خبر الحرب مثل جهنم يوم..علي عقلة عرسان

الساعة 04:50 م|28 مارس 2014

كَسَبُ في الأعالي، عينان مسحورتان بما تريان، فبحر الخضرة أمامهما يمتد إلى أن يلتقي حد الفضاء بحد الأرض في الآفاق البيعدة عبر الجنوب والشرق والغرب.. الخضرة بتدرجاتها والسماء الصافية بشفافيتها وبعض الماء تذرفه عيون ينبجس عنها الصخر، ونسيم معطر بالبري من البنات يفغم أنفك برائحة الزعتر والغار والورد الجوري والفل الهارب من الأصص يلاحق الياسمين ليحتفي قبله بالناس، ونفحات أشجار التين تلاقيك بين حنية طريق وأخرى وأنت تتمشى بين تلال الخضْرة المترامية على ضفتي الطريق إلى البحر والتلال الأخرى التي تناديك من أعلى مرتفعاتها لتصعد حيث يقترن فوقها حاجبا البر والبحر.. قليل أن تعشق كَسَب، وقليل أيضاً أن تدافع عنها.. فهي في نضارتها وبساطتها وعذرية طبيعتها تتصل بصفو النفس وبالتطلع إلى النقاء.. نظرت وأنا فيها يوماً من شرفة بناء يرتفع فوق صهوة أرض، كان الوادي أمامي بحراً أخضر، أمواجه أشعة تتداخل الوانها من مداعبات الهواء للأغصان والأوراق فيبدو المشهد سحراً مقيداً إلى حقائق الواقع. وفي ذاك الموقع قال لي من رافقني إليه: ألا ترى نفسك في قمرة قيادة طائرة حيث يمتد هذا الفضاء أمامك؟ قلت نعم.. وكم أتطلع إلى أن يتداخل منظر البحر الذي خلفي مع الخضرة التي أمامي، فأنا أحب الماء ولا أجد حياتي إلا فيه حتى لو كان ملحه أجاجاً فهو عندي خير من رمل حراق.. ابتسم قليلاً، وكانت ترفرف على انفراج شفتيه أسئلة وإشارات لم أفهمها.. قلت تكلم، لديك ما تقول.. قال، وقد غزت وجهه كآبة: أترى إلى الموت وهو يقتحم على المرء قلاعه المشيدة فلا يقف أمامه شيء.. تُراه يستطاب بين كثبان الرمال الحراقة أم بين أمواج البحر ذي الماء الأجاج؟! صمت في كل شيء، وكنت كمن فارقته القدرة على المحاكمة والتمييز والتعبير. استشعر صاحبي ثقل صمتي فاستحثني على الكلام.. قلت لا أجرؤ على قول شيء مغاير.. الموت موت.. موت الحي موت، ورمادية اللون موت، وانتفاء الخضرة والماء وسحر المنظر من الوجود موت، والرمل الحراق في الصحراء موت.. وذهول الوردة عن جمالها وأريجها، والفضاء عن ضياء يغمر ذراته فيغمر الوجود بالضوء موت. عادت إلى وجه مكلمي صحوة عابرة كرشقة شعاع صباحي تشظى بين غيمتين كحلاوين وقال: تمتع بما ترى فأنا أرى كل ما نرى إلى موت.!؟ لا أعرف كيف ترمد المشهد أمامي، التلال الخضراء من قمم "النبعين" إلى "مطعم الصخرة" فمداخل كسب من القساطل والفرلُّق في الجنوب.. كلها ترمَّدت في عيني، وفي المنحنيات الكثيرة للطريق الذي يتعرج عبر الهضاب والأشجار، مثمرة وحرجية بلا ثمر، أصبح كجسم أفعى عملاقة في صيف حار تزحف باتجاه بياض البيوت التي تنتشر على سفح جبل الأقرَع، وهي تضرب بلسانها ذات اليمين وذات الشمال، ولا تتوقف عن مضاعفة سرعتها.. أصابني هلعٌ بعد غمٍ أو غمٌ بعد هلع، وأدرت ظهري للمشهد ونزلت من قمرة القيادة السحرية التي كانها واتجهت إلى الطريق وأنا أشعر بخطو صاحبي خلفي قلقاً. قال عنما خلصنا إلى رصيف الطريق العام: آسف لأنني أفسدت عليك لحظة نادرة/، ما كان ذلك قصدي، لا أعرف كيف استولت علس الفكرة!!.. لم أقل شيئاً، كان الغم والهلع يحاصرانني، والأفعى التي تزحف رافعة رأسها تستشرف مغاني كسب تسد علي الأفقين: أفق التفكير وأفق الرؤية.

