وجه نداء للقيادة بإنصاف قطاع غزة

حوار مفكر مصري: غزة ليست مصدر ازعاج للامن القومي المصري

الساعة 02:42 م|23 مارس 2014

غزة

وصف المفكر والكاتب السياسي فهمي هويدي القضية الفلسطينية تمر بظروف عصيبة، مؤكداً أن المقاومة هي الحامية للقضية إلى جانب تعافي الوضع الداخلي المصري.

وأكد هويدي في حوار أجراه مراسل "فلسطين اليوم" معه عبر الهاتف ، أن الشعب المصري ليس هو ما يشاع في الاعلام الذي يعبر عن وجهة نظر النظام السابق وأصحاب المصالح، موضحاً أن الشعب المصري هو الذي خرج في ميدان التحرير داعماً للانتفاضة الفلسطينية ، وخرج ضد السفارة "الاسرائيلية" في القاهرة في ثورة 25 يناير.

ولفت إلى أن الاعلام أثر كثيراً على قطاع غزة ، ولا زال حيث يزج بقطاع غزة بأنه يُدرب جماعة أنصار بيت المقدس (الجماعة التي يطاردها الجيش المصري في سيناء) وأن غزة هي مصدر إزعاج للأمن القومي المصري. داعياً حركة حماس لإشراك الفصائل في إدارة القطاع لإخراج ما هو موجود في الأذهان بأن غزة هي حماس، ولتوضيح أن غزة أكبر من أي فصيل فلسطيني بعينه.

وبشأن أزمة معبر رفح المغلق منذ قرابة الشهرين، وجه المفكر هويدي نداءً للقيادة المصرية بالنظر إلى قطاع غزة من ناحية إنسانية وإنصاف القطاع وتطهير الذاكرة من أن القطاع هو مصدر أذى للامن القومي المصري.


إليكم نص الحوار:

- بصفتك متابع للقضية الفلسطينية ، كيف تصف المرحلة الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية؟

رأيي أن القضية الفلسطينية حالياً تمر في ثلاث مستويات:

المستوى الأول: القضية الفلسطينية تراجعت أولويتها كثيراً ولم تعد القضية المركزية والأولى في العالم العربي.

المستوى الثاني: ان الثقة في القيادات الفلسطينية تراجعت لحد كبير ، والتشاتم الذي حدث مؤخراً بين الرئيس محمود عباس ومحمد دحلان فضيحة.

المستوى الثالث: الازمة المصرية: وأظن أن الأزمة معقدة جداً وسُممت الأجواء بين الطرفين (المصري والفلسطيني).

- ما الشي الذي لم يفعله الفلسطينيون ويجب عليهم فعله لتحقيق أهدافهم في التحرير؟

هناك أحد أقصى وحد أدنى، فالحد الأقصى ان يتفق الفلسطينيون ويتوحدوا وينتهي الانقسام.

والحد الأدنى، أن حركة حماس تُقدم صورة بأنها ليست كل غزة ، وأن غزة أكبر من فصيل فلسطيني بعينه ، فحماس ينبغي أن تقدم إدارة للقطاع تكون جامعة لكل الفصائل، نريد أن نفصل في الوجدان بين حماس تقود المقاومة وليس السياسة.

اذا استطاعت أن تقدم حركة حماس إدارة جامعة للصف الوطني الفلسطيني سيكون هذا الحد الأدنى ويغير من الأذهان ان القطاع كله حماس.

- ولكن حماس دعت الفصائل للمشاركة في ادارة القطاع أكثر من مرة ولم يستجب أحد لدعوتها؟

هذا ايضاً حدث مع الرئيس المعزول محمد مرسي، وكأن هناك أطراف حريصة على إفشال الإدارة أكثر من حرصها على إدارة الشعب الفلسطيني للقطاع. أنا كنت قلت في ناس يكرهون الإخوان بأكثر مما يحبون الوطن. وهناك أيضا ناس يكرهون حماس بأكثر مما يحبون القضية.

- الوضع العربي بكامله يعيش أوضاع داخلية صعبة.. ما أثر ذلك على القضية الفلسطينية ؟

أظن أنه في هناك عنصران يحملان القضية الفلسطينية.

