل ابدا اقوالا من هذا القبيل او أن يكون قدم حججا تؤيد قتل الابرياء".

 

بكلمات بسيطة تبينت القصة كافتعال. عندما صدر كتاب "باروخ الرجل" لم يكن ممكنا الاتصال بالحاخام من ليفوفيتش. ما نحن نعرفه حقا هو أن الحاخام رفض القتل من اي نوع كان كل حياته. وبالتالي ففي المرة القادمة التي يبحث فيها رجال جينزبورغ لهم عن شجرة عالية يتعلقون بها، يجدر بهم أن يفحصوا الحقائق أولا.