محدث « هنية » يدعو لتحقيق وطني باغتيال الرئيس عرفات والقائد شحادة

الساعة 12:18 م|23 مارس 2014

غزة

هنية: حماس والحكومة ليس طرفا ولا ترغب ان يقحمها أحد في الخلافات الداخلية لحركة فتح

هنية: تهديدات العدو ولت إلى غير رجعة

هنية: كل ما أذيع من اتهامات لحماس في التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية عارٍ عن الصحة

هنية للعدو: المقاومة تمتلك أكثر مما تقدرون 

وجه رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة اسماعيل هنية خلال امهرجان نظمته الحركة في ذكرى اغتيال مؤسس الحركة احمد ياسين باسم (الوفاء والثبات)، وجه خلالها رسالة إلى حركة فتح أكد فيها أن "الحركة والحكومة الفلسطينية ليست طرفا ولا ترغب أن يقحمها أحد في بعض الإشكالات أو الخلافات الداخلية في حركة فتح، "وفي ذات الوقت فإن مصلحتنا ومصلحة قضيتنا أن تكون فتح موحدة وكل القوى الفلسطينية كذلك وأن تكون جبهتنا موحدة حتى نكون أقدر على مواجهو العدو".

وقال :" بشأن ما أذيع من ملفات تتعلق بملفات اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات والقيادي في كتائب القسام صلاح شحادة، قال هنية: "الحل ألا ينحصر التحقيق والمعالجة في إطار حركة فتح وحدها بل في الإطار الوطني العام، لذا ندعو لتشكيل لجان تحقيق وطنية في هذين الملفين، دماء شحادة دماء غالية ودماء عرفات دماء غالية على كل فلسطيني كما كل دماء شهداء شعبنا".

هذا وأكد هنية لأمتنا جميعا ما سبق تأكيده من أن حماس لا تتدل في شأن أحد من الدول، لا مصر ولا سوريا ولا غيرهما من الدول العربية المحيطة، وقال: "ليس لنا أي دور أمني أو عسكري لا في سيناء ولا في أي مكان من أرض مصر العزيزة".

وزاد "حماس حركة تحرر وطني فلسطيني، معنية بقضيتها الفلسطينية كما يهمها أحوال أمتها ترغب وتحرص أن تكون  بعافية وقوية وموحدة من أجل فلسطيني والقدس، معنية بقضيتها إلى جانب شركائها في الساحة الفلسطينية".

وقال: "إن كل ما وجه للحركة وكل ما نسمعه عبر وسائل الإعلام من اتهامات هو أمر عار عن الصحة مطلقا، وبالتالي ندعو للخروج من دائرة الاتهامات التي لا أساس لها والتوقف عن شيطنة حماس وغزة والفلسطينيين تحت تلك الذرائع، والتوقف عن معاقبة أهلنا في غزة، يجب أن يتوقف عقاب أهل غزة".

وتساءل "لماذا تعاقب غزة ألأنها صمدت؟ ألأنها انتصرت على المحتل، ألأنها تصنع من رفات الشهداء رايات النصر والتحرير؟ ألأنها قالت لا لإسرائيل؟ ألأنها رفعت البندقية؟ ألأنها صمدت وتصمد في وجه العدوان؟ ألأنها تريد أن تحرر القجس؟ ألأنها انحازت إلى خيارات الأمة؟".

وشدد على أهمية "المبادرة سريعا لكسر الحصار وفتح معبر رفح، ونحن حريصون على مصر الشقيقة العزيزة، مصر العروبة مصر الإسلام مصر التاريخ والجغرافيا، مصر الأخ والجار والشقيق الأكبر، نؤكد حرصنا على مصر وعلى كل دولنا العربية وأمتنا الإسلامية".

وقال: "سيبقى العدو الصهيوني هو العدو المركزي الرئيس لأمتنا وشعبنا، لا تغيير في الأولويات ولا تبديل في الأجندات،

وندعو الامة رسميا وشعبيا مع التقدير لهمومها إلى إعطاء قضية القدس والأقصى ما تستحقه من اهتمام وجهود وتحرك".

وبشأن التهديدات الصهيونية باعادة احتلال قطاع غزة، قال هنية مخاطبا الاحتلال الصهيوني: "إن تهديداتكم لغزة وأهلها قد ولت إلى غير رجعة، وإن المقاومة الفلسطينية تخفي لكم أكثر مما تقدرون".

