خبر مؤسسة حقوقية: ما يجري في القدس تطهير عرقي منظم على أسس دينية

الساعة 07:01 م|26 مارس 2014

القدس المحتلة

وجهت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا، اليوم الاربعاء (26|3)، رسائل إلى صناع القرار في العالم شرحت فيها المخاطر التي تتعرض لها مدينة القدس والإنتهاكات الجسيمة التي تترتكبها قوات الاحتلال بحق المواطنين المقدسيين والمقدسات وعلى وجه الخصوص المسجد الأقصىى.
وبينت المنظمة في هذه الرسائل، التي حصلت "فلسطين اليوم" على نسخ منها، أن "الصمت الدولي شجع إسرائيل على مواصلة ارتكاب جرائم حرب في مدينة القدس حيث تعمل دون كل أو ملل باستخدام كافة الادوات التشريعية والأمنية والعسكرية لتهويد مدينة القدس ففي كل يوم تطرح عطاءات لبناء وحدات استيطانية وتعمل على مصادرة المنازل الفلسطينية وسحب الهويات في عملية تطهير عرقي لم يشهد التاريخ لها مثيلا".
وأوضحت المنظمة أنه خلال شهر آذار (مارس) الجاري تم هدم سبعة مساكن ومخزن، منها ثلاثة مساكن هدمها أصحابها بأنفسهم بعد أن أجبرتهم بلدية الاحتلال على ذلك، وتهديد بهدم 13 مسكن في حيي الثوري وسلوان، وكذلك الإعلان عن مخططات طرح مناقصات والمصادقة على بناء 2250 وحدة استيطانية في سبع مستوطنات منتشرة في القدس المحتلة، وكذلك بناء حي استيطاني جديد على أراضي ومساكن مصادرة في بلدة بيت حنينا،إضافة إلى مخططات لبناء مدرسة دينية، متحف يهودي، والمصادقة على بناء 15 طابقاً "للصندوق القومي اليهودي".
وأضافت المنظمة: "أن التوسع الإستيطاني الرسمي في مدينة القدس يرافقة خنق للأحياء العربية حيث يمنع على الفلسطينيين بناء وحدات سكنية جديدة رغم الحاجة الملحة لها كما يمنع عليهم ترميم المباني الآيله للسقوط وهذه السياسية أحدثت تأثيرا خطيرا على الوضع التعليمي حيث هناك أكثر من 15000 طفل سنويا يحرمون من الإنتظام في الدراسة نتيجة الإكتظاظ وعدم وجود غرف صفية كافية".
وأشارت إلى أن هذه الإنتهاكات امتدت لتشمل الأماكن المقدسة كالمقابر والمساجد والكنائس وبشكل رئيس تركز الحكومة إجراءاتها في المسجد الأقصى حيث تواصل حفر الأنفاق مما أدى الى انهيارات في المباني في ساحات المسجد ومحيطه كما تقوم قوات الإحتلال بإقامة الحواجز العسكرية على البوابات الخارجية للمسجد، ومنع من هم دون سن الـ50 من الدخول وأداء الصلاة، إضافة للاعتداء على من يتواجدون فيه من شيوخ ونساء وأطفال وطلاب للعلم بشكل يومي.
وقد شمل التضييق الاسرائيلي أيضاً العاملين في بعض دوائر الأوقاف الإسلامية، ومنعهم من الدخول للمسجد ومحاولتهم فرض التقسيم الزمني من خلال إغلاق جميع بوابات المسجد الأقصى أمام المسلمين وفتح باب المغاربة لليهود والمستوطنين.
وبينت المنظمة أن شهر آذار (مارس) الجاري شهد أكثر من 19 اقتحام لساحات المسجد الأقصى أبرزها بتاريخ 12/03/2014 حيث قامت مجموعة من المستوطنين ترافقهم عناصر من جنود وشرطة الاحتلال بجولة استفزازية داخل باحات المسجد الأقصى، تخلّلها قيام الحاخام المتطرف "يهودا غليك" باعتلاء سطح مسجد قبة الصخرة واقتحام المتوضأ، في خطوة استفزازية وتصعيدية بحق المصلين المسلمين.
ونوهت إلى مخططات المستوطنين لتكثيف عمليات الإقتحام ابتداءا من الشهر المقبل حيث أعلنت جماعات يهودية ومنظمات تدعو لهدم المسجد الأقصى عن تنظيم برنامج مكثف لاقتحام المسجد الأقصى المبارك وأعلنت عن إقامة مسيرات ليلية قبالة ابواب الاقصى بداية الشهر المقبل الموافق 1(1|4)، استعدادًا لاقتحامات جماعية بمناسبة "عيد الفصح العبري" والتي تمتد حتى تاريخ 22 نيسان (أبريل) المقبل، فيما أعلنت هذه الجماعات عن تنظيم مسيرة تهويدية تحت عنوان "إنقاذ جبل المعبد" بتاريخ 14 أيار (مايو) المقبل، بمناسبة ما يطلقون عليه "الفصح الثاني".
وشددت المنظمة الحقوقية أن ما يجري في مدينة القدس هو "عملية تطهير عرقي منظمة على أسس دينية تهدف إلى تغيير الوجه الحضاري لمدينة القدس وهذه السياسة تنذر بعواقب وخيمة على المنطقة حيث تشهد تصاعدا غير مسبوق تؤدي إلى مواجهات عنيفة في مختلف الأراضي الفلسطينية".
ودعت المنظمة صناع القرار في العالم إلى "التكاتف واتخاذ إجراءات حاسمة لوقف انتهاكات إسرائيل في مدينة القدس ووقف إجراءاتها التي تمس المسجد الأقصى فهذه الإنتهاكات تنذر بانفجار الوضع في وجه الجميع الأمر الذي يهدد السلم والأمن الدوليين"، على حد تعبيرها.