خبر لا يجب على إبني أن يحرس أوغاد يتسهار- هآرتس

الساعة 09:15 ص|09 ابريل 2014

لا يجب على إبني أن يحرس أوغاد يتسهار- هآرتس

بقلم: عليت كراف

(المضمون: ليس عمل الجيش الاسرائيلي أن يدافع عن الأوغاد في المستوطنات - المصدر).

 

حان الآن الوقت الأكبر لمنافقي اليمين وفي مقدمتهم موشيه يعلون: فبعد أن استخفوا بكيري، ووضعوا العصي في عجلات التفاوض، وفعلوا كل شيء لافشاله ونجحوا، أصبحوا ينظرون الى مجموعة المشاغبين من يتسهار ويفرقعون بألسنتهم متحدثين عن الاعشاب الضارة التي ينبغي اقتلاعها، وأنهم شاذين بين ظهراني جمهور مخلص مخافظ على القانون مع سخافات وهذر كثير. إن ثعابين يتسهار لم تترعرع في كنف اليسار بل تدفأت في حضن المستوطنات خاصة واليمين عامة.

 

إن المستوطنات فعل غير قانوني، والذي يسكنها يفعل افعالا غير قانونية بمجرد سكنه في ذلك المكان، ويفعل افعالا غير قانونية اخرى وذلك لأنهم على يقين من عدالتهم؛ وحينما تكون عادلا كما تذكرون يحل لك كل شيء. بيد أنه في المكان الذي نحن على حق فيه لن تزهر ازهار في الربيع بل ستجد ثعابين فقط مسكنا لها بين الصخور، وحينما يأتي جنود الجيش الاسرائيلي لابعادها ستلدغهم.

 

لا جديد تحت الشمس: فالذي جلس على الشرفة في مظاهرة اليمين، والذي سار أمام نعش رابين، والذي رأى رابين يلبس لباس الـ إس.إس وسكت، والذي علم أنهم حكموا عليه بحكم المضطهد وسكت، فليعلم أن دم رابين يصرخ إليه من الارض. قد يكون هذا وقت تذكر حماقة اليسار الذي وقع سريعا بعد مقتل رابين عند قدمي اليمين مشتاقا الى المصالحة. فماذا حدث؟ لم يحدث شيء. تبرأ اليمين من القاتل برغم أنه عمل بلا شك بحسب الايديولوجية التي كان يتمسك بها كثيرون في تلك الايام، وسكت اليسار الغبي. والآن ايضا كما كانت الحال آنذاك حقا، يُمهد قادة اليمين أولا الطريق بأقوال غبية كأقوال يعلون في الاسابيع الاخيرة، وحينما يسير فيها المناكيس يقولون لا، أنظروا، لسنا نحن وليس هذا ما قصدنا إليه، فهم أعشاب ضارة وكنا نعتقد... ما الذي اعتقدناه في الحقيقة؟ وليست هذه حكمة جديدة: فقد أرسل الملك داود ايضا يوآف بن تسرويا ليقتل إبنه أبشالوم، وبعد التنفيذ الذي أنقذ داود وأعاد اليه الملك، تنكر له داود وعزله. وبمناسبة ذكر أبشالوم نقول إن اليمينيين يتعلقون بأشجار عالية.

 

ولهذا فبدل أن يفرقع ناس اليمين بألسنتهم سيُحسنون الصنع اذا ما سلكوا سلوكا نزيها؛ ألا يوجد مكان للتفاوض؟ قولوا ذلك بصورة صادقة واضحة وسنتحمل النتائج جميعا وهي برود

 

العلاقات بالولايات المتحدة، وتقليص الدعم ومشكلات اخرى كثيرة سيصعب على اولئك الذين يعيشون حياة طيبة في اليمين والذين يعيشون في بيوت كبيرة في المستوطنات على اراض خاصة لعرب في أحيان كثيرة أو في اراض صادرتها الدولة من اجلهم، سيصعب عليهم احتمالها. لأنه تعالوا نعترف بذلك هنا والآن وهو أن الصلة التي يحب اليمينيون أن يعرضوها بينهم وبين الرواد الذين كانوا في ايام الدولة الاولى غير موجودة. فقد كانت حياة الرواد حياة صعبة مُرة ماديا ونفسيا، أما حياة المستوطنين فهي حياة مُنعمة مُترفة وهم يعيشون في دولة تُفرد لهم مخصصات كثيرة أكثر من مخصصات اولئك الذين يعيشون داخل الخط الاخضر، وحالتهم النفسية ايضا رائعة: فهم على حق، على حق، على حق، لكن ناس اليمين ليسوا ايديولوجيين في الحقيقة لأنهم يريدون أن ندفع نحن جميعا ثمن افعالهم الحقيرة، ولذلك يقولون لكيري نعم ويفعلون لا. فهم يرسلون اليه لفني بيد ويوسعون المستوطنات باليد الاخرى، ويوافقون على الافراج عن سجناء ويرفضون بعد ذلك، وباختصار يقوم بالعمل بيد وبالاخرى يخدع كيري. هل تعرفون ما هي المشكلة يا ناس اليمين، أن كيري له بيت يعود إليه ونحن نبقى هنا، أجل، والعرب والصراع يبقى معنا ايضا.

 

في ثمانينيات القرن الماضي أصابت كيبوتسات هشومير هتسعير ازمة اقتصادية واجتماعية صاحبها مغادرة كثيرة للكيبوتسات. ويُروى أنه في كيبوتس نشأت فيه كان يوجد عضو حينما كانوا يسألونه هل يغادر الكيبوتس، اعتاد أن يجيب "لا، لكن يُفرحني أن يغادرني الكيبوتس قليلا". ونقول بناءً على هذه الجملة: من فضلكم يا حمقى يتسهار وسائر المستوطنات ايضا اقتدوا بكيري ودعونا ودعوا أبناءنا الذين يخدمون في الجيش الاسرائيلي. ويجب عليهم أن يحرسوا العرب من افعالكم الفظيعة، وحررونا من كل التزام لكم. وأنا أقول بصفتي أماً لجندي مقاتل في الجيش الاسرائيلي: ليس عمل إبني أن يدافع عن هؤلاء الأوغاد.

 

كثر في السنوات الاخيرة المتهربون من الخدمة العسكرية، وربما نجد سبب ذلك في حقيقة أن الجيش حينما يدعو الى تجنيد الزامي بدل أن يكون له جيش مأجور، يجب أن يعرف أهدافه. لكن جيشنا لا يعرف أهدافه ويبدو أن الخدمة العسكرية في كل سنة تصبح أكثر هذيانا. فالذي يريد أن يُجن فليتفضل وليدافع عن نفسه ولا يرسل أبناءنا الى معارك غير مفهومة مع أعداء غير واضحين.