خبر ليس الشأن شأن بولارد- يديعوت

الساعة 08:35 ص|03 ابريل 2014

بقلم: افيعاد كلاينبرغ

(المضمون: إن الهدوء والسكينة اللذين يجعلان اسرائيل لا تسارع الى حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني خداعان قد ينتهيان في لحظة واحدة بانتفاضة شعبية فلسطينية - المصدر).

 

سواء أكان الشأن شأن بولارد أم لا فانه قد غدا كذلك. إن بولارد سيفرج عنه أصلا بعد سنة ونصف. وحتى لو حظي بفضل تدخلنا بتقصير قليل للمدة، فان الدرس المهم الذي أرادت المؤسسة الامنية الامريكية استخلاصه قد استُخلص وهو أن اسرائيل برغم كل تأثيرها في واشنطن عاجزة عن التخليص لحالات تجسس على الولايات المتحدة. وسواء أقضى ثلاثين سنة كاملة أم ثلاثين تنقص واحدة، فسيكون من الصعب على جواسيس محتملين في الولايات المتحدة أن يروا أفعالهم مقرونة بمخاطرة ضئيلة. هل ضُبط؟ ستمكث في السجن سنوات كثيرة.

 

اذا كان يوجد شيء ما يمكن أن يأتي به افراج مبكر عن بولارد فهو غضب مقدس لا داعي له في المؤسسة الامنية الامريكية، التي جعلت بولارد أسيرها الذي تضربه كمثال. والزعزعة ايضا من الافراج عن قتلة فلسطينيين باعتباره جزءً من صفقة تبدو استيقاظا متأخرا. فحتى لو زادوا عددا ما من السجناء الفلسطينيين مقابل بولارد أو لم يزيدوا فان هذا الدرس قد استُخلص وهو أن حكومات اسرائيل بخلاف ادارات الولايات المتحدة تميل الى التنازل آخر الامر، فاذا دخلت السجن الاسرائيلي لجناية أمنية فلك أمل جيد أن يُفرج عنك في جولة التفاوض التالية أو بعد الاختطاف التالي أو في المرة التالية التي يحتجز فيها الطرف الآخر جثث جنود اسرائيليين. ولا يهم كثرة الكلام لأن الافعال تشهد كألف شاهد. وقد تفوتك بالطبع جولة فتمكث مدة أطول شيئا ما، لكن اذا كان يوجد لك راعٍ ذو تصميم في الطرف الآخر فلن تُكمل فترة السجن التي حكم بها القضاة عليك. وقد قبلت حكومة بيبي هذا المبدأ وبافراط.

 

إن كل هذا الجدل في أمر السجناء جدل فارغ، فالجدل الوحيد الذي كان ينبغي أن يُجرى لا يُجرى. يجري في منطقتنا نظريا تفاوض في التسوية؛ لكن الحديث عن خدعة في واقع الامر كما بين اعضاء حكومة اسرائيل مرارا وتكرارا. فلا أحد مهتم بتسوية (ولا الفلسطينيين ايضا بالمناسبة). ولا أحد يعتقد أن التسوية ممكنة أو مطلوبة. فالطرفان ينظران الى التفاوض على أنه أمر مضايق أحدثه وزير الخارجية الامريكي كيري لاسباب تفسيرها نفسي لا سياسي (فهو مسيحاني، وهو يريد

 

جائزة نوبل، وهو يريد أن يكون رئيسا). أما فكرة أن كيري يحاول بما أوتي من قوة أن يحل مشكلة سيكبر فقط ثمن تأجيل حلها، فتبدو لنا هاذية.

 

دعوني أذكركم بالمشكلة مع كل ذلك وهي أن السيطرة الاسرائيلية على الفلسطينيين تبدو الآن "تحت السيطرة". فلا يكاد يوجد ارهاب في الحاصل العام. وحال حماس سيئة وحزب الله في ازمة. وتهتم قوات الامن الفلسطينية في مناطق السلطة الفلسطينية بالنظام الذي نريده. وقد أخذت المستوطنات تكبر ولم يكن وضعنا قط أفضل مما هو اليوم حتى إن سكارلت جوهانسون معنا.

 

بيد أن كل هذا الهدوء والسكينة يشبه فترة الهدوء بين نوبتي حمى. وما يجري عميقا لا يقف. إن اسرائيل تسيطر على سكان غاضبين فقراء سُلبوا منذ عقود حقوق الانسان والمواطن واحتمال التعبير القومي الحقيقي. وأخذ صبر الغرب على مشروعنا الاستيطاني يقل. من اللطيف جدا أن سكارلت جوهانسون لم تردعها تهديدات أصحاب المقاطعة لكن كثيرين آخرين يُردعون وعددهم آخذ في الزيادة. ويمكن أن تنقضي السكينة النسبية في لحظة واحدة. وأن تحدث هبة شعبية يائسة ونشوب عنف وراء الحدود فنضطر دفعة واحدة الى استعمال قوة كثيفة والى أن نقتل ونُقتل. واسوأ من ذلك أنه سيصبح الفصل بيننا وبين الفلسطينيين في غضون سنوات غير كثيرة، غير ممكن. ويُطلب الينا بصفتنا دولة ذات شعبين بالفعل الى أن نتحول الى دولة ذات شعبين بصورة قانونية أو أن نعلن الفصل العنصري. وسينتهي الحلم الصهيوني. وكيري يدرك هذا أما نحن فلا ندركه في الحقيقة.