لم تكن تلك رؤيا نائم تحولت في خواتيمها إلى كابوس، ولم تكن رؤية بصيرة يتمتع صاحبها بصحة البصر واستشراف اليمامة ومقومات الحكمة.. كان ذاك أشبه بزلزال فاجأ النفس المطمئنة على شرفة من جمال فثبطها تثبيطاً حين مخر حديث الموت بحيرة النفس الساكنة ومشهد الحياة أمامها نافورة تحت قوس قزَح يسحُّ عن جوانبها الجمال.!! لا تؤاخذوني أظنها اختلطت علي الأمور، أتراني كنت في الذكريات أم في الوقائع، أم أنهما تدخلتا فرسمتا الواقع الذي لم يبق خضرة في معظم أرجاء وطني وأذهل الجمال عن نفسه، فتزلزل كل شيئ من الأنفس إلى الهضاب والجبال الراسيات الراسخات.؟!

كنت أشاهد الحرائق المنتشرة في كل مكان من منطقة كسب، فأستعيد تفاصيل الدمار والخراب والموت والحرائق التي شملت كل مكان من سورية، فكسب ليست المنطقة الوحيدة التي احترقت أو تحترق بل هي آخر ما يطاله الحريق في الحرب/ الكارثة المستمرة في انتشارها.. الغابات تحترق وفي أحضانها تحترق البيوت وتتقلب على نارها القلوب.. الدم يروي الأرض، والموت منتصب القامة شامخ الرأس منشرح الصدر ينشر ظلاله الرهيبة في المكان، والجهل والجاهلية وعنفوان الفتنة والشر في أعلى الأعلى من الذرا شدة وقسوة ونهماً.. والهمم تموج بين نار ونار، فيحترق من يحترق ويستأنف السعي إلى " النصر/الحريق" من رسم لنفسه ذاك النوع من " الانتصارات" هدفاً؟!.. آهٍ على العقل والشعب والوطن حين تصبح الإبادة المتبادلة هدفاً ونوعاً من عبادة.. وآه على أمة رأت تعاليم دينها وقيمه والساميات من مفاهيمه لا تستقيم ولا تترسخ ولا تزهر وتثمر وتؤتي أكلاً طيباً إلا في القتل وتَرْنيخِ الأرض والزرع بالدم؟! الحرب المجنونة تفترش أرض سورية وتحل جدائلها وتنثرها في الأرجاء، والرياح تتلاعب بخصلات الشعر الفاحم فتغري العاقل والجهول باقتحام الهول و المهول فيصنع الموت ويلقى الموت.. ألا ما أصعب أن تحترق دارُك ثم أشجارك ثم أطفالك ثم وطنك.. أمامك وأنت العجز المسجّى واحتراق الذات؟! ويا ما أصعب أن تتكسر أضلاع الأطفال على مسمع منك كما تكسر أشجار السنديان تحت عجلات آلة الحرب، ويا ما أقسى أن ترى نفسك بين شدقي الجنون والموت وأنت لا تستطيع لهما لجماً ولا منهما هرباً أو نجاة، وكل منهما يزحف عليك بمشاعل حرَّاقة وسيوف بتارة مسمومة.؟!