وأكد أن "أي عدوان أو حماقة يرتكبها الاحتلال ستكلفهم غاليا، وإن دم الياسين ما زال في رقبتكم أيها الصهاينة".

وأضاف "لقد كنسناكم من غزة يوم لم يكن بأيدينا إلا القليل من السلاح، وحينما كنتم تجثمون على صدورنا في زنازين السرايا بغزة، أما اليوم فإننا والحمد لله، بالله أقوى، فقد تطورت مقاومة شعبنا أضعافا مضاعفة وقويت المقاومة أضعافا مضاعفة، وما خفي عنكم أكبر مما تقدرون".

وشدد على أن "أمتنا اليوم وإن سال دمها في غالبية الساحات فقد نفضت عنها غبار الوهم وسترون منها ما يذهلكم، ثقتنا بالنصر كبيرة، فهذا قدر الله لنا، ونحن من سينفذ الله بنا قدره، وسيقف معنا في ساحات النصر من وقف معنا اليوم وفك عنا الحصار".

ولفت إلى أنه "شاء الله أن نقيم هذا الاحتفال وتقع أحداث كبيرة بين يدي هذا اليوم المشهود، وهذا المهرجان العظيم، جنين فجر أمس كانت على موعد مع القسام والمقاومة، موعدها مع الشهادة والريادة، ما جرى في جنين كان يتزامن مع لحظة استشهاد الشيخ أحمد ياسين".

وشدد على أن "هذه الملحمة تعطي الدرس لكل من يدب على أرض فلسطين وخارج أرض فلسطين أن الشهادة والمقاومة هي الطريق لاستعادة القدس والأقصى".

وزاد "ما جرى في جنين أمس يؤكد أن شعبنا الفلسطيني يتوحد بالمقاومة وتشتته المفاوضات، ويتفرق بالمساومة، لا وحدة على المساومة، لا وحدة على التفريط، ولا على التنازل، هذه رسالة الدم أمس، وهذه حقيقة شعبنا، يتوحد في الرجولة والمقاومة وفي مواجهة الاحتلال".

وقال: "اليوم تخرج غزة عن بكرة أبيها كأنها ترد على جريمة جنين، تقف شامخة أمام عظمة المقاتلين في جنين القسام، وكأن غزة تقول اليوم لأهلنا في الضفة نحن معكم معركتكم هي معركتنا والألم واحد والمصير واحد".

وأضاف أن "الأنفاق تدشن اليوم استراتيجية جديدة في الصراع مع العدو، من الأنفاق، من تحت الأرض، من تحت الأرض ومن فوق الأرض ستخرجون أيه المحتلون، لا بقاء لكم على أرض فلسطين".

وأكمل "هؤلاء الرجال الذين يواصلون الليل بالنهار، بالدم والعرق، يؤكدون أن خط الياسين خط أصيل ثابت، يؤكد تلامذة الياسين اليوم أنهم يواصلون الطريق، وأنهم يعرفون الوسيلة ويعرفون الهدف".

وقال هنية: "يظن البعض أن الهدوء الذي يخيم على غزة هدوء الضعيف المستكين الذي له حسابات ضيقة، لكن الرد كان سريعا أن غزة بركان ثائر وأنها قادرة أن تصنع الانتصار".

وتابع أن "ما يجري في ساحتنا دليل ساطع على أن غزة اليوم وهي تخرج وفاء لكل هؤلاء القادة، غزة كلها مقاومة، والضفة كلها مقاومة، وشعبنا في كل مكان كله مقاومة".

وحول التحديات التي تمر بها القضية قال هنية: "إننا كشعب فلسطيني نمر بتحديات صعبة لكننا لسنا مأزومين، وقد خبرنا الصعاب والتحديات، وهذه المرة ليست الأشد، وها نحن اليوم نحتفل بذكرى الشهداء وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين، الشيخ المعجزة".

وقال: "من الشلل تنطلق حماس، ومن العجز ينهض مارد القسام، ومن الجوع نصنع الصمود والثبات والتحدي، ومن الألم ننسج الأمل، ومن العدم نصنع تواضع الرعب، ومن الركام نزلزل تل أبيب، بأظافرنا نحفر الصخر ونصنع المستحيل".

