خبر سمعت فجأة « بوم » - يديعوت

الساعة 09:33 ص|11 ابريل 2014

بقلم: سيما كدمون

 

          (المضمون: في اللحظة التي ينهار فيها التفاوض بصورة نهائية يمكن البدء في عد الثواني الى أن يقع الانفجار الذي يبدأ انتفاضة ثالثة ويكون علامة على عهد جديد بلا أفق وبلا أمل - المصدر).

 

1-             الفرصة الاخيرة

 

استُقبل كلام جون كيري على مسؤولية اسرائيل عن ازمة المحادثات مع الفلسطينيين في دهشة وشعور بالاهانة هنا. لأنه كيف أصبحت اسرائيل المذنبة الرئيسة في لعبة الاتهامات هذه التي كنا ننتظرها جميعا وكأنها عرض لجاستن تمبرلك في متنزه اليركون في حين توجد اسرائيل عميقا في داخل لعبة اتهامات من قبل نفسها، السلطة الفلسطينية فيها هي المذنبة الرئيسة.

 

وحينما أصبحنا على يقين بالضبط من أننا نجحنا في الكشف عن وجه أبو مازن الحقيقي، جاء كيري هذا فعرض تسلسل الاحداث التي أفضت الى الازمة يوما بعد يوم، من عدم تنفيذ الدفعة الرابعة الى نشر مناقصة الـ 700 وحدة سكنية في غيلو فكان الـ "بوف".

 

          ولو أن الامر انتهى الى "البوف" لما كان ذلك فظيعا. لكن التنافر بين حركة يدي كيري وهي حركة واسعة تصور التفجير وبين كلمة "بوف" – التي نُفخت بصورة ليّنة من بين شفتيه وكأنها صفير خفيف أو حتى تنهدة ما – روى القصة كلها: انفجار المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين قد يبدو الآن مثل بوف، لكنه سينتهي الى بوم.

 

          لأنه في اللحظة التي ينهار فيها التفاوض بصورة نهائية، ويقرر موته رسميا، سيمكن البدء باحصاء الثواني الى الخلف الى أن سُمع البوم: أعني صوت التفجير الذي يعلن بدء انتفاضة ثالثة، ويكون علامة على فترة جديدة بلا أفق وبلا أمل بين اسرائيل والفلسطينيين.

 

          تنتقل لعبة الاتهام الآن الى الساحة الامريكية اذا، ويد حكومة اسرائيل الاولى، أعني رئيس الوزراء نتنياهو، تتهم كيري في حين تحاول يدها الثانية، أعني وزير الخارجية ليبرمان، تحاول أن تصالح. ولولا أن كيري قد اشتعل رأسه شيبا لشاب بين عشية وضحاها بيقين، واضطر الى أن يُبين رأيه أمام ليبرمان في حين يرمي نتنياهو بالأواني في كل اتجاه لكنه يحرص على ألا يكسرها: فهو يأمر الوزراء والمديرين العامين للمكاتب الحكومية ألا يُجروا لقاءات مع نظرائهم الفلسطينيين، في حين يُسمع للفني بالاستمرار على اللقاءات.

 

          إن ما نراه هنا في اليومين الاخيرين هو محاولة اخيرة لانقاذنا مما قد يحدث هنا. فللطرفين مصلحة واضحة في أن يستمر التفاوض لا بسبب كيري فقط الذي لا ينوي أن يرى سنة كاملة من العمل الكثيف تنتهي الى بوف. وهكذا، برغم الألاعيب والحيرة، من السابق لأوانه جدا أن نؤبن صفقة السجناء أو أن ندفن التفاوض، ومن السابق لأوانه في الأساس الحديث عن انتخابات مبكرة.

