خبر أبو مازن، اثنتين سُكراً- هآرتس

الساعة 11:13 ص|26 مارس 2014

بقلم: رحيل نئمان

(المضمون: تتحصن اسرائيل بين أسوار رفضها وعدم اعترافها بوجود شريك فلسطيني في السلام مُنكرة على الفلسطينيين أن يكون لهم أي حق في هذه البلاد - المصدر).

 

مر قولان قالهما مؤخرا وزراء كبار في حكومة بنيامين نتنياهو من تحت الرادار وهما مع ذلك كله يستأهلان النظر فيهما بقدر لا يقل عن قول موشيه يعلون إن أبو مازن ليس شريكا في اتفاق دائم. ففي مقابلة صحفية للقناة العاشرة قال يئير لبيد إنه يؤيد محادثات السلام وأضاف في نفس الوقت أنه يفعل ذلك برغم أن المناطق "لنا ونحن على حق". وفي مقابلة صحفية فكاهية لعيد المساخر في محطة المذياع الاقليمية للمستوطنين "دالي يسرائيل" سُئل نفتالي بينيت ماذا كان سيحدث لو أنه خلا بمحمود عباس في غرفة واحدة، فأجاب بأنه كان سيجنده للبيت اليهودي. وبعد الفكاهة جاءت كلمة وخازة إذ قال: "وبعد ذلك كنت سأرسله ليصنع القهوة لنا جميعا".

 

إن موقف بينيت الاستعلائي الصادر عن اعتقادنا أننا الشعب المختار ليس فيه شيء جديد. لكن الشيء غير العادي هو مد الاصبع نحو محمود عباس وإذلاله ليصبح في مستوى خادم، وشخص ليست له سلطة لا لادارة التفاوض فقط بل حتى للجلوس في صحبة السيدين بينيت واوري اريئيل، والسيدة أييلت شكيد. فلن يُجرى أي نقاش سياسي في الغرفة المغلقة. واليهود سيتبادلون الفكاهات ويقدم العربي القهوة اليهم. ولبيد الذي يعارض موقف بينيت السياسي ينضم برغم أنفه الى هذه الصورة، صورة الأسياد والخدام لأن كلامه ينطوي ايضا في الحاصل العام على أننا نتفضل عليهم، فهم لا يستحقون شيئا وليست الارض لهم بل هي لنا ولذلك لا يمكن أن تكون لهم أية مطالب حتى لجزء صغير منها.

 

لا تسعى تسيبي لفني الى اتفاق لأنها تعترف بحق الطرف الثاني بل لأن ذلك خير لليهود، وهي قلقة من احتمال دولة ذات شعبين. والامور عادية في حزب المعارضة الرئيس فنحن لم نسمع اسحق هرتسوغ يعلن أن اسرائيل مدينة للفلسطينيين دينا اخلاقيا باهظا، وأن الاتفاق يرمي الى صنع عدل تاريخي وينبغي أن يشمل اسقاط الحصار عن غزة والسعي الى محادثة حماس. ولم تقم دولة اسرائيل قط بمحاولة جدية لمحادثة الفلسطينيين في موضوع اللاجئين ولم تعترف قط بمسؤوليتها عن مشكلة اللاجئين. وهي في التفاوض الحالي تقبض يدها وتجعل موضوع الافراج عن السجناء صعبا، وهذه مسألة حرجة بالنسبة للطرف الثاني لا لأن السجناء وفيهم الفلسطينيون من مواطني اسرائيل هم أسراهم بل لأن ذلك هو حق العودة الوحيد الذي يستطيعون طلبه.

 

إن ادعاء أن العالم توجد فيه حالات عدم عدل اخرى يعزز النقد لاسرائيل فقط. إننا نقول: أنظروا، في سوريا يذبح بشار الاسد أبناء شعبه واسرائيل ليست سيئة جدا. إنها منبوذة في الحقيقة لكنها ليست منبوذة أكثر من غيرها فكل شيء على ما يرام. فلننتظر فنحن لسنا مدينين لهم بشيء. وقد نرضى اذا ركعوا وقالوا يهودية يهودية. إننا نتحصن بين أسوار حقنا وعدلنا ونعزز الشعور بأنه لا يوجد شريك في المحادثات من الفلسطينيين الى الآن.

 

يدوي كل ذلك في المجال الاقتصادي الداخلي ايضا، ففي داخل اسرائيل تسيطر الدولة ايضا على أكثر الاراضي، على 16 مليون دونم لا تفرج عنها لمصلحة مواطنيها. فالدولة تقول إنها كلها لها وحينما تتخلى عن شيء صغير من الاراضي تجبي عنه ثمنا باهظا جدا وتضاف الى ذلك ضرائب مرتفعة. وهكذا تشتد ازمة السكن وتعظم الفروق الاجتماعية التي أصبحت داءً وطنيا. وقد استيقظوا الآن ويحاولون اصلاح هذا الاعوجاج شيئا ما. إن أثر جناح الفراشة في شأن السكن ربما يفتح نافذة في محادثات السلام التي ذوت، لكن من المنطق أكثر أن الانتفاضة القادمة واحتجاج الشارع القادم سيفضيان الى أن يحقق اصحاب الحق حقهم.