خبر مبروك! في القناة 2 انتقلوا من التزلف الى الاسئلة- معاريف

الساعة 08:56 ص|08 ابريل 2014

مبروك! في القناة 2 انتقلوا من التزلف الى الاسئلة- معاريف

بقلم: كلمان ليبسكيند

(المضمون: المقابلة مع جبريل الرجوب في استديو الجمعة ليس أقل من حدث تاريخي. لاول مرة يطرح على جهة فلسطينية أن ترد على الأسئلة - المصدر).

 

يمكن أن تستطيب أكثر أو أقل المقابلة مع جبريل الرجوب في ليل السبت في "استديو الجمعة" في القناة 2، ولكن على شيء واحد يصعب الجدال: هذه المقابلة ستدخل الى قائمة

 

الاحداث التاريخية الكبرى والهامة في تاريخ الدولة. فقد كانت هذه هي المرة الاولى – على الاقل حسب أفضل ذاكرتي – التي يصل فيها مصدر فلسطيني رسمي الى مقابلة صحفية بل ويكون مطالبا أيضا بالرد على الاسئلة.

 

حتى اليوم جرت محاولة ناجحة بما يكفي للامتناع عن هذا الأمر. فالذخيرة الصحفية الثقيلة احتفظ بها دوما للمقابلات مع رئيس الوزراء الذي لا يستطيب معظم الصحفيين سياسته، للمقابلات مع وزير المالية التي لا تتطابق خطواته دوما مع التوقعات، وبالتأكيد للمقابلات مع رجال اليمين من البيت اليهودي وشماله.

 

حيال الفلسطينيين، تقريبا مثلما حيال حسني مبارك في الماضي الأبعد، كان صحفيون يكرسون معظم المقابلة لما يبدو من الأريكة في البيت كاحتفال اعتراف متزلف للرجل على تفضله بتشريفنا بحضوره ومشاركته في جودة فكره وارائه عن وزرائنا العنصريين وحكومتنا العنيفة. اما جبريل الرجوب فقد سئل لاول مرة أسئلة حقيقية.

 

"أنت أردت تحقيق النبضة الرابعة"، سأله اودي سيغال، "نتنياهو وافق على أن يحرر السجناء العرب الاسرائيليين ايضا (...) زائد 400 سجين، زائد لجم البناء، وفي اللحظة الاخيرة عندما فهمتم بان هذه ستكون هي الصفقة، وأنه يكاد يعقد جلسة حكومية، قمتم بهذه المسرحية. لماذا تفعلون ذلك؟".

 

وعندما اشتكى الرجوب من أنه لا يمكنه ان يصلي في المسجد الاقصى، ذكره كوشنيرو بانه هو بالذات من يُحظر عليه الصلاة هناك. وسأله ايهود يعاري ربما أحد الأسئلة الاكثر اهتماما وأهمية: "هل يمكنك ان تضرب مثالا واحدا، في موضوع واحد، كانت فيه رقة أو مرونة في الموقف الفلسطيني في المفاوضات؟ لقد كان نتنياهو مستعدا لان يأخذ باتفاق الاطار لجون كيري، أما أنتم فلا". ولم تنتهي المقابلة الا بعد سؤال اضافي من سيغال ذكّر فيه الرجوب ببعض من أقواله في الماضي.

 

كانت هذه مقابلة شاذة، لم يُسمع مثلها منذ زمن طويل جدا. اذا كانت القناة 2 ترى نفسها تصيغ أو تعبر عن التيار الاسرائيلي المركزي، فإنها لم تنجح منذ زمن بعيد في المس بموقف هذا التيار المركزي هكذا، بتصويب مباشر.

 

ولهذا السبب بالذات كان مشوقا قراءة وسماع الهزة التي المت بمنتقدي التلفزيون، عمليا أو نظريا، في أعقاب البث. فقد فتحت صحيفة "هآرتس" غرفة عمليات خاصة وأصدرت عامود انتقاد التلفزيون يوم الاحد في السبت. فالضرورات تبيح المحظورات في الصحيفة. "قوميون متعالون"، هكذا وصف هناك رجال "استديو الجمعة"، "هل الصحفيون الاسرائيليون هاجموا في اي مرة كانت بهذه الحدة مسؤولا اسرائيليا على أن حكومة اسرائيل تخرب المفاوضات؟".

 

لقد كان هذا سؤالا مضحكا جدا. ما يمر به الرجوب يمر به الكثيرون من اليمينيين ممن تجرى معهم المقابلات منذ عشرات السنين – في كل استديو تلفزيوني أو اذاعي، رسمي وتجاري. نقطة منطلق المذيع هي دوما أنهم مخطئون، مذنبون في الوضع ومورطون لنا ببلاد اسرائيل الغبية خاصتهم.

 

الان، لاول مرة، حصلنا على عينة عن الشكل الذي كان يمكن فيه ان تتحقق فيه الامور لو كانت لدينا وسائل اعلام متوازنة أكثر بقليل، تشدد على كل الاطراف – من يمين ويسار؛ لا تشعر بالحرج إذا ما وقفت في أحيان قريبة الى جانبنا في المواجهة بيننا وبين العدو. ولا حاجة الان الا أن نرى اذا كان شيء جديد بدأ هنا أم أن هذا مجرد مشروع تجريبي لمرة واحدة، سرعان ما سيتوقف.