آلمني دمار وطني قتل أحياء وحياة فيه إلى الدرجة التي أعجز فيها أحياناً عن التفكير بكلام يرقى إلى وصف بعض جوانب المأساة، وآلمني قتل كَسَب الخضراء وقتل مشاهد الجمال وتدمير مصادر الحياة في بلدي/ الجمال، تلك التي استحر في كل أرجائها القتل، وحين أردت اليوم أن أكتب عن بوادر صحوة سياسية استشرفتها أو شُبّهت لي، في بعض الأنفس المسؤولة عن نشر الحرب والفتنة والموت والدمار والخراب في سورية، تراءت لي في تصريحات وأخبار وتحركات رصد بعضها الإعلام أو وشى بها أو.. أو.ز وبنا من الإعلام العربي ما بأنفس لغويين من " حتى".. وجدتني أقرب إلى حالة من التوجّع والتفجَّع مني إلى حالة الثورة بمعناها البناء والغضب الساطع والاستنكار والأسف على ما كان من أولئك وهؤلاء.. لأن كل ما حدث من هول وكوارث وما سال من دم وما يسيل منه، لم يجْدِ في منعه عقل ولا ضمير، ولم توقفه قرابة رحم ولا حكمة مسؤولة تتوقف عند حد مقبول.. ولأن ذاك الذي حدث خلَّف ما خلَّف من بؤس وكوارث وأحقاد ورسيس فتن قد لا تبرأ منه أنفس بعد عقود وعقود، وجر وسيجر الضعف على الأمة لعقود من الزمن بعد عقود.. أما ما يمكن أن تجود به صحوة نسبية من أي نوع من هذا المسؤول أو ذاك، هذه الفئة الباغية أو تلك، وهي صحوة نستشرفها ونتوق إليها، فإنها قد تُفلح في لجم بعض الجموح الدموي المستمر وبعض التطرف والتعصب الفكريين أو المذهبيين، ولكنها لن تعوض أبداً شيئاً مما فات ومما فاض ومما مات.. في سورية الأم وسورية الوطن. 

ولأنني وقفت على مدى تغلغل الشر والجهل والحقد وانعدام المسؤولية في أوساط تصنع القرار، وأخرى تنشر الدمار ويفرخ على يديها الشر وتتقن التفريق والتمزيق.. فإنني لا أستطيع التيقن من أنها حين تصحوا، إن هي صحت، ستكتشف ولو بعد فوات الوقت وخراب البصرة كما يقال، أن الحكمة كانت في غير ما اختارته من سياسات، وما سلكته من سبل، وما استخدمته من أدوات.. لكي تبلغ من الأهداف والغايات ما لو سلكت إلى بلوغه سبل الحوار والحكمة والعمل السياسي والثقافي والجماهيري البناء، وصرفت من أجله 10% مما صرفته على الحرب/ الكارثة، لأجدى أكثر ولأوصل إلى إصلاح وصلاح، ولوضد حدا لبعض الغي والبغي والظلم والاستبداد والاستعداء واستخدام القوة، ولجنب الأمتين العربية والإسلامية كلتيهما بعض التمزق والضعف والهزال والقتل والخراب والتخلف والاحتراب..؟!

