خبر عائلة السعدي ... تعيش خيبة الإفراج عن أبنها من جديد

الساعة 08:38 ص|29 مارس 2014

جنين

كان حذرا في فرحته و لم يبدها لأحد ... "سيعود رائد إلى المنزل و أخيرا" وبدأت التحضيرات مع إقتراب الموعد .. إلا ان شيئا كان يمنعه أن يفرح ملئ القلب... كان لخوف من خيبه قادمة نصيب كبير أيضا في قلبه الذي أعياه الإنتظار...وكان ما حذر منه .

إسرائيل تراجعت عن إطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى... إسرائيل تراجعت عن إطلاق سراح رائد بعد كل هذا الغياب ... وما زال لديه مزيدا من الأيام ليعدها في بعده، كما قال حينما سألناه مازحين هل تعد سجنه بالأشهر، حينما قال: معتقل منذ 24 عاما و سبعه أشهر"، فرد " باليوم و الله يا بنتي ".

والد الأسير "رائد السعدي من السيلة الحارثية في جنين تلقى خيبه أخرى .. هي الأكبر فلم يعد في العمر متسعا لإنتظار قادم بعد أن بلغ من العمر 79 عاما:" الله أعلم أعيش لحد ما أشوفه ولا لء" قال.

السعدي واحد من قائمة طويلة تضم أسماء 30 أسيرا من قدامى الأسرى الذي كان على إسرائيل الإفراج عنهم يوم أمس حسب الإتفاق بينها و بين السلطة الفلسطينية و الذي عادت الأخيرة بموجبه للمفاوضات قبل تسعه أشهر.

القائمة التي تضم 15 من أسرى الداخل الفلسطيني المحتل والقدس المحتلة، و أسيرا من قطاع غزة، 14 أخرون من الضفة الغربية، جميعهم تجاوز إعتقالهم 20 عاما ومحكومين بمؤبدات، كما رائد المحكوم بالمؤبد مدى الحياه لعامين.

يقول الوالد:" في البيت قلق كبير منذ البداية و خاصة أن لا تأكيد من الطرف الإسرائيلي على الإفراج عنهم، و نحن لم نبلغ بشكل رسمي لا من الوزارة ولا الرئاسة، كنا ننتظر قائمة مصلحة السجون".

وكان السعدي، وهو من قيادات حركة الجهاد الإسلامي في السجون،  قد أعتقل في العام أغسطس 1989 و حكم بالمؤبد لمرتين بعد إدانته بقتل جندين، وطوال هذه الفترة ترفض إسرائيل شمله في أيه صفقة قامت بها بحجة أن " إيديه ملطخة بالدماء".

أعتقل السعدي و عمره لم يتجاوز 22 عاما، و اليوم وقد تجاوز من العمر 46 عاما، لا تجد عائلته سوى التأمل برحمه الله أن يمن عليها برؤيته:" أمه مريضة ولا تتحرك و أنا بلغت من العمر ما بلغت و لم يبق لدينا أمل سوى رؤيته في البيت حرا".

و يقبع السعدي حاليا في سجن جلبوع، حيث قامت إدارة السجون بنقله قبل شهر واحد من سجن نفحة، ولا تدري عائلته عنه شئ فالوالدة لا تقوى على زيارته فيما يمنع باقي أشقائه من زيارته بحجة المنع الأمني.