خبر أبو مازن هو الرابح الأكبر من المفاوضات الفاشلة- معاريف

الساعة 09:59 ص|31 مارس 2014

بقلم: شالوم يروشالي

(المضمون: رئيس السلطة استغل تردد نتنياهو واستقبل نحو 80 سجينا. اذا كان رئيس الوزراء يريد انقاذ الوضع فعليه الاعلان عن تجميد البناء - المصدر).

 

هيا نعترف بالحقيقة: الرئيس الفلسطيني أبو مازن هو الرابح الاكبر من مسيرة المفاوضات، التي تقف هذه الايام امام انفجار أو امام جولة اخرى من تحرير السجناء. لقد استقبل ابو مازن حتى اليوم بين ذراعيه المفتوحتين 78 مخربا فلسطينيا. وأجرى على شرفهم احتفالات في رام الله، في نابلس وفي الخليل.

 

فقد رأى المواطن الاسرائيلي الباصات التي خرجت من سجن عوفر وعض على شفتيه. ابناء العائلات الذين فقدوا اعزاءهم في العمليات الارهابية للمخربين تظاهروا، ولا يزالون يتظاهرون، تحت منزل رئيس الوزراء. ولم يجدِ اي شيء نفعا حتى اليوم والمخربون ذهبوا الى ديارهم. ولعلنا تلقينا الان بعض العقل، في وقت متأخر.

 

لقد أخذ ابو مازن السجناء ولم يعطِ أي شيء بالمقابل، باستثناء وعد غامض ما الا يتوجه الى الامم المتحدة ويطلب لنفسه مرة اخرى دولة مستقلة (يستحقها، بالطبع). واستغل ابو مازن حتى النهاية الضعف السياسي والتردد القيادي لرئيس الوزراء. ومرات عديدة كتبت هنا ان قرار نتنياهو بتحرير السجناء كان جبانا من اساسه، وليس شجاعا، مثلما ادعى آخرون. فنتنياهو يخاف المواجهة مع شركائه الائتلافيين من اليمين ومع الوزراء ونواب الوزراء من حزبه، الليكود، ولهذا فقد فضل تحرير السجناء على تجميد البناء في المستوطنات.

 

لقد قفز ابو مازن على الانجاز الملموس الذي عرض عليه كغنيمة عظمى. أما نحن فبقينا مع المشاهد القاسية. لقد كانت هذه سخافة ليس لها تفسير. كما ان أبو مازن لم يشعر بالحاجة الى منح مقابل للطرف الاسرائيلي، ربما حل وسط أمني في غور الاردن، أو ربما وقف للتحريض، أو ربما الاعتراف بدولة يهودية. لا شيء.

 

لقد نجح في أن يلقي الكرة الى نتنياهو، بل وبعد أن حصل على السجناء. أما رئيس الوزراء فقد خدمه. نتنياهو لا يريد حقا ان يقسم البلاد ويقيم دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية. والعالم يفهم هذا منذ زمن بعيد. ولهذا السبب، فان كل اصرار نتنياهو – حتى الموضوعي – يصبح في نظر ابو مازن، الامريكيين والاوروبيين رفضا بنيويا.

 

وأين لفني؟

 

هذا الصباح قرر نتنياهو بانه سيكف عن أن يكون إمعة. فهو ليس مستعدا لان يحرر 26 سجينا فلسطينيا آخر في النبضة الرابعة دون مقابل، بخلاف القرار السابق للحكومة. واذا كان مقابل، هكذا قال، فانه سيطرح الاقتراح على الحكومة لاتخاذ قرار آخر.

 

لقد رد الامريكيون والفلسطينيون منذ الان بحرد شديد. رئيس الدولة شمعون بيرس هو الاخر حذر بانه محظور تفجير المحادثات اليوم. بيرس، الذي لا خلاف عندي مع ارائه السياسية، لا يفهم بان هذه المحادثات لا يمكن أن يخرج منها شيء، سواء بسبب نتنياهو أم بسبب ابو مازن، وبالتالي ما العمل؟ لو كنت رئيسا للوزراء لاعدت العجلة اليوم الى الوراء. كنت ساقول للعالم: "حسنا، انا لا أريد أن افجر المفاوضات. اثبت هذا عندما حررت عشرات الارهابيين من السجن الاسرائيلي. بالمقابل، لست مستعدا لان أحرر اكثر، لاننا لا نحصل على اي شيء بالمقابل. ومع ذلك، فاني مستعد اليوم في خطوة نية طيبة لتجميد البناء في المستوطنات للاشهر الثلاثة التالية. وها هي محاولة اخرى أبذلها كي لا تذهب المسيرة هباء. هيا نرى ما يعطيه الفلسطينيون بالمقابل".

 

وبالمناسبة، اين تسيبي لفني في كل القصة السياسية؟ لماذا لا نسمعها؟ لفني دخلت الحكومة كي تدفع المسيرة الى الامام. وهي تقف على رأس الفريق السياسي المفاوض. في الاشهر الاخيرة ألمحت لنا جميعا بانه يوجد تقدم في المحادثات وسخرت من المنشورات (بما فيها خاصتي) في أن كل شيء يقف أمام انفجار فظيع. هذا هو وقت لفني للتدخل، للخروج بمبادرة ابداعية ما، للكفاح من أجل منع الازمة. لعمل شيء ما يبرر وجودها في هذه الحكومة.