خبر إنزلا عن السطح أيها المجنونان -هآرتس

الساعة 09:42 ص|25 مارس 2014

بقلم: نحامية شترسلر

(المضمون: إن خطة وزير المالية لبيد وخطة رئيس الوزراء لخفض اسعار الشقق في سوق السكن في اسرائيل سيئتان بالقدر نفسه وستفضيان الى ارتفاع الاسعار لا الى تخفيضها - المصدر).

 

تخيلوا أن تواجهوا حريقا كبيرا هائجا فتستدعوا جهاز الاطفاء لانقاذ ما يمكن انقاذه وتأتي سيارة اطفاء كبيرة فيبدأ العاملون فيها برش البنزين على النار. ولا تمر بضع دقائق حتى تظهر طائرة "سوبر تانكر" مذهلة في السماء فتفتح خزانها وتسكب الزيت على النار.

 

هذا هو ما يحدث بالضبط الآن مع خطتي يئير لبيد وبنيامين نتنياهو المتعلقتين بالسكن. فالاولى تزيد طلب الشقق وترفع اسعارها بذلك، والثانية تقلص العرض وتعزز بذلك مسار غلاء الاسعار.

 

تحدثت في نهاية الاسبوع الى عدد من الاشخاص الكبار في المكاتب الحكومية وكانوا قانطين جدا من خطة لبيد التي هي اعفاء الشقة الاولى من ضريبة القيمة المضافة. وقد عبروا عن أمل أن يصحو نتنياهو وأن يعود ليكون بيبي كما كان في 2003 ("السمين والنحيف"، والاصلاحات والتقليصات) وأن يمنع اجازة الخطة في المجلس الوزاري المتعلق بالسكن لأنها ليست صالحة وستفضي الى غلاء الشقق بدل ترخيصها.

 

سمعت ما أملوا وابتسمت في أسى: "يا لسذاجتكم، هل يُخيل اليكم أن يضع نتنياهو عنقه على المقصلة وأن يتولى دور "الرجل الشرير" في حين يؤدي لبيد دور "الرجل الصالح"؟ سيدع الخطة تجوز ولن يحاربها". مات بيبي 2003 منذ زمن واصبح عندنا الآن نتنياهو جديد يهتم بكرسيه بدل الاقتصاد. لكنني اخطأت أنا ايضا فأنا لم أقدر أن يأتي نتنياهو في غضون 24 ساعة بخطة سيئة منه وهي مناقصات سعر غاية.

 

إنها خطة سيئة من كل وجهة نظرت اليها منها، فالدولة ستضطر الى استئجار مئات المخمنين (الذين يبدو انهم وحدهم سيربحون من كل هذه القصة) يتنقلون بين الاحياء في انحاء البلاد ليفحصوا عن متوسط سعر الشقة في ذلك الحي، وكم يضاف أو يُنقص من سعر شقة حديقة وشقة سقف وشقة ارضية وشقة خلفية وشقة تحاذي متنزها وشقة تشرع في شارع رئيس، وشقة مع مطبخ امريكي، وشقة مبلطة بالخزف، وشقة مع مخزن ملاصق – والقائمة لا نهاية لها. وبعد ذلك ستجتمع

 

لجنة وتحدد سعر كل شقة بعد حسم 20 بالمئة من سعر السوق (وهذه مهمة غير ممكنة)، وستنشر عشرات كراسات الاسعار التي ستستتبع آلاف الاعتراضات وصفا طويلا من منتظري تلك الشقق. وسيتبين بعد ذلك أنها بنيت في مواصفات سيئة – كما كانت العادة في الاتحاد السوفييتي السابق. إن مسار اصدار سلطة الاراضي لمناقصات بيع الاراضي هو الآن طويل ومعقد وبيروقراطي بصورة مخيفة ايضا. لكن بعد أن تنفد خطة "سعر الغاية" سيوقف الاجراء والبيروقراطية الجديدان بيع الاراضي تماما، وسيزيدان في عدم اليقين عند المقاولين ولهذا سيفضيان الى تقليص العرض وارتفاع الاسعار.

 

وهناك نتيجة اخرى للخطتين وهي نشوء صف منتظرين كبير لشقة بلا ضريبة قيمة مضافة أو لشقة بسعر الغاية وهو ما سينشيء سوقا سوداء واعمال فساد. وربما يوجد بضعة آلاف من السعداء ينجحون في شراء شقة بسعر رخيص (تكون سيئة المواصفات)، لكن عشرات الآلاف لن يحظوا بذلك بل انهم سيعانون من ارتفاع الاسعار ولهذا لن يصفقوا للبيد ونتنياهو بل سيصفرون استخفافا بهما. ولن يربح لبيد ونتنياهو اصواتا في صناديق الاقتراع وسيخسران.

 

الخطتان سيئتان بقدر متساوي فهما تهربان من المشكلات الحقيقية في سوق السكن بسبب نقص في الارض المخطط البناء فيها، والبيروقراطية في التخطيط وترخيص البناء، وحواجز كثيرة تعوق انشاء احياء جديدة بسبب نقص في الشوارع والفصول الدراسة ومنشآت الصرف الصحي والماء.

 

يتنافس لبيد ونتنياهو بدل أن يشغلا انفسهما بذلك فيمن سيكون سانتاكلوز أنجح ومن الذي سيراه الجمهور افضل واحسن من صاحبه. وقد بدآ هذا الصراع في 19 آذار 2013 بعد انشاء الحكومة بيوم واحد وكله على حسابنا. أيها المجنونان إنزلا عن السطح.