تقرير الفصائل: موقف وزراء الخارجية العرب مخيب للآمال ولا يلزمنا

الساعة 12:13 م|10 ابريل 2014

غزة-خاص

أجمعت الفصائل الفلسطينية على أن موقف وزراء الخارجية العرب من تمديد المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني خاطئ ومخيب لآمال وطموحات الشعب الفلسطيني الذي يكتوي بنار الاحتلال والمفاوضات.

وأكدت الفصائل في تصريحات مختلفة، أن موقف تمديد المفاوضات يشجع الاحتلال الصهيوني بالاستمرار في سياسة العنف والاضطهاد الذي يمارسه الاحتلال من مستوطنين ومتطرفين يهود تجاه الشعب الفلسطيني والاستمرار في سياسة سرقة الأرض (الاستيطان).

وأشارت الفصائل إلى أن موقف العرب من تمديد المفاوضات لا يلزم الفلسطينيين، ويؤكد بأن الجامعة العربية عجزت على مدار سنوات الصراع من اتخاذ موقف جاد لإنهاء المأساة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.

موقف الجهاد

أكد الشيخ نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، أن موقف وزراء الخارجية العرب من تمديد المفاوضات بين السلطة والاحتلال الصهيوني لا يفيد ولا يُقدم أي حل للمأساة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني منذ عقود من الزمن.

وقال الشيخ عزام في تصريح خاص لـ"فلسطين اليوم الإخبارية": "الجامعة العربية على مستوى الوزراء والزعماء وعلى مدار سنوات الصراع مع الاحتلال عجزت عن اتخاذ خطوات جادة باتجاه إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ومأساته في استرداد حقوقه المسلوبة".

وأضاف: "كافة القرارات التي اتخذتها جامعة الدول العربية على المستويين الوزراء والزعماء كانت أقل بكثير مما يأمله الفلسطينيون"، مؤكداً أن موقف الوزراء العرب بتمديد المفاوضات بالمخيب للآمال.

وأوضح الشيخ عزام أن كل الدلائل تُشير إلى انسداد أفق عملية التسوية والكل بات يدرك تماماً أن الاستمرار بالمفاوضات مع الجانب الصهيوني مضيعة للوقت، مؤكداً أن موقف وزراء الخارجية العرب لتمديد هذه المفاوضات العبثية يأتي لتشجيع الاحتلال الصهيوني بالاستمرار في تعنته وحصاره ضد الشعب الفلسطيني.

وأشار الشيخ عزام أن هذا الموقف المخيب للآمال لا يلزم الفلسطينيين الذين يكتوون بناء الاحتلال والمفاوضات.

ولفت عضو المكتب السياسي للجهاد إلى أنه من الضروري والمهم أن نحشد موقف عربي حولنا ومعنا ولكن ليس بالاتجاه الخاطئ الذي يدعم المفاوضات .. يجب أن يكون هناك موقف لإسناد الشعب الفلسطيني ومحاولة وضع حد للهيمنة الصهيونية وسياستها العنيفة ضد الفلسطينيين.

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

انتقدت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" مخرجات اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي عقد في القاهرة أمس الأربعاء، والتي تلخّصت بإعادة التأكيد على دعم خيار المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية وفتح المجال لتمديدها بفترة إضافية، إلى جانب الرهان على دور الراعي الأمريكي في محاولة وصول طرفي الصراع إلى "سلام عادل".

واعتبرت الجبهة في بيان لها اليوم الخميس، أن مخرجات اجتماع لجنة المتابعة العربية المعنية بعملية السلام "تعكس حالة العجز الرسمي العربي، وإصرار على اعتماد السياسات القاصرة والمواقف الخاطئة في التعامل مع الصراع العربي الفلسطيني – الإسرائيلي".

واعتبرت أن أبرز دليل على ما سبق هو رهان الوزراء العرب على "الدور الإيجابي" للراعي الأمريكي على الرغم من انحيازه الواضح لمواقف حكومة العدو الإسرائيلي وسياساتها المناقضة لقرارات الشرعية الدولية ولأي "سلام عادل" بل وممارسته أشكالاً متعددة من الضغوطات على المفاوض الفلسطيني لقبول هذه المواقف والسياسات الإسرائيلية، وفق البيان.

وأضافت "لم يجرؤ وزراء الخارجية العرب على اتخاذ ما هو أبعد من الإدانة لموقف الحكومة الإسرائيلية، ووعود تكرّرت بدعم الموقف الفلسطيني سياسياً ومادياً بما فيه توفير شبكة أمان للسلطة يحتاج تنفيذها متابعة من قبل الأمين العام لجامعة الدول العربية مع البلدان المعنية".

ودعت "الشعبية" الجامعة العربية ودولها إلى إجراء مراجعة إستراتيجية لسياساتها لضمان حفظ المصالح العليا لشعوبها التي قد تتضرر بفعل ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، بحيث تقوم هذه الإستراتيجية على توفير دعم شامل لنضال الشعب الفلسطيني من أجل إنهاء هذا الاحتلال وتأمين الحرية والاستقلال له، ووقف أي سياسات وإجراءات تطبيعية مع العدو، وإعادة النظر في علاقات بعض الدول العربية معه، واستخدام مقدرات الأمة العربية ولغة المصالح في تحديد العلاقات مع الأطراف الداعمة له.

حركة حماس

كما انتقدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بشدة قرار وزراء الخارجية العرب في القاهرة بتمديد المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، واعتبرت هذا القرار مؤسفًا ويعكس حالة من "العمى السياسي".

