تحليل ما الثمن الذي تريده « إسرائيل » بعد التلاعب بالإفراج عن الأسرى..؟

الساعة 07:28 ص|31 مارس 2014

غزة (خـاص)

نفذت "إسرائيل" تهديداتها بعدم الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين، رغبةً منها في الحصول على "الثمن الواضح" الذي يريده رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، ليربط مجدداً بين حرية الأسرى واستكمال المفاوضات مع السلطة الفلسطينية.

وكان من المفترض أن تفرج "إسرائيل" أول أمس عن 30 أسيراً، بينهم 14 أسيرا من فلسطيني الداخل المحتل، وفق اتفاق أميركي-فلسطيني- إسرائيلي سابق، لكن "إسرائيل" أخلت بالاتفاق وقالت: إنها لن تقدم على هذه الخطوة من دون تمديد إضافي للمفاوضات.

الفلسطينيون، أدانوا عدم الإفراج عن الأسرى، وأكدوا أن الاتفاق بشأن الأسرى كان مرتبطاً بعدم الانضمام إلى المؤسسات الدولية وليس المفاوضات.

""إسرائيل" تريد ثمناً واضحاً أكبر من ذلك الثمن الذي قبضته إبان الإفراج عن الدفعات الثلاث الأولى من الأسرى، وهو عدم الذهاب للأمم المتحدة".. هذا ما أكده الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية".

وأوضح عوكل، أن "إسرائيل" ليست دولة فهي لا تحترم عهودها أو وعودها والمواثيق التي توقع عليها أو تلك التي تصدرها الأمم المتحدة، لذا فهي من المتوقع أن تنكث باتفاقاتها في أي اتجاه وفي أي وقت.

وحول تعنتها بشأن الإفراج عن الدفعة الرابعة، بين أن "إسرائيل" تريد ثمناً آخراً أو إضافة أخرى للإفراج عن هذه الدفعة، لأنه قبض الثمن مسبقاً وهو أن يتوقف الفلسطينيون عن الذهاب إلى الأمم المتحدة لكنه يريد أن يحصل من هذه الدفعة على شرط جديد أو يقبض له ثمناً آخراً وهو تمديد المفاوضات.

وأضاف المحلل السياسي، أن "إسرائيل" تريد أن تستثمر هذه الدفعة لتخفيف أثرها مقابل المفاوضات، مشيراً إلى عدم إمكانية قبول السلطة بالرضوخ للشروط "الإسرائيلية" ، وأضاف: في النهاية أمريكا ستحسم الأمر، لأن الطرفين الأمريكي و"الإسرائيلي" معنيين بتمديد المفاوضات.

وحول الموقف الفلسطيني إزاء هذا الوضع، قال عوكل: إذا قبل الطرف الفلسطيني التعامل الايجابي بالمقترحات من شأن الإفراج عن الدفعة الرابعة فسيعمل فيها في إطار ثمن أكبر وأكثر وضوحاً وأكثر ايجابية، وتحقيق المطلب الفلسطيني بالإفراج عن1200 أسيراً من قيادات ومسؤولين وذوي الأحكام العالية.

ونوه، إلى أن الموقف الفلسطيني أكبر كونه يستند إلى تعهدات وقوانين مُرجحاً أن تنتهي الأمور إلى معالجة ما لهذه القضية، لأنه ليس هناك طرف له مصلحة في تمديد المفاوضات.

وتبذل الولايات المتحدة في هذه الأوقات جهود الربع الساعة الأخيرة، لمنع انهيار المفاوضات. والتقى مبعوث عملية السلام إلى المنطقة مارتين أنديك، بالمفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين في القدس أكثر من مرة في محاولة لسد الفجوات.

وكانت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» قالت أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب من الأميركيين تنفيذ "إسرائيل" اتفاقاً سابقاً بالإفراج عن نحو 1200 أسير فلسطيني بينهم مسؤولون فلسطينيون كبار ومحكومون بالمؤبد ونساء وأطفال ومرضى مقابل تمديد المفاوضات عاما آخر.

وقالت المصادر بأن عباس كان أخذ تعهداً من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت بالإفراج عن دفعة مماثلة لتلك التي أفرجت عنها الدولة العبرية في إطار صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي كان محتجزا لدى حماس، عندما أطلقت إسرائيل سراح 1027 أسيرا في 2011 في عهد نتنياهو.

وهذه ليست أول مرة يطلب فيها عباس تنفيذ الاتفاق، لكن نتنياهو رفض تنفيذ تعهدات سلفه أولمرت.

من جانبه، توقع رئيس الوزراء الإسرائيلي أياما حاسمة بشأن مفاوضات السلام، وقال في جلسة لوزراء حزب الليكود الحاكم، أمس: «أمامنا أيام حاسمة.. إما أن نتفق أو ستنفجر المفاوضات». وأضاف ردا على استفسارات حول موقف إسرائيل من إطلاق سراح 30 أسيرا تطالب السلطة بإطلاقهم فورا: «يجب أن يكون مفهوما.. لن تجري الصفقة من دون مقابل واضح».

وطلب نتنياهو من الوزراء عدم التطرق إلى مسألة المفاوضات مع الفلسطينيين، قائلا: «من المستحسن عدم الحديث عن المحادثات مع الفلسطينيين حتى تتضح الصورة الكاملة خلال الأيام القليلة القادمة».