 

2-             أول من لاحظ

 

كان وزير الخارجية هو الذي أطلق الرصاصة الاولى لامكان اجراء انتخابات وهو الذي يكون أول من يلاحظ الاهتزازات في الرأي العام، دائما. ولاحظ ليبرمان ازمة المغفلين التي تصيبنا فينة بعد اخرى، أعني شعور أجزاء واسعة من الجمهور الاسرائيلي بأننا وسيلة لعب في أيدي آخرين. وتعلمون أنه لا يوجد شيء يصيب الاسرائيلي بالجنون أكثر من الشعور بأنه مغفل. وقد وجه ليبرمان الكلام الى هؤلاء الناس الذين يردون من بطونهم والذين ضاقوا ذرعا بالشعور بأن اسرائيل تستخذي، حينما قال إن الدفعة الرابعة – التي فيها افراج عن مخربين يشملون عربا اسرائيليين – لم تعد موجودة. وأن ما كان يتم التباحث فيه قبل اجراء الفلسطينيين من طرف واحد، الذين نكثوا التزاماتهم وقدموا طلبات للانضمام الى 15 وثيقة دولية – باطل. فاذا لم يعجب هذا أحدا ما فلنمضِ الى انتخابات.

 

هذا الكلام الذي قاله ليبرمان من نيويورك انتشر انتشار النار في الهشيم. وعلى غير حق لأنه لم يكن تهديدا، فلا يوجد شيء ليبرمان أبعد عنه الآن من الانتخابات. إن كل ما فعله هو وصف الحال وذاك أن الصفقة كما هي لن تجوز؛ وأبو مازن لن يوافق على تفاوض دون افراج عن سجناء؛ واذا لم يوجد تفاوض فسيكون ضغط على لفني في داخل حزبها لترك الحكومة؛ وسيكون البديل عن حزب الحركة إدخال الحريديين؛ وليبرمان يعارض بشدة إدخالهم في الائتلاف الحكومي بزعم أن الثمن الذي سيجب دفعه إليهم من جهة سن القوانين والمال سيكون مجنونا. واذا لم يحدث كل ذلك فلن يكون مناص من الاتجاه الى انتخابات.

 

ونقول بعبارة اخرى إن ليبرمان لا يقول إنه سيسقط الحكومة، فهو لا يهدد. وهو لا يعرض انذارا بل يقول فقط إنه لأنه لا يمكن تأييد الصفقة بعد خطوات أبو مازن من طرف واحد، قد نتجه الى انتخابات. وهذا ما جعله يسارع الى ايضاح رأيه، فهو برغم توجه الفلسطينيين الى الامم المتحدة يؤيد الاستمرار على التفاوض. لكن ذلك يعني الاستمرار عليه دون تنفيذ الدفعة الرابعة. وفي مقابل ذلك اذا وافق الفلسطينيون على سحب الطلبات فهو لا ينفي تنفيذ الدفعة برغم معارضته الافراج عن عرب اسرائيليين. ويقول إنه اذا كانت اكثرية في الحكومة فسنحترم ذلك.

 

3-            الخروج للمعارضة

 

          لكن حينما يتم بدء الحديث عن انتخابات يشغل الجميع أنفسهم بذلك. فقد زعم عضو الكنيست عمرام متسناع هذا الاسبوع أنه لا يجب أن تكون عبقريا كي تدرك أن الحزب الذي نشأ ليدفع بالاتفاق قدما لن يبقى اذا لم ينجح الاتفاق. ويزعم في مكالمة هاتفية من حدود فيتنام – كمبوديا أنهم في الاشهر التسعة الاخيرة تمززوا الوقت وتحدثوا عن نعم أو لا للاعتراف بدولة يهودية ووضعوا العقبات واحدة بعد اخرى: من الاعلان بأننا سنبقى في غور الاردن، الى استمرار البناء كالمجانين في المناطق، وهم لا يبلغون الى الغاية التي هي رسم حدود دولة اسرائيل. فلماذا يتقدم شخص ما معنا، يسأل متسناع.

 

          وسألته أهذا انتقاد للفني، فقال لا في الحقيقة. فهي لم تكن تستطيع أن تدفع بالمسيرة قدما بصورة أفضل. لكن جلس معها المحامي مولخو مدعوما من نتنياهو. وعلى طريقتهم ستوجد هنا بعد بضع سنوات دولة واحدة بين البحر والاردن. وسألته ما الذي ينوي أن يفعله. فقال سننتظر الى نهاية هذا الشهر ونرى الى أي اتجاه يتجه الامر. وسأحاول اقناع اصدقائي بأن نخرج للمعارضة ونستعد للانتخابات التالية.