ووجدتني أمام الواقع والوقائع المذهلة، ذاهلاً عن ذاتي وذكرياتي وأماني وتطلعاتي، حتى لكأنني مَن تسجى في قبر ينتظر الموت لهول ما رأى من الناس في أسواق بلادٍ وحياةٍ أكثر ما أصبح يُسترخَص فيها الدين والفكر والإنسان؟!.. ولكن ماذا يفعل المرء أمام ما يكاد يترسخ، عبر الوقائع، على صورة حقائق حياة في أرض الواقع، تشير إلى أن معظم الساسة سماعون لما يطربهم، وينفخهم ما يرفعهم من كلام، ويستطيبون الكذب فتنشرح له صدورهم ويقبلون على أهله إقبالاً عظيماً، لأن الكذَبة يقدمون لهم ما يطلبون وما يلذ لهم سماعه ومذاقه، ويرفعونهم "قادة أفذاذاً، بل رسلاً برسالات".. بينما ينعكس على الشعب منهم وممن يطبلون لهم ومما يفعلون جميعاً.. علقم تُسجر به حلوق معظم الناس.. وكم شوه الكذب من حقائق وزور من أوضاع وأضاع من ساسة؟!، وكم صنع تجار سوق الكلام في إعلام السياسة والأيديولوجيا على الخصوص من قامات سياسية ونضالية وثقافية وإبداعية.. إلخ هه في حقيقتها قامات سامقات للصوص أو لمدعين وجرمين أو لنصابين مزورين، يفوقون أهل " الكدية" في كل زمان ومكان، نفاقاً وادعاء وشطارة.؟! ومن عاهات العصر أن للكذب والادعاء والخداع والإجرام نفوذ وجولات بعد جولات، وانتصارات على الأرض الافتراضية المهيمنة على الطبيعية، بعد انتصارات.. ومن أسف أن السقوط سيد المعايير في زمن الكوارث، وأن كثيرين من أهل الحكم ومَن في حكمهم، يقبلون على الانتهازيين والمنافقين والوصوليين والتجار من كل نوع، إقبالاً يبعد عن ساحة الرأي والقرار والحضور كل وطني شريف قادر كفء نظيف، وكل قادر عزيز النفس مخلص للوطن يخاف الله ويخدم الإنسان إيماناً منه بقيمة الإنسان.. وإقبال أولئك يكون في ذروته على تجار: "الدم والموت والقيم والدين والسلاح والحرب.. إلخ، وعلى من يبيعون ويشترون في الأوطان والشعوب، ممن يملكون القدرة على أن يلبسوا لكل حالة لبوسها، ويسوِّقوا أنفسهم في أسواق الإعلام والسياسة والثقافة، ويزينوا الشائن لأهل القرار إذا كان فيه منفعة لهم أو خدمة لسيدهم.. وذلك بخلق معايير ليست المعايير السليمة، وحالات تزري بالمعرفة والحقيقة والقيم والعدل والحرية كل إزراء، حيث البيع والشراء على قدم وساق للضمائر والأرزاق من أشخاص شوهوا كل قيمة ومهنة شريفة وحولوها إلى تجارة يُستباح فيها كل ما لا يُباح.

