خبر الاتصالات لاطالة أمد التفاوض جهد يائس لتأخير النهاية -هآرتس

الساعة 09:41 ص|02 ابريل 2014

الاتصالات لاطالة أمد التفاوض جهد يائس لتأخير النهاية -هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: الفلسطينيون واسرائيل والولايات المتحدة ايضا يهتمون اهتماما واضحا باحراز مصالحة وباستمرار المحادثات لكن العقبات التي تواجه الاطراف الآن ستكون هي نفسها في السنة القادمة - المصدر).

 

من الصعب جدا أن نقدر كيف سينتهي التفاوض الذي يجري الآن في اقتراح الولايات المتحدة اطالة أمد المحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين. والسلطة الفلسطينية كما بدت الامور أمس (الثلاثاء) تستعمل سياسة السير على الحافة، إما مؤملة أن تستخرج تنازلات اسرائيلية اخرى وإما اختيارا جوهريا للتوجه الى مؤسسات دولية. ويبدو الآن أن عمل الاقناع الامريكي سيكون في الجانب الاسرائيلي أسهل منه في الجانب الفلسطيني.

 

إن التسوية التي يحاول الامريكيون تحضيرها في آخر لحظة يفترض أن تخلص الاطراف من الشرك الذي دفعهم اليه اطار الاشهر التسعة التي حددت للتفاوض السياسي في تموز من العام الماضي. ستحظى السلطة الفلسطينية بـ 400 سجين محرر وبتقوية شرعيتها في نظر الجمهور في المناطق، ويبدو أن اسرائيل ستحرز استقرارا للائتلاف الحكومي (اذا افترضنا أن قطعة حلوى بولارد ستجعل الافراج عن المخربين حلوا بالنسبة الى القسم اليميني من الحكومة)، واحتمال اطالة أمد الهدوء الامني في الضفة الغربية؛ وماذا عن الامريكيين؟ سيتجنبون في الأساس عار الاعتراف بأن المبادرة الطموحة لوزير الخارجية جون كيري فشلت بسبب رفض الطرفين.

 

وعلى ذلك فان للاعبات الثلاث الرئيسة في المدى القصير اهتمام سافر بنجاح المصالحة، مع عدم وجود احتمال حقيقي للتوصل الى تقدم حقيقي نحو تسوية سياسية في المدة الضيقة التي

 

حُددت. وفي مدى أبعد شيئا ما ستؤجل القيادات بذلك النهاية دون أن تقدم أي حل سياسي لأن العقبات نفسها بالضبط التي تواجهها الآن – من مسألة الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية الى اخلاء كثيف للمستوطنات – ستبقى في مكانها في السنة القادمة ايضا.

 

إن رئيس السلطة محمود عباس محتاج الى اتفاق لأنه يواجه مشكلة تزداد قوة وهي مشكلة الشرعية الداخلية لاجراءاته السياسية. وإن الانقسام مع حماس وخشية فتح من الخسارة في الانتخابات يمنعان اجراء انتخابات للرئاسة أو للمجلس التشريعي منذ أكثر من ثماني سنوات. وهذا أحد اسباب تردده في التقدم في المحادثات مع اسرائيل وهو الخوف من أن يُرى متنازلا ومستكينا لا يمثل في الحقيقة الرأي العام في المناطق هذا الى أنه أخذ يقوى في داخل فتح نفسها انتقاد مجرد وجود اتصالات مع اسرائيل.

 

يستطيع عباس الآن مع المفرج عنهم في الدفعات السابقة، أن يعرض انجازا حقيقيا له صلة بكل بيت فلسطيني تقريبا ألا وهو الافراج عن نحو من 500 سجين هم نحو من نصف عدد سجناء حماس الذي أفرج عنهم في صفقة شليط لكن دون الكلفة العظيمة التي هي محاربة الجيش الاسرائيلي في القطاع التي دفعتها المنظمة لبلوغ انجازها. فاذا وافقت اسرائيل على الافراج عن الـ 14 سجينا عربيا اسرائيليا في اطار الصفقة كما ورد في التقارير أمس، فسيسجل له نجاح كبير آخر. ويرى عباس نفسه باعتباره رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للفلسطينيين جميعا ومنهم عرب اسرائيل. وسيكون للافراج عن سجناء هم مواطنون اسرائيليون أهمية كبيرة في نظره.

 

ومن الجهة الاسرائيلية، يجب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن يقطع مرحلة طويلة على هيئة الافراج عن 400 مخرب، لكن من المعقول أن يستطيع الترويج لها في اليمين باعتبارها تخليا عن اسماك صغيرة لا شأن لها من الفتيان والنساء في الأساس. وإن اللحن الذي يستخرج الدموع الذي سيعزف هنا قبيل ليلة عيد الفصح مع عودة الابن الضائع بولارد الى "البيت" يفترض أن يكفر عن ذلك، تحت غطاء تغطية تلفازية تروج لبولارد على أنه جلعاد شليط الثاني. وسيحاول نتنياهو في نفس الوقت أن يعرض على المستوطنين تجميد البناء غير الرسمي (ضبط مناقصات وحصر البناء في الكتل الاستيطانية) على أنه تفضل بغمز يمكن الالتفاف عليه بلا صعوبة كبيرة.

 

ففي التجميد المشهور في 2009 ايضا لم تكف الجرافات في الحقيقة عن العمل ألبتة، ومن كالمستوطنين يعرف ألف الطريقة والطريقة التي يمكن بها أن يبنى أكثر من الحد الاعلى الذي التزمت به الحكومة للامريكيين.

 

اذا قبل الوزير نفتالي بينيت والمستوطنون هذه التعليلات فسيُضمن بقاء الائتلاف الحكومي نصف سنة آخر. ويمكن في الوقت نفسه، وهذا هو الامر الذي يشغل الجيش الاسرائيلي و"الشباك" في الأساس، الاعتماد على استمرار التنسيق الامني مع اجهزة الاستخبارات الفلسطينية ومضاءلة احتمال انفجار على الارض كان يمكن أن يكون كبيرا جدا لو أُعلن فشل التفاوض ووقفه. وأصبح المصطلح الرئيس الاقليمي في الاشهر الاخيرة هو وقت انتظار. وهو ما يحدث في شأن المشروع الذري الايراني حيث أُطيل التفاوض بين طهران والقوى العظمى نصف سنة آخر حتى تموز. وهو ما يحدث ايضا في واقع الامر في سوريا بازاء الجمود في المعارك بين الرئيس الاسد ومعارضيه وانتظار المجتمع الدولي انهاء عملية تجريد النظام من السلاح الكيميائي، وهو ما تحاول ادارة اوباما احرازه ايضا في المسار الاسرائيلي الفلسطيني بيد أنها ما زالت محتاجة هنا الى أن تجند كل قدراتها على الاقناع (وحيلا مثل الافراج عن الجاسوس بولارد – للحصول على موافقة الطرفين).