خبر لا تعترف بدولة يهودية من فضلك- هآرتس

الساعة 10:00 ص|31 مارس 2014

بقلم: اسحق ليئور

(المضمون: دعوة الى عدم الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل لأن الاعتراف بذلك تضييق للآفاق وتعامي عن التنوع الشديد في داخل المجتمع الاسرائيلي - المصدر).

 

ولدت في نيسان 1948، وخُتنت في اليوم الثامن من حياتي. ولغة أمي هي العبرية برغم أن لغة أم أمي كانت "اجنبية". وشاركت في سنوات دراستي برغم أننا كنا علمانيين، مثل الجميع مئات المرات في مراسم قومية تكاد تكون دينية. ونظرت الى النصوص في جدية مثل أكثر أبناء شعبي. وحملت التوراة في حفل مراسم البلوغ مثل أكثر أبناء شعبي. ودرست الكتاب المقدس مدة 11 سنة متوالية. ودرست الأدب باللغة العبرية الذي لا يدرسه ويعرفه أي يهودي في العالم في الحقيقة.

 

وخدمت في الجيش الاسرائيلي واضطررت هناك ايضا الى أن أقف في المراسم. وحضرت أعراسا وحفلات ختان وجنازات كانت كلها دينية. وتزوجت زواجا دينيا وختنت إبني. وتنقلت دائما في حذر بين معاداة سامية اسرائيلية راسخة من الكراهية القوية للدين اليهودي وبين عداوتي وعداوتنا العميقة لمعاداة السامية الغربية التي سمعت بها ولم أعرفها.

 

ليست بنا حاجة الى الاعتراف بيهودية الدولة ولا يعني هذا أنني أُشعرك بتأييدي للموقف الفلسطيني في الجدل. لا، ولا أريد منك ايضا (أن تزيد من مرونتك كي تخلصنا من الاحتلال المفسد). أنا أطلب اليك اذا لم يكن ذلك صعبا عليك ألا تعترف "بدولة الشعب اليهودي" حتى لو طلب براك اوباما ايضا ذلك، وهذا لمصلحتنا ايضا. وباختصار لا تساعد في أن تسلم سيادتنا الى كيان عالمي متوهم يشارك في كوشان للارض ويكون ممثلوه في منعة من سلطة الاكثرية ويكونون شبه مدد خفي آلي للاكثرية.

 

لا تساعد القوميين – من معتمري القبعات الدينية أو آكلي لحم الخنزير – في أن يضعفوا أكثر النسيج المسمى ديمقراطية اسرائيلية بـ "الهوية اليهودية" التي لا يعلم أحد ما هي. بل إنهم ترجموا حب البلاد الى مفهوم عسكري – ديني – قومي. وأنا أحبها في الحقيقة خارج هذا الخطاب وأنا أكتب اليك باسم الحب أن هذا الاعتراف لا داعي له.

 

كان لي وما زال لي اصدقاء كثيرون يهود وغير يهود وكان بين اليهود وما زالوا متدينون وحريديون وشرقيون يأكلون القطاني في عيد الفصح، ويهود غربيون لا يأكلونها في الفصح، وشرقيون يأكلون غير الفطير في الفصح وغربيون يأكلون ما يحل أكله في شريعة اليهود في الفصح وما أشبه. وكان لي وما زال اصدقاء عرب – مسلمون ودروز ومسيحيون. وبين المسيحيين وما زالوا اصدقاء ارثوذكس وكاثوليك وقبطي واحد وشيوعيون. وأريد أن يعرف أبناؤنا هذه الفسيفساء لا مشجعين لكرة القدم فقط يتحمسون لسليم طعمة واحمد عابد ومهران راضي أو مؤنس دبور.

 

إن النجوم الآن يرفهون عنا فقط ويختفون بعد نهاية حياتهم المهنية. والفسيفساء التي جاءوا منها لا تغرق في الفقر فقط بل هي ليست موجودة في حياتنا بسبب "هوية الدولة اليهودية". وهذا مثال واحد فقط على العمى الوطني المُمل.

 

ليس من الحسن لحياتنا أنها لا توجد إلا في اسطورة قديمة وفانتازيا غربية مزيفة. إن "الهوية اليهودية" تجعلنا أغبياء ضيقي الآفاق وبلا اهتمام محدد بارضنا التي توجد فيها طبيعة وطيور ونبات وماء قليل وصحراء واسعة وبشر يريدون أن يكونوا سعداء كالبشر.

 

من الواضح أن طلب "الاعتراف بالدولة اليهودية" ذريعة فقط لتأبيد الاحتلال. ولا يوجد أي أفق أصلا وراء هذا الطلب وهذا من كوارثنا. ولهذا لا تتنازل، لا عن حل الدولتين ولا عن رفضك الاعتراف بـ "دولة الشعب اليهودي"، فيكفي الاعتراف بدولة اسرائيل لا أكثر.

 

صحيح أن من الواجب علينا أن نتحرر من عنصرية الدولة ومن التمييز المجسد في تعريفها الحالي. ويجب علينا أن نتحرر من عنصريتها التي تسلم عمال هاي تيك عرب مثلا في يوكنعام الى هجوم زعران عليهم يثقبون اطارات سياراتهم ولا يفعل أحد شيئا لحمايتهم. وعلينا أن نتحرر من الحاجة الوسواسية الى تعريفنا بأننا وحدة واحدة لها ماض واحد فقط لا كثيرا، وكأن لها مصدرا واحدا فقط لا كثيرا ولغة واحدة فقط لا كثيرة. لا تُتيح لهم ذلك والشكر لك.