خبر نافع: القمة العربية غير قادرة على تنفيذ أي شيء حتى المصالحة الفلسطينية

الساعة 12:59 م|25 مارس 2014

وكالات

قلل أستاذ العلوم السياسية بالجامعات البريطانية الدكتور بشير نافع من أهمية الرهان على القمة العربية في الكويت لإحداث اختراق حقيقي في أي من القضايا التي تشغل بال الرأي العام العربي عامة، والشأن الفلسطيني على وجه الخصوص، وحمل المسؤولية في ذلك إلى المملكة العربية السعودية التي رأى بأنها تحاول قيادة النظام العربي بطريقة خاطئة.
وقدم نافع في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" صورة سوداوية عن الواقع العربي من حيث غياب القيادة الحقيقية التي يمكنها أن توجه العالم العربي الوجهة الصحيحة، وقال: "الوضع العربي في حالة كارثية حقيقية، والمشكلة الأساسية تكمن في غياب القيادة، أي أننا اعتدنا في السابق بوجود بعض الدول العربية ذات التأثير من شأن توافقها أن يشكل مجرى لقيادة النظام العربي الرسمي، في الآونة الأخيرة ونتيجة التغيرات التي حصلت في المنطقة العربية، حاولت المملكة العربية السعودية ملء الفراغ وقيادة النظام العربي الرسمي، لكنها للأسف عقدت تحالفات هزيلة مع النظام المصري الذي يعيش شبه حرب أهلية ومع الإمارات التي لا تمثل أي قيمة سياسية ومع الأردن الذي يعيش ضعفا اقتصاديا كبيرا، ولذلك فشلت السياسات السعودية، سواء تعلق الأمر بإيران ومحاولة عزلها، أو في المسألتين السورية والمصرية".


وحمل مسؤولية تعثر الثورة السورية إلى موقف المملكة العربية السعودية، وقال: "السياسة السعودية في سورية فشلت بسبب تراجع السعودية عن التحالف الثلاثي السعودي ـ القطري ـ التركي في أواخر العام الماضي، فقد تخلت السعودية عن هذا التحالف وأدارت ظهرها لتركيا وأصبحت تعمل لوحدها فتدهورت الأوضاع في سورية، وحاولت السعودية القضاء على الإسلام السياسي في مصر، الذي لم يكن يقود الدولة وإنما كان شريكا في الحكم، وعملت بالتنسيق مع الإمارات ضد الإسلام السياسي لكنها لم تنجح في إيجاد البديل فضعفت مصر، حتى أنه لا أحد الآن يضع أي اعتبار لها في السياسات الدولية، وهذا لم يحدث حتى في أسوأ أوضاع مصر، فأثناء الغزو الأ

مريكي للعراق عام 2003 أخذ الرئيس الأمريكي يومها جورج بوش رأي نظام مبارك واستعمل موانئها وقواعدها في حربه على العراق".
وأضاف: "محاولة السعودية قيادة النظام العربي الرسمي انتهت إلى كارثة وفقدت مصداقيتها، وانتهت إلى اتخاذ قرارات هزيلة كقرار عزل قطر وهي من نوع الاخطاء الفادحة، وهي تواجه معارضة سورية وعراقية وجزائرية".


وأشار نافع إلى أن ما يزيد من تعقيد الأمور أن السعودية لا تنظر إلى الأمور من هذه الزاوية، وقال: "المشكلة أن السعودية ترى نفسها بأنها تحاول قيادة العالم العربي إلى الصلاح والاستقرار، في الوقت الذي تقوده إلى الكارثة".


وقلل نافع من أهمية رهان الفلسطينيين على أي دور عربي لانجاز المصالحة، وقال: "أمير قطر الذي دعا إلى قمة عربية مصغرة للإسهام في إنجاز المصالحة الفلسطينية هي محاولة للدفع بالأمور نحو الفعل الايجابي، لكن للأسف النظام العربي الرسمي بالصورة التي قدمتها لا يستطيع أن يقدم شيئا إيجابيا للمصالحة الفلسطينية أو لغيرها، فالوضع العربي أسوأ مما يظن أمير دولة قطر، حتى في الموضوع الفلسطيني الذي ليس عليه خلاف عربي هو غير قادر على الاتيان بأي شيء إيجابي، وكيف يمكن فعل ذلك والسعودية تقف ضد نصف الشعب الفلسطيني ممثلا في حركة "حماس"، ومعها الإمارات العربية المتحدة والأردن؟".
ورأى نافع أن حضور الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إلى القمة يمثل شاهدا على أن حركة الثورة العربية وجهود تونس مازالت قائمة، وقال: "حضور المرزوقي إلى قمة الكويت شاهد على ما كان يمكن لحركة الثورة العربية أن تأتي به من تصالح الأمة مع نفسها وتصنع حكومة الشعب هو صاحب القرار فيها، وتمثل وطنا متصالحا مع نفسه"، على حد تعبيره.