خبر حركة فتح احتوت مخيم قلنديا بعد تسرب محاضر من لجنة التحقيق مع دحلان

الساعة 06:17 ص|25 مارس 2014

وكالات

أكدت مصادر قيادية فتحاوية وازنة من الضفة الغربية أنه تم احتواء أطر التنظيم في مخيم قلنديا للاجئين، عقب ما تسرب من بعض أوراق التحقيق في قضية النائب محمد دحلان، بعد أن طالت الإتهامات إبن المخيم اللواء بشير نافع، الذي قضى في تفجير إرهابي في العاصمة الأردنية عمان، واتهم حسب صورة لمحضر التحقيق، من قبل أعضاء في اللجنة المركزية لحركة فتح بأنه شكل ‘القوة التنفيذية’ بالضفة لخنق الرئيس الراحل ياسر عرفات، ولزعزعة قوة الأمن الوقائي، وذلك بعد أن جرى نفي ما ورد في المحاضر التي نشرتها مواقع إلكترونية مقربة من النائب محمد دحلان. وقال فهمي الزعارير نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح في تصريحات لـ’القدس العربي’ أن المشكلة التي كانت قائمة في مخيم قلنديا انتهت، وأن ‘قيادة الحركة وكوادرها استطاعوا تجاوزها على قاعدة وئد الفتن’.

وأشاد الزعارير باللواء نافع، وأكد أن له دور وطني في مرحلة بناء السلطة الفلسطينية، وأن تاريخه ‘يقدره كل أبناء حركة فتح’.

ووفق المعلومات التي حصلت عليها ‘القدس العربي’ فإن حالة من الغليان شهدها مخيم قلنديا منذ أيام، وتحديدا عقب تسرب محاضر من لجنة التحقيق التي شكلتها فتح لاستجواب النائب دحلان، قبل أن تصدر اللجنة في منتصف العام 2011 قرارا بفصله نهائيا من الحركة.

وبحسب صورة لأحد المحاضر فقد حملت إتهامات للواء بشير نافع، وهو المسؤول السابق عن ‘القوة التنفيذية’ في الضفة الغربية، وقضى الرجل في تفجير إرهابي في العاصمة الأردنية عمان في العام 2005، باتهامه بأنه شكل تلك القوة الخاصة لـ’تدمير الأمن الوقائي’، وحسب ما بين المحضر فإن تلك الإتهامات وردت على لسان كل من اللواء جبريل الرجوب، وعزام الأحمد.

وهذا الخلاف الفتحاوي الجديد هو امتداد للخلاف الناشب بين الرئيس محمود عباس، والنائب دحلان، خاصة بعد أن وجه الرئيس مؤخرا اتهامات عديدة إلى دحلان، بتلميحه عن مشاركته في دس السم للرئيس الراحل عرفات، وقتل ستة من قادة حركة فتح والسلطة الفلسطينية، والمشاركة في اغتيال قائد أركان حماس السابق صلاح شحادة، واختلاس ملايين الدولارات، حيث تبعه رد من دحلان شن خلاله هجوما مضادا على الرئيس.

وتلا تفجر الخلاف الجديد تسريب محاضر من لجنة التحقيق التي شكلت لدحلان في العام 2011، حيث احتوت على اتهامات للواء نافع.

ونشرت مواقع إعلامية مقربة من النائب دحلان، صورا لمحاضر التحقيق، وقد أشارت إلى ورود اتهامات لنافع من الرجوب والأحمد، على أنه كان يعمل ضد الراحل عرفات.

ونفت حركة فتح في بيان رسمي ما ورد في تلك المحاضر التي شككت في صحتها، غير أن تنظيم حركة فتح في مخيم قلنديا أبدى تذمرا كبيرا، عقب ورود اسم اللواء بشير نافع، وما وجه له من إتهامات، خاصة وأن الرجل كان يعتبر أحد أعمدة التنظيم في المخيم.

ونجحت على أثر ذلك شخصيات قيادية فتحاوية في تهدئة الأمور، عقب اتصالات مع مسؤولي التنظيم وفعاليات المخيم. وكان المخيم شهد خروج شبان في تجمعات كبيرة، سرعان ما تحولت إلى تظاهرات حرقوا خلالها إطارات السيارات احتجاجا على الإتهامات التي وردت في صورة محاضر التحقيق مع دحلان للواء نافع.

وحسب بيان دافعت فيه حركة الشبيبة عن اللواء نافع فقد جاء فيه ‘أن أفعال اللواء بشير نافع لن ينكرها التاريخ وهي أسمى من التعريف’، وقالت أن ما حدث هو ‘إضعاف للبيت الفتحاوي وأن من يحاول المزاودة على فتحاوية نافع سيكون في مرمى أيادي الشبيبة وأفعالها’.

ولقطع الطريق أمام العودة لما شهده المخيم، استقبل الرئيس عائلة اللواء نافع مساء الجمعة الماضي بمقر الرئاسة في مدينة رام الله.

وأشاد خلال الإستقبال بمناقب الشهيد ودوره الوطني الكبير في الدفاع عن المشروع الوطني الفلسطيني، وأكد على دور نافع ومساهماته في ‘بناء الشبيبة والتنظيم داخل صفوف حركة فتح ومقاومة الإحتلال’.

وقال عقب اللقاء نجل نافع الأكبر ‘نحن أبناء الشهيد نقف خلف الرئيس محمود عباس في الدفاع عن المشروع الوطني، ولن نسمح باستغلال دماء والدنا الشهيد بشير نافع لتنفيذ بعض الأجندات الخاصة التي تهدف إلى ضرب المشروع الوطني’.

ونفى اللواء الرجوب ما اوردته بعض المواقع الإلكترونية، من خلال الإشارة إليه على أنه وجه اتهامات لنافع، وأكد اعتزازه وافتخاره باللواء نافع.

وأشاد الرجوب في تصريح صحافي نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ‘وفا’ بالعلاقة التاريخية التي نشأت بينه وبين أسرة الشهيد نافع، وقالت إنها ‘العلاقة التي تمتد إلى ثوابت الموقف من الإحتلال ونضال أسرته وأهله وعائلته في مقاومته وإضعافه، حيث شكل بيت هذه الأسرة الوطنية المناضلة مركز استقطاب وتنظيم للعمل الوطني في مخيم قلنديا وسائر محافظات الوطن’.

وأكد على أن علاقته بالشهيد نافع هي ‘علاقة أخوة ونضال مشترك بدأ واستمر طوال سنين كفاحهما الوطني ضد الإحتلال وأعوانه’.

وأكد اللواء الرجوب في تصريحه على بطلان ما تناقلته بعض مواقع التواصل الإجتماعي وبعض وكالات الأنباء على لسانه، ونفى نفيا قاطعا ما نسب على لسانه من أي إساءة لشخص الشهيد، وطالب بـ’تحري الدقة والحذر في نقل مثل هذه الأكاذيب التي من شأنها الإساءة إلى رموز شعبنا وشهدائه وتأليب الرأي العام ضد قياداته ومناضليه’.