وجدد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية"حماس" صلاح البردويل في تصريحات صحفية رفض حركته لنهج المفاوضات سبيلا لنيل الحقوق الفلسطينية، وانتقد بشدة قرار وزراء الخارجية العرب بتمديد المفاوضات.

وقال: "نحن في "حماس" نرفض نهج المفاوضات بشكل كامل، ونأسف لموقف وزراء الخارجية العرب الذي أعطى غطاء لتمديد هذه المفاوضات.

كنا نتمنى أن يكون هناك موقف عربي أكثر صلابة، لكن يبدو أن الوضع العربي ضعيف وممزق، ولذلك كان أسهل الأمور بالنسبة لوزراء الخارجية العرب أن رموا بالمسؤولية في وجه الفلسطينيين ليكابدوا وحدهم مرارة الاحتلال وانحياز الراعي الأمريكي لصالح الاحتلال، وهذا الموقف يعكس في أحد وجوهه انسحابا عربيا من المسؤولية والاستحقاق الذي يفرض على العرب العمل على تحرير فلسطين".

وأكد البردويل أن "حماس" لن تتخلى عن المقاومة أسلوبا لتحرير فلسطين، وقال: "نحن لا يمكن أن نقبل بأي حال من الأحوال أن نتخلى عن الأسلوب الأمثل لتحرير فلسطين وهو المقاومة، وهي حق شرعي ووسيلة ناجعة قادرة على إلحاق الوجع بالاحتلال ودفعه للخروج والعودة من حيث أتى، وهو أسلوب استخدمته كافة الشعوب المحتلة لتحرير أراضيها.

أما الرهان على المفاوضات في ظل عدم التوازن القائم حاليا والانحياز الأمريكي الواضح للاحتلال فقد أثبت خلال 22 عاما أنه أسلوب فاشل، فرط أولا في 78% جملة واحدة من أرض فلسطين، ثم فرط في نصف المساحة المتبقية تحت سياسة الأمر الواقع، وهو الآن يستعد للتفريط في المتبقي تحت اسم الدولة اليهودية، ومن هنا ننظر إلى تمديد المفاوضات بأنها عمى سياسي وقرار مؤسف"، على حد تعبيره.

حركة فتح

في حين أشاد عضو اللجنة المجلس الثوري لحركة "فتح" زياد أبو عين بموقف وزراء الخارجية العرب، الذي قال بأنه كان داعما للموقف الفلسطيني من المفاوضات مع "إسرائيل"، لكنه أكد أن قرار تمديد المفاوضات هو "قرار فلسطيني، وأنه لن يتم إلا إذا تم الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى ووقف حالة الحرب التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني".

وقال أبو عين في تصريحات خاصة صحفية تعليقا على قرارات اجتماعات وزراء الخارجية العرب مساء أمس الأربعاء في العاصمة المصرية القاهرة: "الجامعة العربية وقفت خلف القيادة الفلسطينية بموقفها المطالب بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى كما هو متفق عليه، وحملت إسرائيل مسؤولية انهيار التسوية، ووقوف الجامعة العربية بمؤسساتها خلف موقف القيادة الفلسطينية هو بالتأكيد موقف مهم ومن شأنه تقوية الموقف الفلسطيني، أما مسألة التمديد للمفاوضات فهو قرار فلسطيني وله ثمنه".

وأشار أبو عين إلى أن مسألة التمديد للمفاوضات "لن تتم إلا وفق أرضية جديدة تتحقق فيها مصلحة الفلسطينيين"، وقال: "نحن لن نذهب إلى المفاوضات إلا وفق اشتراطاتنا ولن نرضخ للشروط الإسرائيلية، ذلك أنه وخلال ثمانية أشهر من المفاوضات كانت إسرائيل تمارس حربا على الشعب الفلسطيني ولا تتفاوض معنا، سواء تعلق الأمر بالاعتقالات أو الاستيطان أو تهويد القدس، وطيلة تلك الفترة لم يتخذ الفلسطينيون أي إجراء أحادي، هذا الأسلوب لن يستمر، وهذا لا يعني أننا ضد المفاوضات ولكننا ضد أن تكون المفاوضات فرضا للشروط من جانب واحد، ولذلك لن نذهب إلى المفاوضات إلا بعد الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى ووفق أرضية نتمكن فيها من حفظ حقوق الشعب الفلسطيني"، على حد تعبيره.

وكان وزراء خارجية الدول العربية، الذين اجتمعوا أمس الأربعاء (9|4) في القاهرة قد حملوا إسرائيل "المسؤولية الكاملة" عن المأزق الذي تمر به عملية السلام، وطالبوا الولايات المتحدة بمواصلة جهودها الداعمة لاستئناف مسار المفاوضات، وكرروا رفضهم الاعتراف بـ "يهودية دولة إسرائيل" وحملوها مسؤولية استمرار مشكلة اللاجئين الفلسطينيين.

كما أعلنوا استمرارهم في تشكيل شبكة دعم مالي للسلطة الفلسطينية في دفاعها عن الحقوق الفلسطينية.

وقد عادت المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية التي ترعاها الولايات المتحدة الأمريكية إلى الجمود مرة أخرى بعد رفض إسرائيل الالتزام بما وقعت عليه بشأن الإفراج عن الدفعة الرابعة للأسرى المتفق عليهم قبل انطلاق مسار المفاوضات برعاية أمريكية، وهو ما دفع بالسلطة إلى طلب الانضمام لعدد من المنظمات الدولية فردت إسرائيل بمزيد من التصعيد ودعت قياداتها إلى عدم التواصل مع السلطة باستثناء التنسيق الأمني والتفاوض.