خبر تقرير استراتيجي يستبعد نجاح جهود كيري

الساعة 07:11 ص|27 مارس 2014

وكالات

استبعد التقرير الاستراتيجي السنوي الصادر عن مركز الأبحاث الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية "مدار"، أن تسفر جهود وزير الخارجية الأميركية جون كيري، عن تقدم في العملية التفاوضية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وهذا استنادا الى قراءة التقرير لاستراتيجية إسرائيل التفاوضية القائمة على فكرة التفاوض من أجل التفاوض، وإفشال أي جهد لتحقيق نتائج فعلية، مع تصيّد الفرص لتفجير المفاوضات بطريقة تحمل الفلسطينيين مسؤولية الفشل، وتظهرهم بمظهر الرافض للسلام.
وركز التقرير على انعكاس انشغال الدول العربية الرئيسة بالملفات الداخلية على السلوك الميداني والتفاوضي الإسرائيلي، حيث تحاول إسرائيل توظيف الواقع الحالي للاستفراد بالفلسطينيين عبر مواصلة فرض الأمر الواقع من جهة، ومحاولة فرض حلّ يطابق المعايير الإسرائيلية من جهة أخرى.  
ورجح التقرير أن يحاول الجانب الإسرائيلي تفجير المفاوضات على موضوعة "الاعتراف بيهودية الدولة"، وتجنب تفجيرها على مواضيع خلافية كالاستيطان، وذلك بغرض الاستفادة من الإجماع الداخلي الإسرائيلي حول موضوع يهودية الدولة، وزيادة قدرة نتنياهو على المناورة، عبر تقديم الفلسطينيين، داخليا ودوليا، كرافضين لوجود إسرائيل، وليس لشروط الحل ومواصفاته.
ويعتبر التقرير أن فرص نجاح الحل على طريقة كيري متدنية، رغم اقتراب طروحات كيري إلى حدّ كبير من وجهة النظر الاسرائيلية في القضايا الخلافية، وذلك بسبب التركيبة الائتلافية للحكومة الإسرائيلية المستندة إلى الأيديولوجيا، والجو اليميني السائد في إسرائيل.
 ويكشف التقرير انحصار نظرة إسرائيل للمفاوضات في إطار ما يقلل الخسائر السياسية في العلاقة مع أميركا وأوروبا.
وتوقع التقريران يتواصل التصعيد في العلاقات الإسرائيلية الأوروبية،لإصرار إسرائيل على تجسيد وقائع تجعل حل الدولتين، المقبول أوروبيا، مستحيلا. اقليميا اعتبر التقرير ان التقلبات الإقليمية وحالة عدم الاتزا  التي تمر بها دول الجوار أدت إلى تراجع التهديدات الأمنية الرسمية والتقليدية التي كانت تضعها إسرائيل ضمن حساباتها، وإلى إعادة تقييم المخاطر الأمنية وجديتها في الدول المحيطة.
واستدرك التقرير أنه رغم حالة الهدوء المرحلي هذه، والارتياح الإسرائيلي من عدم تمخض الاضطرابات عن تهديدات فعلية، فإن إسرائيل تراقب بقلق كبير التطورات التي تعصف بدول الجوار، خاصة سورية، إذ صارت تعتبر أن سورية تتحول إلى عش للحركات الجهادية والتكفيرية التي من شأنها أن تحول سلاحها في اللحظة المناسبة باتجاه إسرائيل.
وتناول التقرير التباين الكبير في وجهات النظر بين أميركا وإسرائيل في الكثير من القضايا، بدأمن الملف النووي الايراني،وعدم الرضى الإسرائيلي عن الانسحاب الأميركي التدريجي من الشرق الأوسط، وانزعاجها من الرد الأميركي على استعمال السلاح الكيماوي السوري، ليس لذات الموضوع، بل لأنه كشف مستوى جدية الولايات المتحدة في الوقوف على خطوطها الحمراء.