خبر لنكافح في سبيل الروح - هارتس

الساعة 09:30 ص|11 ابريل 2014

 بقلم: أسرة التحرير

 

          قرار جامعة تل أبيب اغلاق دائرة الدراسات الفرنسية هو جزء من ظاهرة عامة ومقلقة للتردي في مكانة العلوم الروحي. فرئيسة دائرة الدراسات الفرنسية، البروفيسورة ميشيل بوكوبيزا كهان، روت أمس بان "قبل 15 سنة كان 400 طال في الدائرة. هذه السنة سجل للسنة الاولى اقل من 30". وتفيد معطيات مجلس التعليم العالي بان ليس فقط لا تعتبر الدراسات الفرنسية جذابة. فحتى 2012 انخفض عدد المتعلمين في كلية العلوم الروحية (الانسانية) الى 7.5 في المئة فقط من عموم الدراسة للقب الاول (البكالوريوس) مقارنة بـ 11.7 في المئة في 2001، وكذا في السنة الدراسية الاكاديمية الحالية سجل انخفاض في عدد الطلاب.

 

          ويرتبط التردي في مكانة العلوم الروحية بميل الطلاب الواضح لتفضيل التأهيل العملي على توسيع الآفاق. ففي أعقاب المنافسة الشديدة مع عشرات الكليات التي فتحت في السنوات الاخيرة، والتي تتيح قدرة وصول الى الالقاب الجامعية مع أفق تشغيلي، تضطر الجامعات الى تقليل حجم الدوائر الاقل شعبية التي هي بشكل عام ايضا الدوائر الاقل "عملية".

 

          وتعاني العلوم الروحية من تمويل منخفض ايضا بسبب عناصر لا ترتبط بمعدلات التسجيل. فمنح البحث الخارجية تعطى بشكل عام للطلاب الذين يتعلمون في دوائر العلوم الدقيقة. كما أن الدفعات المالية على النشر في المجلات، حسب مفتاح تقرر في لجنة التخطيط والميزانية، اشكالية: فالكثير من المنشورات في العلوم الروحية هي كتب أو فصول من كتب، وبالتالي فانه لا يدفع عليها.

 

          ان العلوم الروحية هي ذخر ثقافي واجتماعي، قيمته لا تقل عن قيمة مهن الهندسة والحاسوب، مثلا. فالتعليم والتفكير النقدي هما أداتان ضروريتان في مجتمع ديمقراطي وليبرالي. والدولة لا يمكنها أن تكتفي بالتأهيل المهني لمواطنيها. عليها أن تحرص على تعميق التفكير النظري، وتطوير مجالات علمية واسعة ومتنوعة قدر الامكان. أما افول العلوم الروحية قد يشبه القدر، ولكنه ليس كذلك. فوزير التعليم شاي بيرون ومسؤولو لجنة التخطيط والميزانية يجب أن ينظروا في امكانية تفضيل تعديلي في ميزانية العلوم الروحية. والجامعات من جهتها ملزمة بان تكافح في سبيل تجنيد أكبر عدد ممكن من الطلاب والمحاضرين لهذه الدوائر، والاصرار على استمرار وجودها.