خبر اربع صعوبات لحكومة اسرائيل-يديعوت

الساعة 09:01 ص|13 ابريل 2014

اربع صعوبات لحكومة اسرائيل-يديعوت

بقلم: شمعون شيفر

(المضمون: ما الذي يفعلونه في حكومة اسرائيل في محاولة التوصل الى محادثة قادة الجمهور الفلسطيني حتى في قطاع غزة لأنه لا يمكن انهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني دون محادثة جميع الفلسطينيين - المصدر).

 

سمعت تسيبي لفني كما تقول وسائل الاعلام بخطوات عقاب السلطة الفلسطينية التي استقر رأي نتنياهو عليها بعقب توجه قادتها الى مؤسسات الامم المتحدة، سمعتها من المذياع.

 

"لكنك تستطيعين الاستمرار على محادثتهم"، قيل لها في مكتب رئيس الوزراء. فاذا كان هذا الامر صحيحا فاننا نعيش في الحقيقة في واقع هذيان.

 

إن هذه الخطوات الصبيانية وهي حظر اجراء اتصال بين وزرائنا وكبار مسؤولي السلطة توجب على كل واحد من اولئك الذين يجلسون حول طاولة الحكومة أن يجيب مرة واحدة والى الأبد عن سؤال: ماذا يفعلون هناك؟ أكثر من أن يعاقب القرار الفلسطينيين برفض المحادثة غير الموجودة أصلا بينهم وبين حكومة نتنياهو.

 

سأحاول أن أعرض هنا عددا من الحقائق الأساسية التي يُفضل أن يواجهها من انتخبهم جمهورنا. وقبل أن نقول شيئا ما في الجدل في قضية التعريف القانوني لمكانة المناطق في الضفة وقطاع غزة أهي "احتلال" أم "مناطق متنازع عليها" أم "مناطق محررة"، وكل ذلك من وجهة نظر الناظر – يوجد الواقع وهو ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون الى جانبنا. فهنا اربع صعوبات لاعضاء الحكومة:

 

الصعوبة الاولى: في اطار بحث نشر قبل بضع سنين وقام على تعاون بين اسرائيليين وفلسطينيين، كتبت مقالة كان عنوانها: "الفيروس لا يقف عند الحاجز". وقد أراد الكاتب أن يقول إننا لا نملك ميزة الحديث عن فصل بين الشعبين لأننا متصلان صلة لا يمكن فصمها ويجب التحادث ثم التحادث والتوصل الى اتفاقات اذا كنا نرغب في الحياة. فما الذي تفعلونه هناك في الحكومة للتوصل الى مسالمة والى فهم أساسي أن مصير الشعبين مقرون بعضه ببعض؟.

 

الصعوبة الثانية: إن مقولة اليمين الاسرائيلي الرائجة هي أننا أخلينا كل المستوطنات في قطاع غزة وحصلنا عوض ذلك على صواريخ وقذائف راجمات صواريخ. واسأل: ما الذي تفعلونه هناك في الحكومة لمحاولة التوصل الى محادثة قادة جمهور سكان غزة؟ اجل أعني قادة حماس. هل يخطر ببال أحد أن يمكن في يوم ما انهاء الصراع والمواجهة الدامية بيننا وبين الفلسطينيين دون تسوية مع القيادة في غزة؟.

 

إن اسرائيل لم تنفصل عن غزة الى الآن وهذا أمر معلوم. أنظروا الى قوافل الطعام والاسمنت والكهرباء والماء التي نمد قطاع غزة بها كل يوم. إن جميع حاجاتهم الأساسية تأتي من اسرائيل. وكل كلام اسرائيل كاتس على قطع الكهرباء والماء عن غزة ترهة. ألم يحن الوقت كي لا يُحادث الغزيون فقط اهود حامو المراسل القدير من القناة الثانية؟ إن غزة لن تمضي الى غزة ولن يختفي الفلسطينيون في غزة.

 

الصعوبة الثالثة: سمعت تسيبي لفني تقول إن أحد دروسها من فشل جولة التحادث الاخيرة بوساطة جون كيري هو أنه ربما نضطر في المستقبل الى محادثة الفلسطينيين أكثر من الامريكيين. واحتراما للفني لا أريد أن أُذكرها بمن من اربعة الأبناء الذين سنقرأ عنهم غدا في صلاة عيد الفصح هو الأشبه بها. فلماذا لا تحادثون الفلسطينيين الآن.

 

الصعوبة الرابعة: لا شك في أننا الجانب الأقوى في المواجهة مع الفلسطينيين. فلماذا تتصرف قيادتنا على هذا النحو الضعيف ولماذا هي مذعورة وتشغل نفسها بأسئلة سخيفة؟ إن ما يعوزنا هو رؤيا ومبادرة. فاخرجوا من الصندوق واعرضوا علينا شيئا لم نسمع به من قبل.

 

اذا سُمح لي فانني أريد أن أهدي هذه المقالة الى وطني اسرائيلي عظيم توفي في نهاية الاسبوع وهو الشخص الذي أدرك منذ زمن أنه يمكن ويجب حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، وهو رون بونداك. كان اتفاق اوسلو الذي كان بونداك من مهندسيه يفترض أن يرسم للاسرائيليين والفلسطينيين خطة لتسوية تدريجية هي اعتراف حقيقي بين الشعبين.

 

إن بونداك الذي قُتل أخوه في حرب يوم الغفران وهو ابن لعائلة صهيونية عظيمة الالهام، لم يحجم لحظة واحدة عن سعيه الى تسوية حتى حينما أصيب مئات الاسرائيليين في عمليات ارهابية من قبل الفلسطينيين بعد التوقيع على اتفاق اوسلو. فقد أدرك أن الطرفين سيضطران آخر الامر

 

 

الى تقديم قرابين من اجل مستقبل مشترك هو بمنزلة ضرورة لا عيب فيها. ولم أسمعه قط يشتم اولئك الذين شملوه مع "مجرمي اوسلو". ليكن ذكره مباركا.