خبر عرض فرد- يديعوت

الساعة 09:41 ص|02 ابريل 2014

بقلم: اليكس فيشمان

(المضمون: سيتم التوقيع آخر الامر على الرزمة التي يعرضها كيري لأن اطراف التفاوض الثلاثة معنية جميعا بعدم احباط التفاوض ولأنه لا يوجد عند واحد منها أفضل من ذلك يعرضه - المصدر).

 

إن الوثائق التي وقع عليها أمس أبو مازن علنا أعدها العاملون في مكتبه قبل شهرين. وكانت تنام عنده في الخزانه كي تُستل بمراسم كبيرة وأمام عدسات تصوير التلفاز، وستعود الى الخزانة.

 

إن المسافة كبيرة بين التوقيع على وثائق وارسالها لتجيزها مؤسسات الامم المتحدة، ولا أحد مثل أبو مازن يعلم أنه اذا فُجرت المحادثات باجراء من طرف واحد فسيصب عليه الماء البارد لا من مجلس النواب الامريكي فقط – بل وبالأساس – من الاتحاد الاوروبي. وقد أبلغه الاوروبيون من قبل أنه اذا اتجه الى اجراء من طرف واحد فسيقطعون عنه المساعدة الاقتصادية.

 

إن عرض أبو مازن هو أمر يميز التفاوض في منطقة البحر المتوسط. والحديث في الحالة أمامنا عن تفاوض عجيب بين ثلاثة اطراف لا يفضي الى أي مكان بحيث لا يُحادث طرفان بعضهما بعضا لأن الطرف الثالث – الامريكي – فهو في هستيريا بسبب فشله الذريع. فاستراتيجية وزير الخارجية الامريكي كيري الخاطئة انهارت وأفضت به الى أن يعطي اسرائيل وعدا في مسألة بولارد يحرج رئيسه فقط.

 

في اسرائيل عرّفوا الموافقة على "صفقة الرزمة" التي طبخها الامريكيون بأنها اجراء فرض على اسرائيل للتمكين من الاستمرار في التفاوض؛ أو كما وصف ذلك مصدر مطلع بتشبيه مأخوذ من مجال كرة القدم فقال: "أجبرنا الامريكيون على أن نفتح أرجلنا كي تتدحرج الكرة الى الشبكة بلا تشويش وتنقذ كرامة الفريق الخصم".

 

طُبخت الرزمة خلال الاسبوعين الاخيرين بعد أن تبين للامريكيين أن أبو مازن غير مستعد للتنازل عن الافراج عن عرب اسرائيليين في الدفعة الرابعة. وشخص كيري الى عمان كي يعرض على أبو مازن بديلا على هيئة سجناء مؤبدين فلسطينيين قضوا أكثر من عشرين سنة في السجن. وهكذا ولدت الصفقة التي حشر فيها بولارد بصورة مفاجئة كثيرا. إن اسم بولارد يغطي الاتصالات بين اسرائيل والولايات المتحدة دائما وهو يثار كل مرة في لقاءات أجراها نتنياهو مع اوباما ومع

 

كيري. وكان الامريكيون يرفضون على الدوام لكن بعد أن أدرك كيري أنه شخصيا متجه الى فشل ذريع، كان يجب أن يُستل شيء جديد دراماتي كي يبقي التفاوض حيا مدة اخرى.

 

بيد أن الاقتراح الامريكي الجديد زاد في شهوة الأطراف جميعا. فقد وافق نتنياهو على الافراج عن 400 سجين تختارهم اسرائيل بشرط أن يوافق الفلسطينيون على استمرار التفاوض في 2015. بل إنه نجح أول أمس ليلا في أن يخلص من وزير الخارجية الامريكي التزام أن يكون "ضبط" للبناء الحكومي في المستوطنات بدل التجميد – كما يطلب الفلسطينيون. والضبط كلمة مبهمة غير ملزمة. وعوض الموافقة الاسرائيلية أطلق كيري في الفضاء أمر الافراج عن بولارد. ولا يوجد سياسي اسرائيلي يثبت لاغراء دخول صفحات التاريخ بأنه هو الذي يحرر بولارد. والذي سيحتفل معه بليلة عيد الفصح سيكسب لنفسه حياة أبدية في السياسة الاسرائيلية.

 

وكانت الشهوة الفلسطينية أكبر. هل تتحدث اسرائيل عن 400 سجين تحدد هي هويتهم؟ فالفلسطينيون يطلبون اذا 1000 سجين ثقيل كما حدث في صفقة شليط. وكان أبو مازن يستطيع أن يبيح لنفسه أن يحشر كيري في الزاوية وأن يقول: "يا سيدي العزيز، وعدت بدفعة رابعة مع عرب اسرائيليين – فأوفي بذلك. وقد قام بالعرض كي لا يوجد عدم فهم مع الوثائق وأفضى ذلك الى الغاء اللقاء مع كيري. وهكذا يتأرجح كيري بلا موافقة على الرزمة في حين أنهم في البيت الابيض يظهرون عدم حماسة – هذا اذا لم نشأ المبالغة – للالتزام الذي أعطاه لنتنياهو فيما يتعلق ببولارد.

 

كانوا على يقين في اسرائيل حتى أمس من أن بولارد سيكون هنا قريبا جدا ويحتفل بعيد الفصح وهو شيء سيساعد على الطمس على العناصر الاشكالية من جهة سياسية، لكن ذلك لم يحدث الى الآن. لكن هذا الطيران لا الى مكان سيتجدد وسيتم التوقيع على الصفقة على نحو ما لأنه ليس عند أحد من الاطراف شيئا أفضل يقترحه حتى 2015.