الحامي الاول، هو المقاومة الفلسطينية، وقلت أن المقاومة لها مستويان، مستوى أن تنتصر والمستوى الثاني أن لا تنكسر (لا تنهزم) ، وأظن أن حركة حماس لم تنتصر لكنها لم تنهزم. فهي صدت الاحتلال ورفضت الاستسلام ... إلخ. ولذلك فحامل وحامي القضية الفلسطينية هي المقاومة.

الحامي الآخر الذي ياتي بعده هو تعافي الوضع الداخلي المصري.

والاثنين لديهم مشاكل ، الحقيقة أن الناس يدفعون الثمن كما أن المقاومين يدفعون من دمائهم ثمن الصمود فالناس يدفعون معيشتهم نفس الثمن ، الكل يدفع ثمن الأزمة بدرجة متفاوتة.

- غزة – تعيش ظروف صعبة ومعبر رفح مغلق منذ شهرين على التوالي أمام الحالات الانسانية والمرضى والطلبة وحملة الاقامات باستثناء فتحه أمام سفر المعتمرين.. ما الرسالة التي توجهها للقيادة المصرية لحل أزمة معبر رفح ؟

الحقيقة في بنود متعددة بند منها يتعلق بالحقوق الانسانية للشعب الفلسطيني والقطاع .. وبند منها يتعلق بإنصاف القطاع وتطهير الذاكرة من أن القطاع هو مصدر أذى للامن القومي المصري. الآن هناك أطراف تسعى للزج بقطاع غزة وكأنه هو مصدر الأذى للأمن القومي المصري، وأخيراً يتسرب عبر الاعلام بان جماعة أنصار بيت المقدس يتدربون على السلاح في قطاع غزة، ولذلك لابد من التعامل بإنصاف مع الموضوع لأنه موضوع خطير.

تمنيت ودعوت دائما ليس الدفاع عن حماس ، ولكن على الأقل إنصاف حماس والقطاع بحيث يبرؤوا من التهم الذي تلاحقهم وتعبئ الناس (المصريين) بمشاعر سلبية تجاه حماس والقطاع والقضية الفلسطينية.

- ماذا تقول لمن يستخف بالمقاومة الفلسطينية من الكتاب والصحافيين.. والذين في الغالب لا يعرفون موقع غزة وفلسطين على الخارطة؟

إن هذا انعكاس لسياسة بعض الأنظمة العربية وهو جزء من تدهور النظر السياسي ، أنا قُلت عن هذه الصواريخ (الصواريخ التي أطلقت مؤخراً في عملية كسر الصمت) هي لم تطلق لتقتل ولكنها أطلقت لتحذر "اسرائيل".

أنا عاوز أقول أن هؤلاء الكتاب للأسف لا يمثلوا الضمير العربي، وإنما يمثلون سياسية الانظمة العربية بأكثر ما يمثله الضمير.

ويوم أن يكون الكتاب معبرين عن الضمير ستتغير هذه الصورة.

- كيف يمكن تغيير نظر المصريين تجاه الفلسطينيين بعد ما تعرضوا له من حملات إعلامية ؟

الشعب المصري يتشكل ، اتفهم هذا وأقاومه بشدة ، الشعب في حقيقته ليس هذا الذي تراه في الإعلام، ولا تنس أن أول خروج في ميدان التحرير كان مع الانتفاضة الفلسطينية.

وحتى في ثورة 25 يناير توجهت الجماهير المصرية للسفارة "الاسرائيلية"، فهذا الشعب قبل أن تتشوه المدارك ويجري غسيل دماغ له من شبكات الاعلام التي تعبر عن النظام السابق وشبكات المصالح أكثر مما تعبر عن الشعب المصري.

هل تتوقع أن تمر الانتخابات الرئاسية المصرية بسلام ودون مشاكل ؟

أظن أنها ستمر بسلام. لكن أنا باتمنى أن تكون الانتخابات ، لأن السياسة مؤجلة في مصر وأتمنى أن تعود السياسية لمصر بعد الانتخابات، فالامن هو الذي يتحرك الآن.