خبر صحيفة : تفاصيل جديدة سبقت قرار الانضمام للأمم المتحدة والاتصالات الأميركية الثلاثة

الساعة 06:00 ص|03 ابريل 2014

وكالات

حصلت صحيفة ‘القدس العربي’ على ‘معلومات خاصة جدا’ من مستوى سياسي رفيع، شرح خلالها الأسباب التي دفعت الرئيس محمود عباس للانتظار حتى ليل الثلاثاء، لتقديم طلبات للانضمام لـ 15 منظمة دولية، كرد على رفض إسرائيل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، وعلمت أن ثلاثة اتصالات نقلها طاقم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الجانب الفلسطيني، كانت وراء عملية التأجيل الفلسطيني، وعدم التصويت على القرار في اجتماع الاثنين.

المعلومات التي أكدها مسؤول فلسطيني رفيع جدا (يشارك في الحلقة الضيقة التي ترسم القرارات الفلسطينية) وفضل عدم ذكر اسمه، تشير إلى أن القيادة كانت ستذهب مباشرة للتصويت على هذه القرارات ليل السبت الماضي، وهو الموعد المحدد لإطلاق سراح الأسرى القدامى، حيث أخلّت إسرائيل بالاتفاق، الذي وضعه كيري، وينص على إطلاق سراح هؤلاء، مقابل تجميد الفلسطينيين عملية الالتحاق بالمنظمات الدولية.

ويشير إلى أن اتصالا أجراه طاقم كيري ويمثله مارتن إندك بالجانب الفلسطيني كان سببا في التأجيل، حين أبلغهم بقدوم كيري على عجل للمنطقة لإنقاذ المفاوضات بناء على طلب تقدم به (الطاقم الأمريكي)، على أن تكون الزيارة مساء الاثنين.

خلال الفترة التي امتدت بين وصول كيري ولقائه مع نتنياهو، كان هناك اتصال آخر أجراه طاقم كيري مع الجانب الفلسطيني، أبلغهم خلاله بأن الوزير الأمريكي تلقى وعدا من نتنياهو بأن يعقد قبل بدء اللقاء اجتماعا طارئا لحكومة تل أبيب، لاتخاذ قرار بإطلاق سراح الدفعة الرابعة، وهو أمر لم يتم، فعاد كيري بنفسه وأبلغ الطاقم الفلسطيني الذي التقاه في ساعة متأخرة من ليل الاثنين، وامتد اللقاء حتى فجر الثلاثاء، بأن نتنياهو وعد خلال لقائهما الليلي بأن يعقد اجتماع حكومته الطارئ صبيحة الثلاثاء، عقب مغادرة كيري المنطقة متوجها من جديد إلى بروكسل.الطاقم الفلسطيني المكون من الدكتور صائب عريقات، واللواء ماجد فرج مدير المخابرات، عادا إلى مدينة رام الله بعد لقائهم كيري في القدس، وأبلغا الرئيس وطاقم القيادة المختص بفحوى اللقاء، وانتظر الجميع الاجتماع الطارئ لحكومة نتنياهو، للإعلان عن الموافقة على إطلاق سراح الدفعة الرابعة، وهو أمر لم يتم.

على عجالة أجرى الطاقم الأمريكي سلسلة من الاتصالات بين الطرفين، وعاد عقب تدخل من كيري لدى نتنياهو، وأجرى اتصالا ثالثا بالقيادة الفلسطينية، وأبلغها بان الحكومة الإسرائيلية ستجتمع في ساعات المساء، قبل اجتماع القيادة الفلسطينية لإطلاق سراح الأسرى، على أن يكون ذلك مقدمة نحو البحث في مقترحات جديدة قدمت لتمديد المفاوضات.

ولم ينفذ الوعد هذه المرة أيضا، وهو أمر وضع الوزير كيري الذي غادر إلى بروكسل وهو مطمئن لوعد نتنياهو، في حالة حرج شديد، استشفها الجانب الفلسطيني من الطاقم الأمريكي، حين قرر نتيناهو الاستمرار في عملية التأجيل المبنية على كذب ، سببه الضعف أمام أركان حكومته.

في رام الله أيضا شعر الرئيس عباس وطاقم المفاوضات أن هناك استخفاف إسرائيلي بالموقف، ومناورة ترتكز على قاعدة ‘ضعف الموقف الفلسطيني’ في إمكانية اتخاذ قرارات من هذا النوع، فقرر أبو مازن وطاقمه الرد على ذلك باستخدام ‘الورقة الأخيرة’، التي زادت من موقفه أمام أعضاء القيادة.

