خبر ينبغي البكاء، الحداد والحزن على ادانة اولمرت -معاريف

الساعة 10:28 ص|01 ابريل 2014

بقلم: ابراهام تيروش

(المضمون: ادانة اولمرت تكمل دائرة. والان يوجد لنا رئيس سجن، رئيس وزراء مدان، اربعة وزراء، بينهم كبار ادينوا هم ايضا وثلاثة منهم حبسوا. ومثلهم ايضا نواب ورؤساء سلطات محلية وموظفون كبار. ويكاد لا يكون اسبوع لا يكون فيه شخصية عامة ما تخضع للتحقيق. بالفعل، الويل لما حصل لنا! - المصدر).

 

"انظر لترى عارنا، الويل لما حصل لنا"، هذه آية للحداد على التاسع من آب. وكنت أتقدم بها لأرفعها اليوم على رؤوس الأشهاد بيافطات ضخمة تصرخ بالبكاء وتؤبن بالذات في اليوم الذي بين البوريم والفصح. ولكن بلدة يسراباكا ضجت فرحا. احتفال حقيقي – رئيس وزراء سابق يدان بالأعمال الجنائية ونوع من الفرح كسى أقوال المذيعين والمحللين والقانونيين، وهيا نعترف ايضا

 

بان هذا شمل الكثيرين من الناس العاديين في اسرائيل. بمعنى ان أخيرا امسكوا بالحرامي. ذاك الذي خدعنا وخدع الدولة لزمن طويل وبدد اداناته السابقة بالتبرئة إثر التبرئة.

 

أما أنا بالذات فكنت أعلن عن يوم حداد وطني تنكس فيه الاعلام. يمكن التباهي بدولة تعرف كيف تحاكم زعماءها الذين فسدوا ولكن ماذا يفعل الفرح في هذا؟ ينبغي البكاء، الحداد، الحزن، وارتداء السواد.

 

ان ادانة اولمرت تكمل دائرة. والان يوجد لنا رئيس سجن، رئيس وزراء مدان، اربعة وزراء، بينهم كبار ادينوا هم ايضا وثلاثة منهم حبسوا. ومثلهم ايضا نواب ورؤساء سلطات محلية وموظفون كبار. ويكاد لا يكون اسبوع لا يكون فيه شخصية عامة ما تخضع للتحقيق. بالفعل، الويل لما حصل لنا!

 

الحنين يشوه غير مرة الواقع. ومع ذلك، لا يمكن للمرء أن يفر من المقارنة مع زعمائنا، رؤساء الوزراء والوزراء، في الماضي الابعد. صحيح، كانت ثغرات ايضا في الطريق الذي اداروا به حياتنا والدولة – "البطاقات"، الافضلية لجماعتهم، تعظيم الحزب الحاكم وتفضيله وامور اخرى – ولكنهم لم يفعلوا شيئا لبيوتهم ولجيوبهم. بقوا متواضعين في نمط حياتهم، وفي اعقابهم سارت الدولة وهي ترتدي ملابس "آتا". فكروا مثلا ببن غوريون، شاريت، اشكول، غولدا، بيغن وشمير وقارنوهم بزعمائنا من الجيل "الشاب"، أولئك الذين أدينوا وأولئك الذين لم يدانوا من محبي الحياة الطيبة والسيجار.

 

وها هي قصة عن رئيس الوزراء ووزير الخارجية في الخمسينيات موشيه شاريت، تظهر في يومياته التي نشرها ابنه يعقوب. فبعد أن نحاه بن غوريون عن الحكومة، بقيت شاريت بلا شقة خاصة به واضطر الى طلب الركوب بالمجان، ضمن آخرين من تيدي كوليك كي يصل الى جلسات مؤسسات حزبه في تل ابيب. وذات يوم تلقى طلبا من سيدة ما في لندن عرضت عليه الخروج في حملة محاضرات في الولايات المتحدة مقابل مبلغ بائس جدا للمحاضرة. وقد ثار شاريت غضبا ليس بسبب المبلغ بل لان السيدة المذكورة مجرد فكرت على الاطلاق بانه سيجني المال مقابل علم اكتسبه في اطار مناصبه العامة – الوطنية. ارووا هذا لبيبي، باراك واولمرت، وهم سيتفجرون ضحكا.

 

من السهل القفز الان الى الاقوال المتطرفة مثل "الدولة كلها فاسدة اليوم. انتهى عصر المثاليين. الاجواء السائدة هي "كل واشرب" واصنع لبيتك بكل وسيلة. جرائم الياقة البيضاء المتسعة تمثل التغيير الذي مر على اسرائيل وزعماؤها، وما العمل، نشأوا منها وبروحها وهم لحم من لحمها. الويل لنا اذا كان هذا صحيحا. وهذا بذاته جدير بالحداد. العكس التام هو ما ينبغي أن يكون صحيحا: الزعماء ملزمون بان يشكلوا قدوة لشعبهم وان يقودوه وراءهم في الطريق القويم، حتى اذا وعندما تهب ريح اخرى، فاسدة وخاطئة، بوجوههم بقوة.

 

هم لا يفعلون ذلك. لديهم على ما يبدو مشاكل أهم لمعالجتها. وربما هم غير قادرين. ونحن، مرة اخرى الويل لنا، نبقى مع الاية الشهيرة من سفر يشعياهو: "وزراؤك عاقون واصدقاء للسارقين. الكل يحب الرشوة ويسعى الى الشهوات". نعم، كان هو نبيا هذا اليشعياهو. وقد عرف ما يتنبأ به.