خبر هل يُضاف كيري الى مسيرة الاخفاقات؟- هآرتس

الساعة 09:41 ص|25 مارس 2014

هل يُضاف كيري الى مسيرة الاخفاقات؟- هآرتس

بقلم: شاؤول اريئيلي

(المضمون: يجب أن تكون الوثيقة التي يعرضها الامريكيين حاسمة قاطعة غير مبهمة تضمن عدم تحطم المسيرة السياسية لأن تحطمها يفضي الى تأثيرات عنيفة يعرفها الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني - المصدر).

 

يفترض أن يعرض الامريكيون في نهاية آذار اقتراحهم لاتفاق الاطار، لكن يبدو أنه كلما مر الوقت قلت التوقعات بين الاسرائيليين والفلسطينيين منه. ويبدو أن الجمهور استوعب التقدير الرائج وهو أن الحديث عن اقتراح اذا قُدم فان هدفه كله اجتياز شهر نيسان الذي ينهي الاشهر التسعة التي حددت للتفاوض دون وقف المحادثات وتدهور الوضع الى العنف.

 

والفرض هو ان يطلب الامريكيون في الفترة القريبة ان يثنوا الفلسطينيين عن التوجه الى الامم المتحدة في الجلسة التي خطط لأن تكون في ايلول، وهناك من يضيفون قائلين إن الادارة الامريكية تنوي أن تجتاز انتخابات مجلس النواب في تشرين الثاني لتحرير الرئيس من ضغوط داخلية تمنعه من القاء كامل وزنه في التفاوض.

 

ولهذا تنتظرنا ثلاثة سيناريوهات اساسية. الاول اقتراح يوجز التفاهمات القليلة التي توصل اليها الطرفان الى الآن، ويعرض مباديء مبهمة للمتابعة يستطيع الطرفان معايشتها. والثاني اتفاقات

 

على موضوعات ليست الموضوعات الجوهرية، كالمياه والنقل العام معززة بسلة افضالات للفلسطينيين تمكنهم من جهة من تسويغ الاستمرار في التفاوض العقيم، ولا تضر من جهة اخرى باستقرار الحكومة في اسرائيل التي تعمل في تصميم على تعميق السيطرة الاسرائيلية في الضفة.

 

سيعبر هذان السيناريوهان الضئيلان عن رغبة امريكية في التهرب من قرارات حاسمة قاسية، وصرف نظرهم عن رؤية الواقع على الارض والاستمرار في الجري بلا نجاح بين قطرات الماء في حين أن رجاءهم كله أن يعودوا الى البيت في سلام.

 

والسيناريو الثالث إنزال اقتراح امريكي مفصل واضح يتعلق بجميع القضايا الجوهرية؛ اقتراح يطلب الى محمود عباس ان يقبل طلب ان تكون فلسطين دولة منزوعة السلاح، وان يكون مسار نقل المسؤولية الامنية في غور الاردن الى قوات دولية وفلسطينية تدريجيا ومشروطا بمقاييس تنفيذ متفق عليها، ويطلب الى بنيامين نتنياهو ان يقبل طلب ان تقوم الحدود مع الدولة الفلسطينية على خطوط 1967 مع تبادل اراض بنسبة 1: 1، أو تكون متساوية القيمة في نظر الطرفين.

 

إنه اقتراح يشمل الطلب الى عباس ان يقبل صيغة كلينتون في شأن اللاجئين – التي تعني عودة عدد رمزي لا معنى له من جهة سكانية للاجئين بحسب تقدير اسرائيل – ويشمل من جهة اخرى الطلب الى نتنياهو ان يوافق على ان تنشأ عاصمة فلسطين في شرقي القدس، وان تحدد ترتيبات خاصة للحوض التاريخي.

 

ان العرض الواضح لهذه المعايير فقط فيه طلب واضح الى الطرفين ان يكون هذا الاتفاق انهاءا للصراع وانهاءا للمطالب، وان يختتم باعتراف متبادل بان دولة اسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي وان دولة فلسطين هي الوطن القومي للشعب الفلسطيني – وان يتم الحفاظ فيهما على حقوق الاقليات كاملة.

 

يجب على الامريكيين ان يقرروا. فلو ان ادعاء "انهم لا يستطيعون ان يريدوا السلام اكثر من الطرفين انفسهما" هو الذي يوجههم فان تخليهم من البداية عن محاولات وساطتهم افضل. فقد تعلمنا من قبل ان التاثيرات المحتملة لتحطم المسيرة السياسية اقسى على الطرفين وفيها ما يهدد الاستقرار القليل الذي أحرز. فكل اتفاق اطار لا يكون حاسما سيجعل بعثة جون كيري تضاف الى مسيرة الاخفاقات الامريكية منذ كانت اتفاقات اوسلو الى اليوم.