ويقول المسؤول الفلسطيني: الرئيس لم يقبل أن يعود مساء الثلاثاء ويطلب من القيادة مرة أخرى تأجيل اتخاذ القرار إلى يوم آخر، وفقا لأهواء نتنياهو، وعلى أمل أن يغير من موقفه، فقرر عقب ‘تلاعب نتنياهو بالولايات المتحدة’، اتخاذ القرار في الاجتماع، حيث كانت قد جهزت طلبات الانضمام قبيل عقده ليوقعها الرئيس، كرد على التهرب الإسرائيلي.

ويبدو أن نتنياهو كان يفشل كل مرة قبل الاجتماع في الحصول على موافقة من أركان حكومته الائتلافية، وهو ما كان يدفعه للتأجيل، وهناك حديث عن رفض وزراء حزبه ‘الليكود’ للأمر.

ومما يظهر انتظار الجانب الفلسطيني أكثر من مرة الرد الإسرائيلي، قال عباس الثلاثاء في اجتماع القيادة ‘ وقال ‘ما نراه الآن مماطلة من الجانب الإسرائيلي، وبالتالي لم نجد أي مناص لنذهب ونوقع على هذه الاتفاقيات’.

وأراد الرئيس الفلسطيني من وراء ذلك أن يوصل رسالة شديدة اللهجة لنتنياهو، مفادها أن الإخلال بأي اتفاق سيواجه مستقبلا بخطوات لا تعجب تل أبيب.

وكان من المفترض أن تطلق إسرائيل سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامى، وعددهم 30 أسيرا، بينهم أسرى من سكان مدينة القدس، ومناطق الـ 48، وجميعهم اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو، ومحكومون بأحكام عالية جدا.

وفي هذا الأوقات تدور مناقشات في أروقة صنع القرار الفلسطيني، عن الخطوات التي من الممكن أن تتخذها الإدارة الأمريكية، تجاه القيادة الفلسطينية، في ظل وجود شعور قوي بأن إسرائيل ستبدأ قريبا بالضغط وعقاب الفلسطينيين على هذه الخطوة.

وكانت هناك قبل اجتماع القيادة صيغة مقدمة لتمديد المفاوضات ترتكز على أن تطلق إسرائيل سراح الدفعة الرابعة، إضافة إلى 400 أسير تحدد هي أسماءهم، وأن تبدأ بتجميد هادئ للاستيطان، شرط أن يوافق عباس على تمديد المفاوضات، وهو ما رفض فلسطينيا، في مسعى يؤكد الرفض بين قضية الأسرى والتفاوض.

وأبلغت القيادة الفلسطينية عبر ممثليها في دائرة المفاوضات، الطاقم الأمريكي الموجود في القدس، برئاسة أندك، أن أي قرار قد تتخذه واشنطن كعقاب للفلسطينيين مثل وقف المساعدات المالية، سيكون ‘محل استغراب’ لان واشنطن تعد راعيا للمفاوضات وليست طرفا، وأن من أخل بالاتفاق هي حكومة إسرائيل.

وعلمت ‘القدس العربي’ أن طلبات الانضمام للأمم المتحدة، في طريقها إلى المنظمات الدولية للالتحاق بها، وأن بعضها قد وصل أمس بالفعل، وأن ما نشرته تقارير إسرائيلية حول الأمر لا أساس له من الصحة.ولم يخف العديد من المسؤولين الفلسطينيين بوجود رغبة قوية في الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية، خاصة وأن ملفها جرى التطرق إليه في اجتماع القيادة.

وكانت الإذاعة الإسرائيلية نقلت عن مسؤول فلسطيني القول أن طلبات انضمام السلطة الفلسطينية إلى المنظمات والمعاهدات الدولية، قد لا ترسل إذا قررت إسرائيل الإفراج عن الدفعة الرابعة من السجناء.

وطالب إسرائيل باحترام الاتفاق الذي وقعته بشأن إطلاق سراح هؤلاء الأسرى، بغض النظر عن احتمال إفراج الولايات المتحدة عن الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد.

وفي إسرائيل أيضا نقلت القناة العاشرة عن مصادر إسرائيلية مقربة من المفاوضات قولها أن إعلان الرئيس عباس ‘لا يعني بالضرورة نسف المفاوضات’.

وقالت المصادر للقناة ان تصريحات عباس هي ‘ضغوط اللحظة الأخيرة’، وانه فعل ذلك مرات عديدة، مشيرة إلى أنه ‘يعرف جيدا تكاليف تنفيذ تهديداته على الأرض’، وذكرت أنه أي الرئيس عباس ‘يحاول تحسين موقفه التفاوضي ليس أكثر’.