خبر الكوماندوز النسائي" جاهز لحراسة عباس ..ومهامهن ليس كحرس القذافي

الساعة 06:50 ص|09 ابريل 2014

رام الله

لن يكون صعبا على فريق يضم نخبة فتيات مدربات عسكريا بشكل كبير، الإنضمام لطاقم الحراسة المخصص لحماية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بعد أن خضعن لتدريبات متخصصة على حماية الشخصيات المهمة، وسيظهرن قريبا بجانب الفريق القديم الذي يضم شباناً أقوياء، لتأمين الحماية هناك للرئيس والوفود الزائرة.

صحيفة "القدس العربي" قالت " في مقر المقاطعة المكان الذي من خلاله يدير الرئيس الفلسطيني منظمة التحرير ودولة فلسطين، ستقف فتيات يمتشقن الأسلحة الرشاشة، وستكون مهمتهن حماية المقر، منهيات بذلك حقبة كان فيها هذا النوع من العمل العسكري مخصص لشبان من ذوي البنيان الجسدي القوي.

فحتى هذه الأيام يتم اختيار طواقم الحراسة المخصصة للرئيس الفلسطيني بعناية بالغة، فجميع الشبان الملتحقين بجهاز ‘الحرس الرئاسي’ ويشرفون على حماية أبو مازن، هم من الأقوياء، ويخضعون لتدريبات عسكرية قوية ومستمرة على مدار العام، لكن القاعدة ستنكسر حين يدفع بعدد من الفتيات للمشاركة بهذه المهمات، التي تحتاج في الغالب إلى دقة وتركيز كبيرين، ومهارات خاصة في الرماية والتعامل مع الجمهور.

فرغم أن الفتيات التحقن بالعمل في الأجهزة الشرطية والأمنية، خاصة في المجال الإداري، إلا أنه منذ سنين قصيرة، تحولن لمنافسة الذكور في حلقات العمل العسكري الشاق، فأوفد عدد منهن إلى روسيا، وهناك خضعن لتدريب قاس، تمكنّ في نهايته من القفز باللباس العسكري بالمظلات من طائرة كانت تحلق على ارتفاع شاهق، ووقتها أصبحن مادة حديث في مجالس الفلسطينيين.

وقبل أيام أنهت 22 فتاة تدريباً إلى جانب عدد من الشبان، من مدرسة تدريب الحرس الرئاسي في مدينة أريحا في الضفة الغربية، التدريبات هناك اشتملت على الهبوط من بناية عالية، وإطلاق النار من البنادق على شواخص التدريب، وكيفية السير في الموكب الرئاسي، وصعود المركبات والقفز السريع منها لتأمين الشخصيات، علامة عن تدريبات عسكرية قاسية للقفز من ارتفاعات في بركة مياه. وظهرت الفتيات وبعضهن محجبات، وهنّ يرتدين لباساً عسكرياًُ يضم شارة ‘الحرس الرئاسي’ وقد زين بوضع نجمة على الكتف، تدل على حملهن رتبة ضابط، وهنّ يقدمن عرضا على حماية شخصية مهمة تعرضت لعملية إطلاق نار.

ولم يكن هذا التدريب هو الأول الذي تتلقاه الفتيات، فجميعهن خضعن لتدريبات ودراسة للأمور العسكرية في ‘جامعة الإستقلال’ وهي جامعة مقرها مدينة أريحا، ومخصصة لدراسة الشؤون العسكرية والأمنية.

وبعضهن سبق وأوفد لخوض دورات متخصصة في الأردن على مهارات مكافحة الإرهاب، على أيدي خبيرة فرنسية، وهن حسب ما يذكر تدربن أيضا على مهام خاصة تنفذها ‘فرق الكوماندوس′.

وستكون الفتيات الـ 22 نواة لأول طاقم أمني نسائي يشارك في تأمين حراسة الرئيس الفلسطيني، ضمن أفراد الحرس الخاص وعددهم يفوق الـ 2500 شخص.

وحظي الموضوع بمتابعة واهتمام من الكثير من المعلقين على مواقع التواصل الإجتماعي، ووصفوهن بـ ‘الكوماندوس النسائي الفلسطيني’، وبـ’الفدائيات النشميات’ وكتب أحد الشبان ‘بكرا بنلاقي حراسة الشخصيات العامة والمهمة من النساء’.

وكلمة فدائي أو فدائية تطلق في فلسطين على الرجال المقاتلين أو النساء المقاتلات، الذين يجيدون استخدام السلاح.

وبذلك أعادت الفتيات للأذهان ذكريات مشاركة النساء في العمل العسكري فترة ‘الكفاح المسلح’، حيث اشتهرت الفدائية دلال المغربي من حركة فتح في قيادة مجموعة مسلحة خاضت اشتباكا مسلحا في قلب إسرائيل، وليلى خالد من الجبهة الشعبية التي تخصصت في خطف الطائرات.

أحد المسؤولين العسكريين قال إن بداية عمل الفتيات سيكون لتأمين مبنى المقاطعة، والمشاركة في عمليات فحص النساء الزائرات، وقال ‘ستجدهم يحملن بنادق رشاشة ويرتدين الملابس العسكرية الخاصة بالحرس، ويقفن في نقاط مخصصة يتفحصن بأبصارهن المكان، ضمن المهام الملقاة على عاتقهن’.

ويشير إلى أنهن متمكنات من المشاركة في طواقم تأمين المواكب، وأنهن من المحتمل أن يشاركن في مرحلة قادمة في الصعود على ظهر عربات رباعية الدفع، التي ترافق السيارة المصفحة التي تقل الرئيس في تنقلاته.

لكنه استبعد أن تقف الفتيات ضمن ‘حلقة الحراسة الأولى’ خلف الرئيس، على غرار ما كان يفعل الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، على اعتبار أن الأمر مناط بفريق خاص من الحرس.

وهذا الفصيل النسائي جرى تشكيله بتعليمات من عباس، وهو الأول من نوعه الذي يتلقى تدريبات من هذا النوع ليعمل إلى جانب الرجال في ميدان العمل العسكري بكفاءة عالية.