خبر لغز «نصف جثة»:«إيمان».. اختفت منذ 5 أشهر وعثروا عليها بلا رأس أو أطراف

الساعة 03:33 م|22 مارس 2014

وكالات

13 عاماً من الأسرار في حياة إيمان.. كانت أسرارها بمذاق مأساة صنعتها العنوسة عقب تخرجها في كلية الآداب، وحتى رحيلها عن الحياة بنصف جسد.. هكذا عاشت إيمان في دوامة من الأسرار، تحايلت على عنوستها بالزواج العرفي، وبددت حزنها في طاحونة العمل، وانتهت حياتها بلغز كبير.. قُتلت وذُبحت ومُثل بجثتها دون أي دليل يقود إلى قاتلها.

صارعت إيمان الحياة وحفرت لنفسها مكاناً بين مندوبي شركات الأدوية بالدقهلية بعد أن تعذّر عليها العمل في تخصصها.. راودتها كوابيس الوحدة والعزوبية بمرور الأيام، وفى لحظة ضعف قررت الزواج من صيدلي عرفياً على أمل أن يعلن زواجهما الشرعي بعد فترة.. لم تشارك الفتاة أهلها في سرها المدفون.. وأخيراً عثرت الشرطة على جزء من جسدها دون الرأس والأطراف.

«ياريت أقدر أبكى.. من شدة حزني على بنتي.. الدموع اتحجرت في عيني.. من يوم ما شفتها جثة من غير رأس أو دراعين أو رجلين.. 5 شهور وأنا بأنتظر ترجع لحضن أمها ولما رجعت كانت مقتولة»، هكذا تحدثت ستهم عباس أحمد بدر، 69 سنة، من قرية كفر طنبول القديم مركز السنبلاوين بالدقهلية، لتصف رحلة بحثها عن نجلتها التي فقدتها منذ يوم 27 أكتوبر 2013 ولم تعثر إلا على جزء من جسدها منذ أيام.

لغز نصف جثة

في مشهد ساده الحزن والحسرة تجمع أهالي القرية في منزل الضحية إيمان المغاورى مصطفى «37 سنة» ليشيعوا ما تبقى من جسدها، يتبادل المعزون أحاديث جانبية عن أدبها وخلقها وجمالها.

قالت والدة الضحية لـ«الوطن»: «بنتي حاصلة على ليسانس آداب وعملت مندوبة مبيعات أدوية بشرية وطول عمرها في حالها وقبل اختفائها اتصلت بي وقالت أنا عند وفاء صاحبتي وشربت فنجان شاي ومرهقة جداً ورجليَّ مش شايلانى وهاشرب فنجان قهوة وأنام هنا عند صاحبتي وأرجع للبيت الصبح، وكانت آخر مكالمة لها فلم تعد للبيت، سألت عليها في كل مكان وعند صاحبتها وفاء، لكن فوجئت بردها إنها مخاصمة بنتي من شهور ولم ترها مطلقاً، ولم يكون أمامي سوى أن أحرر محضراً بمركز شرطة السنبلاوين باختفاء بنتي برقم 16008 إداري السنبلاوين لسنة 2013».

وأضافت: لم نتوقف عن البحث عنها وبحثنا في حجرتها فكانت المفاجأة: عقد زواج عرفي بتاريخ 2/2001 يعنى من 13 سنة من صيدلي بمدينة السنبلاوين يدعى علاء وبجوار عقد الزواج صورة إيصال أمانة بمبلغ 150 ألف جنيه وكارت ميمورى مسجل عليه مكالمات مع الصيدلي تطلب منه إعلان زواجهما، وهددها بالقتل وقال لها «لسانك هاقصه» و«اطمنى والله هاريحك» وكان يتحدث لها في المكالمات كلام الأزواج ثم أراحها من الدنيا كلها.

وتابعت: «الصيدلي تخلص منها ومزق جسدها، وبعد شهرين من البحث عنها فوجئت باتصال تليفوني من مركز الشرطة أنهم عثروا عليها فهرولت إليهم ظنا أنها لا تزال على قيد الحياة فأرسلوني إلى مركز شرطة المنصورة واستقبلني الرائد رامي الطنطاوي «رئيس المباحث» وقال إنهم عثروا على جثة مجهولة ويمكن أن تكون بنتي، ودخلت عليها المشرحة لم أجد غير «جذع» بدون رأس أو أطراف، ولكنى عرفتها من ملابسها الداخلية وطلبت نعمل تحاليل، لأن قلبي حس إنها بنتي وقلت دي بنتي لكن كانت حاجة بشعة، أنا من وقتها وأنا باخاف من الظلمة وباخاف من البيت لأن اللى قتلها لو يهودي مش هايعمل فيها كده ويقطّع بنتى بالصورة البشعة دى.

وأضاف مصطفى «شقيق الضحية» حاول البعض أن يقنعونا أن الجثة ليست لأختي، وأن التحاليل ستكلفنا الكثير ولن نصل لشيء، ولكننا عندما ذهبنا للمستشار محمد عطا رئيس نيابة مركز المنصورة وأكدنا له أنها شقيقتس قام بإصدار أمره بتحمل النيابة تكاليف التحاليل وطلب من الأسرة جميعا أنا ووالدتي وشقيقتي حبيبة وهناء عمل تحليل «DNA» ولأننا ناس غلابة لم تظهر نتائج التحاليل إلا بعد 3 شهور والتي أكدت أن الجزء الذي عثرنا عليه هو لشقيقتي إيمان».

وقال: أخذنا جسدها على كرتونة وحتى نظهر أمام أهل البلد أنها جثة كاملة قمنا بوضع «مخدة» في الكفن مكان الرأس ووضعنا بنطلون مكان الرجلين وفوجئنا عند الغسل أنها منشورة بمنشار من فوق الحوض ومن أسفل الرقبة.

ورغم أننا لم نحصل على باقي جسدها ولا نعلم أين هو فإن مباحث السنبلاوين توقفت عن البحث عنه ولم تستجوب الصيدلي أو زميلتها وفاء، رغم أننا اتهمناهما في المحضر الرسمي ولم تستدعهما النيابة ولدىَّ إحساس بأن دم أختي راح هدراً.