خبر ما الذي يريده بيبي؟- يديعوت

الساعة 11:11 ص|26 مارس 2014

بقلم: ايتان هابر

(المضمون: لا يعلم أحد الى الآن ما الذي يريده رئيس الوزراء الاسرائيلي والى أين يسعى، بيد أنه قلق لأنه لم يسجل باسمه الى الآن أي انجاز تاريخي - المصدر).

من تيمبوكتو الى كاماتشتكا، ومن الهند الى اثيوبيا يجلس اليوم وجلس أمس وسيجلس في الغد ايضا أناس "يُصدعون رؤوسهم" وهم يفكرون فيما يريده رئيس وزراء اسرائيل والى أين يسعى الى أن يصل؟ وقد أدركوا في جميع أروقة السلطة في كل مكان منذ زمن أنه يوجد في دولة اسرائيل الديمقراطية انسان واحد فقط صاحب قرار، لكنه حدث له في السنوات الاخيرة وربما حدث لنا ايضا خلل. فلم يعد الجهاز في اسرائيل يقف صامتا ولم يعد يردد "آمين" لكل فعل واخفاق منه.

 

في هذا الوضع الجديد اذا ما الذي يريده بيبي، وكيف يخرج كل واحد تقريبا راضيا عن الحديث معه ومقتنعا بأن رئيس الوزراء اتفق معه الى أن يتبين خلاف ذلك؟ وسؤال الاسئلة هو هل بعقب كل ما حدث ويحدث ويشمل الضغط الامريكي والمحادثات مع الفلسطينيين، هل اجتاز بيبي نهر الروبيكون؟ وهل هو مستعد لتسليم "اراض من الوطن" و"القيام بتنازلات مؤلمة" كما قال معناها اخلاء مستوطنات؟.

 

إن الناس الذين يزعمون أنه يعرفونه من قريب يقولون: نعم، لقد اجتاز نهر الروبيكون، فبيبي يريد أن يكون رئيس دولة يهودية ولا يريد أن يحكم ملايين الفلسطينيين. وأصبح حلمه الآن شيئا يشبه على التقريب "خطة ألون"، مع تعديلات تناسب زماننا. ويضاف الى ذلك فورا "لا" التي تميز نتنياهو: فهو سيقول "نعم" اذا وجد أمامه ناس عظام مع قرارات عظيمة. وحينها، وفقط حينها سيتخذ نتنياهو "قرارات عظيمة".

 

إنه يعتقد الآن كما يبدو أنه ليس له شركاء في مثل هذه القرارات. من هم؟ أأبو مازن؟ أبراك اوباما؟ أديفيد كامرون؟ كان السادات بازاء مناحيم بيغن، وكان عرفات بازاء اسحق رابين. فمن ذا يوجد بازاء بيبي؟ إنه "عجوز محنك لصفقات صغيرة"، كما يقول من حول رئيس الوزراء.

لكن أهم شرط عند بيبي اليوم بعد عدد لا يستهان به من السنوات في الحكم هو ألا تكون المسيرة السياسية مقرونة بانتحاره السياسي. فبيبي يريد ويتوق ويشتهي الاستمرار على أن يبقى رئيس وزراء. وثم من يقولون إنه ما زال شابا فليكن ذلك كل أيام حياته وهو ينظر حوله ويقول لو أن زعيما يساريا قام بالتنازلات المؤلمة لما خسر عالمه بل بالعكس سيُمجدونه. أما تلك التنازلات المؤلمة اذا قام بها زعيم يمين ستجلب عليه الفناء فيتحطم ويصفق اليسار.

"كلهم أبطال على حسابي"، يقولون إنهم سمعوه يقول هذا. ويجب أن نتذكر أن نتنياهو جرب من قبل خسارة لاذعة في الانتخابات وهو لا ينوي أن يعود الى الصقيع السياسي. هذا الى أنه ينظر من أعلى مقعده مثلنا جميعا الى رئيس وزراء سابق هو اهود اولمرت أُسقطت عنه كل حماية.

أصبح نتنياهو في ولاية ثالثة ولم يسجل باسمه الى الآن أي انجاز وأية حادثة مهمة في التاريخ: فقد سجل بيغن وسجل رابين بل سجل باراك واولمرت لكن نتنياهو لم يسجل شيئا الى الآن. وهو ينظر في حسد شديد الى الوراء، الى زعيمين لم يكونا جنرالين وسيدخلان التاريخ بأنهما

أمرا بقصف منشآت ذرية في العراق وسوريا وهما مناحيم بيغن واولمرت؛ فهو يريد أن يكون الثالث في هذه القائمة وأن يخلص الدولة من خطر فظيع.

 

إن بيبي وهو شخص ذو وعي تاريخي يحتاج الى صورة نصر. وهو شديد التمسك بالقضية الايرانية حتى إن الخبراء برئيس الوزراء يقولون إنه كان لا بد يتجرأ على الهجوم على المنشآت الذرية الايرانية لو علم أنه سينجح بيقين. لكن لا أحد مستعد لأن يمنحه شهادة تأمين في هذا الشأن وهو يرى نفسه زعيما حذرا. وهو لهذا في هذه المرحلة يغوص تحت الماء وينشد لنفسه وللاسرائيليين وللعالم كله لازمة الأغنية "دولة صغيرة تُفلت من أزمة"، وهو يُفلت وتُفلت الدولة على إثره. ويبدو أن الجميع ينتظرون طائرات الشبح أن تقوم بالعمل لاجلنا بيد أن هذه الطائرات ما زالت تتهرب.