 

          ليس متسناع هو الوحيد في الحركة الذي فقد الصبر على المحادثات العقيمة مع الفلسطينيين. فعمير بيرتس ايضا لم يقعد ساكنا. وقال عضو الكنيست اليعيزر شتيرن هذا الاسبوع إنه حينما تستنفد المحادثات نفسها سيجلس اعضاء الكتلة الحزبية ويتحدثون عن ذلك، فهو شخصيا لم يتجه الى السياسة من اجل المسيرة السياسية.

 

          ويقول إن مشكلتنا الأصعب هي أننا دفعنا أثمانا باهظة على مر السنين لصنع سلام. لمن دفعنا؟ للحريديين في الأساس، يقول، كي يكونوا في الائتلاف الحكومي. وفي نهاية المطاف لم نأت بالسلام وحطمنا الطابع اليهودي الديمقراطي للدولة.

 

          ويقول شتيرن: آمل أن أنجح في فعل ما جئت لفعله في السياسة وهو اجازة قوانين التهويد وقوانين الاحوال الشخصية والسبت وقوانين الطعام الحلال وما أشبه. فاذا جاء السلام في الطريق فحبذا هو.

 

          من الواضح للجميع أن بقاء لفني في الحكومة مؤثر حاسم في بقائها. فاذا تركت لفني فقد يسقط الائتلاف الحكومي مثل برج من الورق لأنه سيصعب على يوجد مستقبل البقاء في حكومة تعترف بفشل التفاوض، ومن المؤكد أنه سيعارض ضم الحريديين. وقد سألت في هذا الاسبوع رئيس الكتلة الحزبية عوفر شيلح ما الذي ينوون فعله.

 

          يقول شيلح إن التفاوض مهما يكن الامر لن يستطيع أن يعود الى وضع كان مترددا، وأن يكون شيئا يُمضون فيه الزمن فقط. ويقول إنه بعد تسعة اشهر المحادثات لم نصل حتى الى بدء توضيح للامور فضلا عن اقتراب من الموضوع الجوهري الرئيس وهو الحدود. ويرى شيلح مرشح يوجد مستقبل لرئاسة لجنة الخارجية والامن أنه يجب على اسرائيل أن تعلن أن اختيار الافراج عن السجناء شرطا لدخول التفاوض لم يكن صحيحا – لا اخلاقيا ولا موضوعيا – وأن كل تسوية ممكنة مع الفلسطينيين ستكون على حدود 1967 مع تعديلات حدودية ووقف البناء خارج الكتل الاستيطانية. هذا ما يجب على اسرائيل أن تفعله بدل الدفعة الرابعة ليكون تحريكا للتفاوض من جديد.

 

          وسألته: ماذا سيفعل يوجد مستقبل اذا وقف التفاوض.

 

          يقول شيلح: لا أريد الحديث عن سيناريو نظري. قال يوجد مستقبل طول الطريق إن التفاوض والسعي الى اتفاق هما جزء جوهري من وجوده في الحكومة، فاذا لم يتم ذلك فسنضطر الى أن نتباحث فيما نفعله.

 

          ويقول: اذا تركنا الحكومة فستسقط، لهذا يجب تناول الامر بحذر.

 

          ما العجب اذا أن يُجهد ليبرمان نفسه في هذا الجو، وهو الذي ليست له أية مصلحة في تفكيك الحكومة، كما قلنا من قبل، بارسال نصائح الى صديقيه الطيبين لبيد ولفني.

 

          جلست لفني هناك في الداخل، قال هذا الاسبوع لمن تحدث إليهم، وكنا على بعد ساعتين عن إتمام الصفقة فقلب أبو مازن الطاولة. يجب عليها (تسيبي) أن تروي الحقيقة وأن تقول إن الذي خطا هذه الخطوة الحاسمة هو أبو مازن، فقد هدم كل شيء. فلماذا تستقيل اذا؟ يجب على تسيبي أن تقوم وأن تقول استنتاجاتها وأن تروي ما حدث وأن تبقى في الائتلاف الحكومي نفسه.

