خبر ما الذي حدث للعقل اليهودي- يديعوت

الساعة 09:45 ص|27 مارس 2014

بقلم: جلعاد شارون

كيف حدث أن الفلسطينيين الذين أبرز اسهاماتهم للبشر الارهاب والتباكي، كيف حدث أن أصبحوا الطرف المبادر وهم يملكون بديلا مهددا اذا فشلت المحادثات؟ أما نحن شعب كل جوائز نوبل والحكمة اليهودية التي عمرها آلاف السنين فأصبحنا مجرورين نرد بصورة فظة غير ناجعة، وبدل أن يشتغل العقل اليهودي بما يجب الاشتغال به أصبح مشغولا بالتغطية على الجنون الذي ينفجر احيانا في الساعة الثالثة فجرا وفي وسط النهار احيانا.

          إن سياستنا الخارجية تراوح بين حدّي منطقتين لا يجوز اجتيازهما: الاول ما يُمكننا الأمن منه، وثمة أمور لا نستطيع التنازل عنها لأنه يعرضنا للخطر – والثاني أن تبقى لنا شرعية في نظر العالم ولا سيما تجاه الامريكيين، أي ألا نقلب الطاولة وأن نصبح منبوذين مقطوعا معهم.

          وبين هذين الحدين مجال عمل. فاذا لم يتقدم التفاوض قدما فلنقترح نحن أن تنشأ الآن دولة فلسطينية في حدود مؤقتة في المنطقة (أ+) مع اتصال جغرافي بحيث يستطيع الفلسطيني أن يخرج من جنين ويصل الى الخليل دون أن يرى جنديا اسرائيليا واحدا. ويستطيعون في التفاوض في المستقبل أن يحصلوا على أكثر من ذلك، فليأتوا الآن وليبينوا لماذا يرفضون دولة.

          يجب أن نبادر وأن نكون فعالين وألا نُجر على الدوام وراء أحداث دبرها آخرون.

          إن الافراج عن السجناء مثال آخر على الجمود الفكري، فهذه القضية كلها فضيحة، لكن تعالوا نحصر الاهتمام في الطلب الفلسطيني الافراج عن مخربين عرب اسرائيليين. يحسن بدل ردة الفعل البافلوفية التي ترد بصرخات "ماذا دهاكم، ماذا يهمهم"، يحسن أن نفكر في استخدام هذا الطلب. هل يريد الفلسطينيون أن يكونوا مسؤولين عن مخربين اسرائيليين عملوا باسمهم؟ تفضلوا لكن الأمر لن ينتهي بذلك لأنكم اذا كنتم مسؤولين عن العرب الاسرائيليين وهم يعملون باسمكم فسنمضي مع ذلك حتى النهاية فليصوتوا للمجلس التشريعي في رام الله. وفي هذه الحال ستسقط ايضا مسألة الاعتراف بدولة يهودية لأنها لن تكون ذات موضوع، فالعرب سيصوتون لرام الله واليهود للكنيست في القدس.

          إن الفلسطينيين متطرفون بقدر كاف بحيث يخدمنا هذا، وكل ما يُحتاج اليه شيء من المبادرة والمرونة، فيجب أن يعود العقل اليهودي للعمل.