يفجعني ما يجري في وطني، ويفجعني أن يستمر التشرد والرعب والإرهاب والعذاب، ويفجعني أن يستمر التوجه نحو البناء وإعادة البناء، لا سيما ما يتعلق من ذلك بالإنسان وما يعنيه وما يقيمه وما يغنيه.. بأدوات أفسدت البناء، أو أن يتنطح لتلك المهمة مدعون تاريخ معظمهم سقوط، باعوا واشتروا في الوطن وبالوكن، وأرخصوا مواطنيه وتاريخه وقيمه ليصلوا إلى غايات ومناصب ومكاسب، أو إلى " ما يقولن إنه أسلوب جديد للبناء والحكم والحياة"، عبر أساليب القتل والموت والاحتراب والإرهاب والخراب، سواء من ذلك ما نراه في أنموذج كسب أو ما رأيناه وتابعناه عبر معارك المدى ةالقرى عبر سورية كلها منذ نيف وثلاث سنوات؟!.. لا تُبنى المجتمعات تفسد كلياً أو جزئياً بالأشخاص والأدوات والمناهج والأساليب والأدوات ذاتها التي كانت سبباً في فسادها، أو عجزت عن إصلاح ذلك الفساد، أو حتى عن تشخيص أسبابه بموضوعية وإيجابية، ولا يُصلح السياسات الفاسدون الذين يفسدونها ولا الخونة والعملاء والإمعات الذين يبيعون ويشترون فيها، ويُباعون ويشترون من بعد بالدرهم والدينار والدولار والمنصب والمكسب.. ولا تُبنى المعرفة بالادعاء الفارغ والفبركة الإعلامية والحزبية والطائفية ولا يبنيها والحرامية الذين رفعهم الإعلام قامات ثقافية، ولا تُبنى بالميليشيات الأيديولوجية التي شوهت كل شيء بما في ذلك القيم وتاريخ الثقافة والفن، ولا تقوم أسس الدولة القوية على المدعين والقاصرين والمتطرفين والقامات التي يقيمها الادعاء والإعلام وليس لها من قوائم وقدرات إلا ما سوَّقه لها الإعلام واللغو المتكاثر من أفعال وإنجازات لا أصول لها ولا قيمة ولا قوام. ولا يقيم صرح الثقافة التي يُراد لها أن تساهم في بناء الأمم والمجتمعات والدول والقيم وحقائق الحياة على أسس العدل والقوة والاقتدار، ووفق منهج علمي مثمر وإنجاز عملي يتراكم عملياً.. إلا تغيير المفاهيم والأحكام والأوضاع وفق معيار سليم ورؤية موضوعية ـ استشرافية تستنطق الواقع وتبني على المعطيات الصحيحة التي تنقذ من الضلال، وتقدر على تحقيق نقلة نوعية وفعلية نحو الصواب ووبداية ذلك الخلاص من الادعاء والتلفيق وصولاً إلى راسخ البناء.. وإن بقاء هيمنة الميليشيات السياسية والثقافية والإعلامية في ساحات وعلى ساحات، وبقاء ما أنتجته وما كرسته ورسخته من أحكام سيئة ومسيئة هو عين الداء، والبناء عليه لن يثمر إلا المزيد من الضلال والضياع والدمار، ومن إشادة " صروح الخواء" في الفضاء.. إن من يتخذ بيت العنكبوت بيتاً ويبني عليه أو على ما في حكمه، ويراه قلعة من القلاع.. يخسر خسراناً مبيناً عند هبوب نسيم الصَّبا لا الرياح الهوج، ومن يقيم معرَّشات اللصوص حصوناً أو يتخذها قوائم لبناء الحصون.. يتزلزل بناؤه عند أوهى الهزات، ومن يذهب في المكابرة والغي إلى مدى ما يبلغه الأصم، ويستنكر كل دعوة وصوت يقول بضرورة وأهمية الفحص والتثبت والتصحيح والإصلاح بالعقل والمنطق والنقد والعلم والحكمة.. يحصد الخسران ويؤسس لمن يحرق الأخضر واليابس.. ومن يصر على أن يبني أو يتخذ مادة للبناء، في السياسات والثقافة والإنجازات والأفكار والإيديولوجيات والكتابات والمجتمعات.. إلخ بالرؤى والآراء والنظريات والأشخاص والأدوات ذاتها التي أنتجت بناء فاسداً أو أفسدت البناء.. إنما يسلك طريق البغي أو يجانب أصول العلم والعمل السليمين في أحسن الأحوال.. فلا بد من اتباع سبل الحق والعدل والعلم والرشاد والاحترام لكل ما يقيم الفرد والمجتمع على أسس سليمة: خلقية ودينية وقومية ووطنية وإنسانية، في المجتمعات التي داخلها خلل كبير في العلاقات والسلوك والحكم والاحتكام، وفي التصرفات والممارسات التي وصلت حد الإرهاب والتخريب والذبح والتدمير والخيانة والعمَالة والظلم والحقد والفتن بأنواعها، وإحراق الأخضر واليابس، وفي وطن ليس للناس سواه من وطن..

ولا بد في تلك الأوضاع، ومن أجل إصلاحها، لا بد من البناء على الصالح من الرأي والموقف والمنهج والمُنتَج.. وهذا يحتاج إلى إعادة النظر بالكثير مما يُعدّ مسلمات في السياسات والممارسات والتنظيمات والمرجعيات والمعايير والنظريات والثقافات.. بعيداً عن المكابرة والتشنج والتعصب، والعصموية التي يفرخ في ظلالها الجهل ويستمر في مناخها اجترار سماع ما يُستساغ سماعه فقط.

هذا بعض ما وضعني فيه وضع كَسَب، آخر ما يحترق الآن في سورية، لكنه ليس الحريق الوحيد المشتعل، ولا الأخير الذي يمكن أن يشتعل.. فالحرب مثل جهنم يوم يقول لها هل امتلآت فتقول هل من مزيد.؟!

دمشق في 28/3/2014

علي عقلة عرسان