 

          ينطبع في النفس أنه ينقض على باب مفتوح، فلا أحد من الشركاء يريد انتخابات. وقد لا تتجاوز لفني نسبة الحسم التي صوتت هي نفسها تأييدا لرفعها. ويحتاج لبيد الى بضعة اشهر اخرى كي يبرهن على جدوى اصلاحاته ومشاريعه. ويحتاج هرتسوغ برغم عمله الجيد رئيسا للمعارضة الى زمن كي يعيد حزب العمل الى منزلة منافس محتمل على رئاسة الوزراء. أما حال البيت اليهودي فحسنة لا تقل عن جنة عدن. وفي يهودا والسامرة يبنون بلا حساب، ووزير الاسكان اوري اريئيل يعوق متى شاء التفاوض بل إن الامريكيين يذكرون اسمه بأنه مُحدث الاضرار.

 

4-            العهد الجديد

 

في ليل يوم الاربعاء أرسل بينيت رسالة الى رئيس الوزراء مع نشره في يو تيوب خطة تهدئته بما لا يقل عن خمس لغات. "نحن ندخل في عهد جديد"، كتب بينيت الى نتنياهو حاثاً إياه على تطبيق السيادة الاسرائيلية على الكتل الاستيطانية في يهودا والسامرة. ويسارع بينيت الى دفن التفاوض قائلا إن المسيرة استنفدت نفسها، ويطلب الى رئيس الوزراء تفكيرا من جديد وبحثا سريعا فيما يسميه "الخطة ب".

 

          في ذلك المساء بدأ وزير الاقتصاد سلسلة عروض لخطته الجديدة، وهو ينوي أن يعرضها في أكبر عدد من قنوات التلفاز في العالم. كيف بالضبط سينجح في الترويج لضم للارض اسرائيلي من طرف واحد – عند بينيت الحلول. فربما يعتقد أنه اذا منح آلاف الفلسطينيين الذين يسكنون في هذه المناطق بطاقات هوية اسرائيلية فسيكون ذلك حافزا كافيا جذابا كي يوافقوا على الانضمام الى اسرائيل. لكن ينبغي ألا نُبلبل: إن "العهد الجديد" الذي يقترحه بينيت هو عهد نعرفه جيدا، فهو عهد عنف وارهاب وضحايا من الطرفين.

 

          يقول بينيت ردا على ذلك: تلك سخافات. فالذي تعلمناه في العشرين سنة الاخيرة هو أننا حينما تنازلنا حصلنا على الارهاب والموت، فقد بدأت في عهد رابين العمليات الانتحارية الاولى. وحينما وافق باراك على تسليم يهودا والسامرة كلها حصلنا على انتفاضة الدماء في 2000، وفي السنوات الاخيرة خاصة، في 2012 مثلا، وكانت سنة بلا تفاوض، حصلنا على أكثر السنوات هدوءً منذ كانت حرب الايام الستة. فليكفوا اذا عن تهديدنا بتسونامي سياسي، وتسونامي ارهاب وتسونامي اقتصادي، فللفلسطينيين الكثير جدا مما يخسرونه بموجة ارهاب.

 

5-            بصقة في الوجه

 

من آن لآخر، وقد أخذ الزمن يتضاءل بين الاحداث، يتبين لنا أن هذه الدولة لها من الحظ أكثر مما لها من العقل. والحظ هو أن قاعدتها تقوم على مجموعة شباب ما زالوا ينفذون الأوامر برغم عدم الارتياح والصعاب والاهانات التي تنالهم، ويأتون لتأدية خدمة الاحتياط في اماكن يبصقون فيها في وجوههم بدل أن يُجلوا اسهامهم ويشكرونهم. لأنهم لو كانوا أقل انضباطا وأقل حفاظا على القانون وأقل شعورا بالالتزام القوي ورفضوا منذ زمن تأدية خدمة الاحتياط في تلك الاماكن. وتوجد ألف طريقة وطريقة للتهرب من الخدمة بل إن الضمير لا يجب أن يؤدي دورا هنا، فالحديث عن شباب أدوا واجبهم بالخدمة العسكرية القتالية وما زالوا يؤدون واجباتهم المدنية للدولة.

