بالصور في مخيم جنين ...طوالبه في كل زقاق وحكايته مع الحقيبة الحمراء

الساعة 09:56 ص|06 ابريل 2014

جنين -خاص

ما ان تدخل مخيم جنين حتى تطالعك صور الشهيد محمود طوالبه... هي في كل مكان وكأنه استشهاده كان قريبا لم يجف دمه بعد... أسمه في الأزقة مقترن باسم سرايا القدس التي كان قائدها...

طوالبه كان حاضرا في كل قصه شهيد يرويها أهالي المخيم ... و في قصص البطولة و التحضير للمعركة كان القائد وصاحب الموقف الصائب ...ليست 12 عاما على إستشهاده ...كأنه يوم أمس ليس إلا...

"فلسطين اليوم" زارت مخيم جنين للتعرف على سيرة القائدة طوالبه الذي لم تبدأ سيرته في إجتياح نيسان، كان له جولته في إجتياح آذار، حيث قامت قوات الاحتلال بإقتحام المخيم وتطويقه و كان طوالبه الجندي المجهول الذي أستطاع أن يلقنهم درسا حملوه ثأرا عليه ليصفوه في إجتياحهم الكبير للمخيم.

يقول شقيقه علاء و الذي ألتقيناه في منزل العائلة في المخيم:"لم يكن محمود في المعركة صدفه... كانت معركته التي خطط لها و جهزها من قبل، كان مصمم على الشهادة أو النصر لم يكن له أي خيار ثالث".

وتابع شقيقه:" كانت أمي تقول له أن يترك هذا الطريق خوفا عليه فكان يرد عليها "صدقيني لن أجد أبرك منه"، وحينما تقول له فكر في أبنتك و أبنك  يرد عليها " لهم الله  أحسن مني ومن كل البشر".

طالبه رزق أبنه عبد الله في إجتياح آذار للمخيم، ورغم مخاطر الدخول إلى المخيم حينها إلا أنه أصر على ذلك، ووصل ليحمل أبنه و يؤذن في أذنه و يحلق شعره كما هي سنه الرسول، وغاب ولم يره بعدها.

عبد الله، و الذي كان يجلس بجوار عمه، والذي أخذ من أبيه ملامحه وصفاته وقوة شخصيته، كانت عيناه تلمعان بذكر والده وبطولاته، سألناه " إلا تتمنى أن يكون أبوك على قيد الحياه؟، فرد بلا تفكير " أبي شهيد و أفتخر فيه ... وهو الطريق الذي أختاره".

عبد الله كان عمره 25 يوما حينما استشهد أبيه، إلا انه يعرف كل شئ عنه، وعن بطولاته ... وبدا كأنه عاش معه كل سنوات حياته، وبلا تردد قال:" أتمنى أن أكون كأبي مقاوما".

يروي علاء الشقيق الأصغر لطوالبه بعض ما كان عليه شاهدا في وقت الإجتياح، كان عمره 17 عاما حينها:" أذكر كان يوم خميس وكان أن وصل للشباب حليب، فقمت بتقديمه للشباب و حينما وصلت عنده قال لي أنا صايم، قلت له سأترك لك حصتك لتفطر، فرد عليه لا ليس من حقي وزعه على الشباب".

ويقول علاء:" كان الإستسلام مرفوض تماما عند محمود، كل من راه كان يلاحظ الحقيبة الحمراء التي كانت معه دائما، كان حزاما ناسفا ليتمكن من تفجيره بالجنود أن أضطر لذلك".

وتابع علاء:" حينما كان يشتد الأمر على الشباب المقاومة كان يحمسهم و يردد، نحن لا نقاتل أنها الملائكة تقاتل معنا ...إلا تروها في كل مكان... هذا نصر الله فأصمدوا".

طوالبه صمد حتى النهاية مع رفاقه " آياد أبو الليل، وعبد الرحيم فرج وشادي النوباني، ولكن كان حديث التشكيك بشهادته كان الجريح أبو الليل أن قطع الشك باليقين و قسم بالله أنه استشهد في البيت الذي كان فيه.

طوالبه أشتبك حتى أخر رصاصه كان يحملها، وبعد الإشتباك كان صاروخا من طيارة عسكرية حطمت المنزل بالكامل.

ومن الحكايات التي يرويها شقيق طوالبه الأصغر، والذي كان آخر من رأه وعائلته بعد إعتقال شقيقه علاء:" خرج كل الناس من المخيم إلا أمي التي رفضت ذلك حتى ترى محمود، وكنت معها، خرجت في اليوم السابع تبحث عنه في أزقه المخيم وفي حارة فإذا به أمامنا صدفه".

يقول خليل، ولم يكن قد تجاوز من العمر 13 عاما:" حضنني ووضع يديه على رأسي، وحضن أمي كثيرا ولم يتحدث سوى أن أوصاها بأولاده ووالدي، وقال لها لا تحزني علي".

كان قلب الأم أكثر رفقا حينما طلبت منه أن يسلم نفسه كما الآخرين في أخر المعركة فقال لها "إذا بتحبيني أدعيلي أستشهد" وغاب في الزقاق مع المقاومين" .


طوالبة -جنين


طوالبة -جنين


طوالبة -جنين


طوالبة -جنين


طوالبة -جنين


ابن طوالبة


ابن طوالبة