وأكد على أن "ما نتعرض له له هدف واضح هو أن نتخلى عن الثوابت وعن المقاومة، أو ضغط الشعب لإشعاره أن فاتورة التمسك بالثوابت أكبر من طاقته وليسقط المقاومة، لكن هذه الجماهير التي خرجت اليوم دليل أن غزة كلها مقاومة".

وأضاف "اليوم هذه الجماهير ترد على الحصار وحملات التشويه ومحاولات إخضاع غزة وفلسطين، الجماهير اليوم تقول لكل المتآمرين يجب أن تعيدوا الحسابات، نحن قوم لا تجدي معنا هذه اللغة وهذه الأساليب".

وأكمل "نحن قوم إذا كان قراركم الحصار فإن قرارنا هو الانتصار، وإذا كان القرار تركيع غزة والشعب فقرارنا هو أننا لا نركع إلا لله، وعلى كل صانعي القرار داخل وخارج فلسطين أن يلتقطوا رسالة هذا المهرجان، نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة، نعشق الشهادة على ما مات عليه القادة كما يعشق الآخرون الكراسي، خذوا كل الكراسي وأبقوا لنا الوطن".

وشدد على أن "كل ذلك الاستهداف لقضيتنا يستوجب علينا في كل القوى الوطنية والإسلامية كأبناء شعب وأمة أن نقف مليا لتقييم الوضع، ودراسة هذه الهجمة العنيفة، للوقوف أمام مسئولياتنا والأمانة التي نحملها من وراء هؤلاء الشهداء".

 وقال: "إننا انطلاقا من إيماننا العميق بعدالة قضيتنا وأننا أصحاب الحق وأصحاب الأرض الحقيقيين وثقة بالله والنصر والأمل نرى أن الطريق والخيار والاستراتيجية الحقيقية والفاعلة والوحيدة لتغيير واقعنا تحت الاحتلال والتقدم على طريق التحرير والعودة تكون من خلال: أولا إنهاء الانقسام وبناء وحدتنا الوطنية ونظامنا السياسي في إطاري السلطة ومنظمة التحرير على قاعدة الانتخابات والشراكة لنكون شركاء في سلطة واحدة ومنظمة واحدة وقيادة واحدة".

والأمر الثاني، حسب رأيه، وقف المفاوضات مع العدو، وعدم تمديدها تحت أي سبب أو ذريعة، وقال: "باسم هذه الاستفتاء ندعو المفاوض الفلسطيني إلى الانسحاب من هذه المسيرة العبثية وعدم تمديد المفاوضات، فمسار المفاوضات عقيم ثبت فشله ولم يحقق لنا أي إنجاز، بل يخدم عدونا".

وشدد هنية على أهمية العمل سريعا من أجل بناء استراتيجية وطنية مشتركة نبنيها معا ونجمع لها كل أوراق القوة وعلى رأسها المقاومة المسلحة وكل أشكال النضال ونتحرك بها على الأرض على كل الصعد، ونتوافق فيما بيننا على مختلف محطاتها وتكتيكاتها ونكون شركاء في القرار السياسي الوطني الذي هو أكبر وأخطر من أن ينفرد به أحد".

وفي حديثه عن المهرجان، قال هنية: "إنه لشرف عظيم لنا أن نتحدث في هذا اليوم المشهود عن قادتنا وأساتذتنا الذين سكنوا في القمم وصنعوا المتغيرات، وأعادوا بناء المعادلة، الذين قادوا هذا الشعب في مراحل الإعداد الفكري والعقدي، إلى مراحل الجهاد والمقاومة المسلحة".

وأضاف "إنه لشرف عظيم لنا أن نقف في مقام الأساتذة الكبار، القادة العظماء، الذين أعادوا كتابة التاريخ، الذين كانوا البداية، وسيكونون النهاية بالنصر والتحرير".

وتابع "هؤلاء المجاهدون كانوا أول الحلقات، وتواصلت من بعدهم قوافل الشهداء، واليوم غزة إذ تخرج عن بكرة أبيها في هذه الساحة، تخرج وفاء لهذه الدماء الطاهرة، وثباتا على طريق الشهادة والمقاومة، وتخرج إصرارا وتحديا لهذا الحصار وللمحاصرين".

وقال هنية: "أستطيع أن أقول اليوم بفضل الله ومن قلب هذه الحشود، من بين الرجال والنساء الشباب والصغار والكبار، من بين القادة والجند ممن هم فوق الأرض وتحت الأرض، نقول اليوم غزة ليست محاصرة ولكنها محاصرة".