 

          ينبغي ألا يُرى هذا دعوة الى رفض الأمر العسكري، لا في الحقيقة، وإنما هو تعجب وتأثر باولئك الشباب الذين ما زالوا برغم أنهم يضطرون الى ترك العمل والدراسة والعائلة، يأتون الى كل هذه الاماكن لحراسة من يُذلونهم كما حدث هذا الاسبوع في مستوطنة يتسهار.

 

          لا كلام نصف به الاشمئزاز الذي تثيره اعمال شارة الثمن الموجهة على العرب والتي تشمل افعالا آثمة كتلطيخ المساجد بكتابات وثقب الاطارات وإفساد الممتلكات واشياء اخرى لا يمكن أن تسمى سوى ارهاب. وهي اشياء حينما تحدث في الخارج موجهة على يهود تزعزعنا حتى أعماق نفوسنا.

 

          لكن حينما يحدث هذا عندنا وحينما يكون الزعران يهودا ننجح في التغلب على نحو ما على الشعور بالزعزعة. ويوجد دائما من يبرأ من الافعال ويُبين أن الحديث عن مجموعات صغيرة وعن عدد قليل من الشباب حقا. لكن من مضى لينام في سكينة مع اعمال شارة الثمن على العرب ينبغي ألا يعجب حينما يستيقظ على اعمال مشابهة موجهة على جنود اسرائيليين. فاولئك الارهابيون اليهود يرون أن الغاية تسوغ كل شيء وهذا يعني ايضا المس بالجنود الاسرائيليين – وليس الحديث الى الآن عن المس الجسمي، لكنه سيأتي ايضا.

 

          اجل، نحن نعلم أن الحديث عن أقل القليل، فان أكثر سكان يتسهار الذين خرج المعتدون على القانون من بينهم ليسوا كذلك. وتنشر فورا قصص عن السكان الذين يخرجون عن طورهم لمساعدة الجنود بالطعام والمعدات وكل طريقة ممكنة إلا شيئا واحدا وهو نبذ هؤلاء الارهابيين بكل صورة كما كنا سنفعل لو كان الارهابيون عربا. ليس مما يطيب لي باعتباري أماً لابنين يخدمان الخدمة الاحتياطية في المناطق ايضا أن أرى كيف تُنحي مجموعة شباب الجنود جانبا وتُفسد الموقع العسكري الذي يمكثون فيه. ويصعب أن نتخلص من التفكير فيما سيحدث اذا ما استقر رأيهم في المرة القادمة على المس بالجنود أو اذا حاول جندي عصبي أن يعارض تلك الافعال. وليس مما يُعقل أن يكون أكبر اهتمامات الوالدين الذين يخدم أبناؤهم في المناطق القلق من سلوك المستوطنين.

 

          سيارات جيب مثقوبة الاطارات لقادة، وافساد معدات عسكرية، وإذلال – ما الذي يجب أن يمر به جنود الجيش الاسرائيلي بعد كي يُنهي أحد ما ذلك. وما هو هذا العجز. لا يجب أن يكون الردع للعرب فقط بل لكل من يحاول أن يمس بجنود الجيش الاسرائيلي. لكن كل شيء يبدو مترددا على نحو ما، وعاجزا. كيف يمكن ألا تكون دولة تدعي أنها تحارب المشروع الذري لدولة اخرى، غير قادرة على صنع نظام في داخل بيتها.

 

          لكن قد تكون هذه هي المشكلة وهي أنه ليس بيتنا، وحان الوقت لنعترف بذلك: أعني أن عدم العدل في مكوثنا الطويل في يهودا والسامرة ليس هو بالنسبة للعرب فقط بل هو بالنسبة لأبنائنا الذين حولهم مكوثهم الطويل هناك الى اشخاص بلا اخلاق والى معتدين على القانون والى ارهابيين – والذين يضطرون الى الدفاع عنهم وتحمل اعمالهم الارهابية كل يوم.