خبر الاحتلال يخطط لمصادرة 800 دونم من أراضي قريوت

الساعة 05:32 م|06 ابريل 2014

رام الله

كشف مركز أبحاث فلسطيني متخصص في موضوع الاستيطان، النقب عن مخطط استيطاني جديد للسيطرة على 800 دونم زراعي تابعة لقرية قريوت جنوب شرق نابلس الواقعة شمال الضفة الغربية، وضمها لصالح مستوطنة "شيلو" المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين.
وقال "مركز أبحاث الأراضي" التابع لجمعية الدراسات العربية، إن ما تسمى اللجنة الفرعية للاستيطان التابعة لمجلس التنظيم الأعلى في الإدارة المدنية الإسرائيلية أعلنت أواخر الشهر المنصرم عن إيداع مخطط تفصيلي يحمل رقم (15/205) تعديلاً للمخطط الإقليمي (S/15).
وبحسب المخطط الجديد؛ فإنه سيتم تغيير صفة استعمال الأراضي من سياحية وزراعية، حسب وصف الاحتلال إلى أراض تجارية، بالإضافة إلى إقامة حديقة آثار نموذجية، وإقامة مزارع نموذجية مع تحديد قيود على صفة استعمال الأراضي وإقامة المباني فيها.
وأكد المركز أن المخطط سيقضي على أي فرصة في إعادة فتح طريق قريوت الجنوبي والرابط مع الخط رقم "60" والذي كان يوفر على أهالي القرية قرابة 20 كيلومتراً باتجاه مدينة رام الله، ما يعني المزيد من المعاناة لأهالي القرية التي أنهكها الاستيطان.
وأشار إلى أن الاحتلال يهدف من خلال هذا المخطط إلى تغيير معالم خربة "سيلون"، وإقامة متحف إسرائيلي مكانها وتحويلها إلى منطقة سياحية، حيث تندرج هذه الخطوة في إطار تهويد المنطقة وتغيير الطابع التاريخي الفلسطيني منها.
ولفت المركز البحثي النظر إلى أن الاستعدادات تجري لافتتاح المنطقة (خربة سيلون) كمنطقة أثرية يهودية، إذ تنتهي اللمسات الأخيرة لتدشين مركز سياحي جديد للزائرين على رأس تله مطلة على خربة سيلون.
وأشار مركز أبحاث الأراضي إلى أن حكومة الاحتلال رصدت لتنفيذ هذا المخطط ملايين الدولارات، ومن المقرر افتتاحه خلال أسابيع.
ويتضمن المركز الجديد بناية مستديرة الشكل ذات قباب مستندة على حجر مثلث الشكل، وحسب الرواية الإسرائيلية المزورة فإن هذا المكان يحوي بقايا تابوت من العهد القديم، والذي احضره الإسرائيليون معهم حين جعلوا "شيلو" عاصمةً لهم.
وذكر المركز أن وزارة المعارف الإسرائيلية في الحكومة السابقة كانت قد أعلنت أن خربة سيلون هي منطقة ضمن التراث اليهودي، وضمن خارطة برنامج الرحل المدرسية السنوية لليهود المتدينين، يأتي هذا بالتزامن مع الإعلان عن الحرم الإبراهيمي في الخليل وقبر يوسف في نابلس على أنهما جزءان من التراث اليهودي.
وشدد التقرير على أن خربة سيلون غنية بكنوزها المعمارية وتحتفظ آثار حقب عدة وحضارات مختلفة، من ضمنها الكنعانية والرومانية والبيزنطية، إضافة إلى الإسلامية.
ومن أشهر معالمها المسجد العمري وهو مسجد قديم يعود للفترة العباسية، وهناك كنيستان تعودان للحقبة الرومانية تتزينان بالفسيفساء على جدرانها بصورة جمالية أخاذة وملفتة للانتباه.
بالإضافة إلى المغر المحفورة داخل الصخر، تضم في ثنياتها رفات الملوك والأمراء والنبلاء ممن عاشوا في تلك الحقب.
ونقل المركز عن غسان دغلس مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الباحث مركز "أبحاث الأراضي" أن الاحتلال يخطط لإقامة مدينة "شيلو" الكبرى على غرار ما تسمى بمدينة "ارائيل" في الضفة الغربية، بهدف تثبيت الوجود اليهودي في الضفة الغربية والقضاء بشكل نهائي على جميع مخططات التسوية مع الفلسطينيين.
وأضاف أن الاحتلال يسعى إلى دمج البؤرة الاستيطانية "جفعات ارائيل" بـ"شيلو" و"عيليه" و"شفوت راحيل" و"عادي عاد" عبر مشاريع بنيوية تكفل تواصل المستعمرات مع بعضها بواسطة سلسلة مشاريع موحدة تؤدي في نهاية المطاف إلى تنفيذ مخطط مدينة "شيلو" الكبرى.
يشار إلى أن مستوطنة "شيلو" أقيمت في بداية الثمانينات من القرن الماضي، وتضم مراكز دينية وكنيس لتعليم التوراة وكذلك لتأهيل الحاخامات المتطرفين، حيث يصادر من أراض قرية قريوت ما لا يقل عن 450 دونماً.