خبر فشل ابو مازن اسرائيل اليوم

الساعة 02:35 م|04 ابريل 2014

بقلم: بوعز بسموت

 (المضمون: الطريق الى الدولة لا يمر في الامم المتحدة، بل في القدس. وعلى احد ما أن يذكر ابو مازن بذلك - المصدر).

 

       من الصعب القول انه كانت حماسة شديدة في منطقتنا من استئناف المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين قبل ثمانية اشهر. كان هناك أحد تحمس عنا جميعا – وزير الخارجية الامريكي جون كيري، الذي تخيل كيف أنه في 29 نيسان سيقع الاسرائيليون والفلسطينيون في احضان بعضهما البعض.

 

          ولا يعني هذا لا سمح الله ان ليس في اوساطنا – من اسرائيليين وفلسطينيين – من ليسوا معنيين بان يروا نهاية النزاع (مصلحة استراتيجية) بل انه في رأس السلطة الفلسطينية يقف منذ 2005 رجل معتدل، هكذا يقال، لا يمكنه بل ولا يريد أن يوقع معنا على اتفاق.

 

          ان سلوك ابو مازن حيال حكومات اسرائيلية سابقة كان يفترض أن يشعل ضوء أحمر لدى الادارة الامريكية التي كان يفترض به أن تخفض التوقعات. غير ان ادارة اوباما، بعد سلسلة اخفاقات في ادارة ازمات دولية، تطلعت الى الوصول الى اتفاق اكثر بكثير من ابو مازن نفسه. ولم تدرك واشنطن بان الثمار التي يبحثون عنها لا تقطف في السلطة. فبعد ثلاث نبضات اليمة (ومثيرة للخلاف) لتحرير السجناء التي نفذتها اسرائيل، صعب بعض الشيء على ابو مازن ان يلقي بالذنب، هذه المرة ايضا، على القدس. السؤال الكبير هو اذا كانت ادارة اوباما فهمت أخيرا مع من تتعامل. ليس مؤكدا على الاطلاق.

 

          وفي هذه الاثناء عاد الفلسطينيون للتهديد: الساحة الدولية تسحرهم اكثر بكثير من التانغو الثلاثي مع الاسرائيليين والامريكيين. وقد عادو الى الصيغة المحببة عليهم حين توجهوا الى الاعتراف في مؤسسات الامم المتحدة وسعوا الى الانضمام الى 15 ميثاق دولي. وليست هذه الخطوة احادية الجانب اكثر من مسمار آخر في تابوت اتفاق اوسلو. فالطريق الى الدولة لا يمر في الامم المتحدة، بل في القدس. وعلى احد ما أن يذكر ابو مازن بذلك.

 

          لقد كان واضحا أن المفاوضات الحالية التي خصصت لها تسعة اشهر، ستولد اجهاضا – وليس وليدا. وفكرة منح المحادثات تمديدا هي بالتأكيد منطقية. يقال انه يجب منع الفراغ بيننا. غير أنه بعد ان حررت اسرائيل عشرات السجناء دون مقابل، كان يفترض بها أن تدفع مرة اخرى ثمنا عاليا (تحرير 1.200 سجين فلسطيني، بمن فيهم مروان البرغوثي، ازالة الحصار عن قطاع غزة والالتزام خطيا من نتنياهو بشأن حدود 67 وشرقي القدس كعاصمة فلسطين). وبتعبير آخر، كان ينبغي لرئيس الوزراء أن يقدم مهرا اضافيا دون ان يكون واثقا على الاطلاق بانه سيكون عرس في نهاية المطاف (هل سيكون هذه المرة؟). كما ان الوزيرة تسيبي لفني وجدت صعوبة في ان تحصل من الفلسطينيين على "شروط محبة" عرضوها عليها ذات مرة.

 

          لقد نجح ابو مازن بسلوكه في ان يدفع المنطقة الى اللامبالاة. فعندما استؤنفت المحادثات لم يتحمس احد، وهذه المرة ايضا، عندما يفشلها ابو مازن، يخيل أن احدا، بما في ذلك من أبناء شعبه، لا يشعر بالعذاب. فجولة المحادثات الاخيرة قد لا تكون دفعت السلام الى الامام، ولكنها قوضت ما تبقى من مصداقية رئيس السلطة.

 

          ولعل هنا هو الفشل الاكبر لابو مازن. على اي حال تجد اسرائيل صعوبة فيه شريكا ناجحا. المشكلة هي انه رغم نه سيحظى في الايام القريبة بالشعبية – فان الفلسطينيين ايضا لم يعودوا يروا فيه زعيما.