خبر « هاآرتس »: هل ستتدخل إسرائيل لإنقاذ الأقليات العرقية من اليهود بالعالم

الساعة 07:53 م|04 ابريل 2014

وكالات

سلطت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية الضوء على تفكير إسرائيل جديا فى الحذو على خطى بوتين وزيادة الطلب على الدولة اليهودية.. ليطرح السؤال نفسه هل ستتدخل إسرائيل فى أى دولة لإنقاذ الأقليات العرقية من اليهود لحمايتهم من الخطر مثلما فعل بوتين؟.

واستهلت الصحيفة، فى تقرير أوردته اليوم الجمعة على موقعها الإلكترونى، أن مثال الدولة التى تعطى لنفسها الحق التدخل نيابة عن العرقيين لا يوجد جديد فيه، إذ أن التاريخ يشهد على العديد من هذه المفارقات وعواقب هذه الوقاحات.. ليكن المثال الأكثر صراخة هو عندما احتل هتلر منطقة السوديت التشيكية بحجة إنقاذ الأشخاص من العرق الألمانى هناك عام 1938 والتى كانت واحدة من الأحداث الرئيسية التى أدت لإشعال الحرب العالمية الثانية آنذاك، وحديثا ضم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين شبة جزيرة القرم، أيضا بحجة حماية العرقية الروس هناك من الفاشية الأوكرانية الجديدة.

وذكرت الصحيفة أن تبرير بوتين تدخله فى القرم كان مثيرا للإهتمام، حيث إنه يستند على مفهومين - ليسا غير معروفين- فى هذا الجزء من العالم: إدعاء الحق التاريخى فى ملكية روسيا لها بالرغم من وضعها السيادى، والأخر هو التدخل نيابة عن أبناء العرق الواحد فى أى بلد أخرى.

وأضافت الصحيفة أن صمت إسرائيل، وعلى غير عادتها، بخصوص إحتلال بوتين للقرم، هو بوضوح موقف دبلوماسى ذكى، حيث إن إسرائيل لا تريد إستعداء أى من الطرفين.. ولكن المقلق حول صمت إسرائيل هو إستبدال "روسيا" بـ "إسرائيل" و"القرم" بـ "فلسطين" وخطاب بوتين أمام مجلس الدوما، والذى تهكم البعض بأن الذى كتبه هو كاتب خطابات رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو. وخطابات أوباما الطنانة تنديدا بالعدوان الروسى، واللوم الغربى القاسى لروسيا والتحفظ عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، لا يمكن أن تبشر بالخير لإسرائيل على المدى الطويل.

وتابعت الصحيفة الإسرائيلية أن روسيا بعد تدخلها وضمها للقرم، تصر على أنها لن ترفع تهديداتها الضمنية بمهاجمة شرق أوكرانيا حتى تتبنى أوكرانيا النظام الفيدرالى لحكومتها، ومنح إستقلال أوسع للمناطق التى توجد فيها عرقيات روسية بكميات كبيرة. بمعنى أخر، يبدو أن وجود هذه الأقليات أوهم روسيا بأن لديها الحق التدخل فى عمل وهيكلة حكومة ذات سيادة.

ولفتت الصحيفة أيضا إلى أن الصين لديها عرقيات كبيرة وصغيرة فى كثير من دول العالم، وأنها إذ إنتهجت نفس سياسة بوتين فستتدخل فى بلاد لا حصر لها، 7 ملايين صينى فى ماليزيا، نحو 3 ملايين فى إندونيسيا وجاليات كبيرة فى سنغافورة وفيتنام وتايلاند والفلبين، ناهيك عن أمريكا الشمالية وأوروبا، وواجه عدد كبير منهم تمييزا شرسا فى العديد من هذه البلدان على مر السنين.. راح ضحيتها حوالى نصف مليون فى أعمال القتل الإندونسية خلال الفترة مابين 1965-66.

واستطردت:" أنه طبقا لمذهب بوتين، والذى هو أيضا مذهب نتنياهو، فإن أى تهديد حقيقى أو محسوس للعرقية الصينية فى أى من هذه البلدان حول العالم سيبرر التدخل لبكين، بدءا من غزو أى من جيرانها إلى استخدام أى من أدوات الأخرى القسرية.. وأن وجود العرقيات بعد 5000 سنة من الحضارة الإنسانية، ما هى إلا نتيجة للغزو والهجرة والطرد حول العالم وأن لا يوجد مراسلات - ولا يمكن أن يوجد - بين دول قومية حديثة ومجمعات عرقية.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الخلفيات التاريخية ليس فقط لتجسيم الأزمة الحالية بين روسيا وأكرانيا ولكن أيضا للإشارة إلى طلب نتنياهو من الفلسطينيين الإعتراف بإسرائيل على أنها وطن قومى لليهود، وأنه برفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فعل ذلك، فإنه لا يمارس حقا سياديا فحسب ولكنه يحمى المجتمع الدولى من الإضطرار للتعامل مع سابقة خطيرة وغير عقلانية بالمرة.

واستكملت أن الأمم المتحدة تمثل دولا وليست جماعات عرقية - وهو ما لا يمكن الجمع بينهما بأى طريقة، حيث إنه لم يسبق لأى عضو - ولو واحد - طلب الإعتراف به كجماعة عرقية ولكن العادى هو الإعتراف به فقط ككيان وطنى، وأن هذه ليست الطريقة التى تعمل بها الولايات المتحدة، وأن طلب نتنياهو من الممكن تصوره بأن سيكون كالقشة التى ستقسم ظهر المجتمع الدولى والذى تم بناؤه مرة أخرى بشق الأنفس بعد الحرب العالمية الثانية.

واختتمت الصحيفة أن إسرائيل بالطبع لن تخطط لغزو كندا إذا وجدت أن الجالية اليهودية هناك تعانى من إضطهاد، على الرغم من أنه من غير المتصور على الإطلاق أن يؤتى التدخل العسكرى بثماره كما هو الحال فى إيران، ولكن الإعتراف بالدولة اليهودية سيعطى لها التفويض وسلطة الأمر الواقع أن تتدخل فى أى دولة ترى فيها الجالية اليهودية هناك تحت الحصار.. ليس فى إطار الإجماع الدولى، ولكن لأنه ببساطة أن إسرائيل تمثل اليهود فى مختلف بقاع الأرض، وهذا لا يمكن أن يوصف أبدا بالوصفة السليمة للسلام والوئام الدوليين.