خبر تقدير استراتيجي يضع ثلاث سيناريوهات لمستقبل العلاقة بين حماس وإيران

الساعة 02:21 م|25 مارس 2014

بيروت

رسم تقدير استراتيجي لمركز الزيتونة للدراسات سيناريوهات العلاقة المستقبلية المحتملة بين الجمهورية الإيرانية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في ضوء القراءة لخريطة العلاقة بين الطرفين وتقاطعاتها وتناقضاتها.
وبين التقدير الذي وصل مراسلنا نسخة عنه الثلاثاء أنه يمكن تقدير مستقبل العلاقة بينهما من خلال ثلاثة سيناريوهات، أولها عودة العلاقة إلى سابق عهدها، بما في ذلك عودة الدعم المالي واللوجستي لحركة حماس من قبل طهران.
فيما كان السيناريو الثاني انسداد أفق التواصل بين الطرفين، ووصول العلاقة بينهما إلى حالة من القطيعة التامة، أما الثالث تحول الاتصال بين الطرفين إلى مستوى علاقة "عادية" مثل العلاقات مع بعض الدول في المنطقة.
وتوقع التقدير أن تتراوح العلاقة بين الطرفين بين السيناريوهين الأول والثالث، وأن يتشكَّل مزيج منهما، وسيتحدد أكثرهما وزناً في المزيج بحسب العوامل المؤثرة المرافقة.
وأوضح أن ذلك يأتي نظرًا لحاجة الطرفين لبعضهما البعض، وتوافقهما على رزمة من المصالح المشتركة، وتشابه الموقع الجيو سياسي لكل منهما في المشهد الإقليمي الحالي. ونظراً لوجود التناقضات التي ما زالت قائمة بسبب الأزمة السورية وغيرها، فضلاً عن أن طهران تقع تحت المجهر الغربي في أثناء مباحثات الملف النووي الإيراني.
وقال إن العوامل المؤثرة في نشوء السيناريو المحتمل تعتمد على مدى اتساع الصفقة التي ستجري بين الغرب وطهران فيما يتعلق بالملف النووي، وهل ستشمل ملفاتٍ إقليمية أخرى، بما يعني اعترافاً غربياً بدور إيراني في المنطقة. وبالتالي أن تتم هذه الترتيبات على حساب علاقة طهران بحماس.
كما يرتكز على مسار الأزمة السورية والوجهة التي ستنساق باتجاهها، ومحصلة التباين الداخلي الإيراني، بمعنى أيّ التيارين (تيار روحاني، وتيار الحرس الثوري) سيكون له وزنٌ أثقل في المعادلة الإيرانية الداخلية في المستقبل، ضافة إلى ماهية الرد الغربي على خطوات التقارب المحتملة من جهة طهران مع حماس، ومدى تأثيرها على مسار التفاوض في الملف النووي.
ولا يغفل التقدير تطورات الأوضاع في الملف المصري، ومدى تصاعد التضييق على "الإسلام السياسي" في المنطقة، ومدى محاولة حشر بعض الأطراف الخليجية حماس في برامج التضييق ومحاربة "الإرهاب".
وتطرق إلى أن العلاقة بين حماس وطهران تتداخل فيها عوامل تقاطع جاذبة وداعمة لاستمرارها، وعوامل تناقض أخرى تهددها وتعمل على إضعافها.
وأوصى التقدير الطرفين أن يديرا خلافاتهما بطريقة إيجابية، وأن يركزا على ما هو مشترك بينهما، وخصوصاً في دعم قضية فلسطين ودعم قوى المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني وكسر الحصار.
وأوضح أن على إيران وحماس وبالتنسيق مع سائر الأطراف الإقليمية المعنية أن يعملوا على تنفيس الاحتقان الطائفي، لأنه يستنزف الأمة وطاقاتها ومواردها، وفي الوقت ذاته يُغيِّب صورة الصراع الحقيقية، التي من المفترض أن تكون مع الكيان الإسرائيلي.
وطالب الطرفين أن يعملا على منع التدخل الخارجي الغربي في المنطقة، وأن يسعيا لقطع الطريق على استفادة الجانب الإسرائيلي والأمريكي من الأوضاع التي نشأت بعد الثورات العربية.
ودعا إيران أن تقدم تطمينات ملموسة لدول المنطقة وشعوبها بشأن دورها الإقليمي، على قاعدة البُعد عن المذهبية والطائفية، وعلى قاعدة تحقيق شعوب المنطقة لطموحاتها وبناء أنظمتها السياسية بإرادتها الحرة.
وشدد على أن دعم قضية فلسطين وقوى المقاومة يدخل في إطار الواجب على أنظمة وشعوب المنطقة العربية والإسلامية؛ ولا ينبغي أن يستخدم كأداة ضغط على أي طرف.
وحققت العلاقات بين الجانبين قفزة نوعية بعد فوز حركة حماس بانتخابات المجلس التشريعي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتشكيلها للحكومة الفلسطينية، وأسهمت إيران بقوة في دعم حكومة إسماعيل هنية في مواجهة الحصار الذي فرض عليها.
وبلغ الدعم ذروته في أثناء العدوان الإسرائيلي على غزة في حرب في نهاية 2008 ومطلع 2009. وبطبيعة الحال لم تتوافق سياسات الطرفين دائماً خلال الفترة الماضية، إلا أنهما تمكنا من إدارة العلاقة بينهما بقدر كبير من النجاح، وتشكل بينهما ما يشبه الالتقاء الاستراتيجي.
غير أن العلاقة تعرضت لنوعٍ من البرود والتأزم بسبب تداعيات ما عُرف بـ "الربيع العربي" وبسبب الخلاف الكبير تجاه الأزمة السورية؛ وخصوصاً بعد خروج قيادة حماس من دمشق مطلع سنة 2012.