خبر قمة فلسطينية في مخيم جنين ..د. بسام رجا

الساعة 09:05 ص|22 مارس 2014

إعلامي فلسطيني

إلى الصدارة مخيم جنين – وحالة الاستنفار لعقد القمة العربية في الكويت على قدم وساق.

ستعقد القمة في دورتها الخامسة والعشرين يومي 25 و26 مارس الحالي، وستجمع القمة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية والقادة من مختلف أنحاء العالم العربي..,والمشهد يقول: إن  القمة الفلسطينية  تعقد في مخيم محمود طوالبه  بطل المواجهة في 2002 - المخيم المستباح من  قوات الاحتلال وعلى مرأى من سلطة الحكم الذاتي يدافع عن كرامة هدرتها  اتفاقات أوسلو التي شرعت الاستباحات اليومية لقرانا ومدننا في الضفة الغربية.

بعد عودة السيد محمود عباس من واشنطن والحديث عن ضمانات أميركية وتمديد مهلة المفاوضات, لم تتوقف الاقتحامات الصهيونية لمدننا وقرانا,بل ترافق ذلك مع صدور قرارات استيطانية جديدة بإقامة 2800 وحدة استيطانية في الضفة الغربية التي شُركت بالمستوطنات وقطعت أوصالها بجدار الاغتصاب المبارك أوروبيا وأميركياً.والسلطة تتحدث عن اختراقات مهمة,لا نعرف طبيعة هذه الاختراقات التي تسوق.

حارة"الدمج" كانت  فجر 22- 3مسرحاً للدبابات الصهيونية وأرتال الجنود من وحدة "يمام" الذين لاحقوا المجاهدين الفلسطينيين – وارتقى ثلاثة شهداء  بعد مواجهات عنيفة من سرايا القدس والأقصى وعز الدين القسام وجرح أكثر من (15) فلسطينياً- وسنسمع تنديداً من السلطة إن صدر..,الحريصة على الاتفاقات الأمنية وحرفية تطبيقها في ظل تطبيع رسمي عربي مع كيان الاحتلال الذي تُشرع أمام إرهابيه أبواب المؤتمرات الاقتصادية العربية.

في الصورة أيضاً حالة من الانقسام الفصائلي وشد الحبال – في الوقت الذي هزت فيه صواريخ " سرايا القدس" الأمن الصهيوني وأعادته إلى مربع التدقيق في معادلة الرعب القادرة على امتلاك زمام المبادرة في حال فكر باستهداف المجاهدين وأهلنا,ولم نسمع سوى تصريح رئيس السلطة  مندداً بإطلاق الصواريخ..,وهذا بحد ذاته يشجع على إدارة الظهر من قبل كيان الاحتلال لأي اتفاق ما لا يؤسس على ضمانات أمنية وملاحقة المجاهدين في الضفة الغربية التي  تشكل هاجساً للاحتلال,وإن وصل إلى حد التفاخر أن الضفة آمنه – وقد أكد ذلك مسؤولين أمنيين  صهاينة كثر.

اليوم يعيد اقتحام مخيم جنين ذات الأسئلة المركزية عن الاتفاقات الأمنية أولا.., وصفقات التفاوض التي ستنتج "دولة" كما تطرح السلطة في خطابها السياسي فلسطينياً وعربياً وعالمياً.

المراقب لمسار التفاوض ومراحله في العشر سنوات الأخيرة  يسجل أن ما حققه الاحتلال على أكثر من صعيد يتجاوز المعقول..,فعلى صعيد الأمن ومفاوضاته السرية نجح بالتعاون مع  السلطة في أن يجهز على أي نشاط لقوى المقاومة_ وبالتالي ملاحقة أي مجاهد وزجه في  السجون,أو اعتقاله من قبل الاحتلال – أو استشهاده,وهذا يكاد يكون شبه يومي في الاجتياحات الصهيونية لقرى ومدن فلسطينية.فمشهد الجنود الصهاينة ومعهم قوات خاصة من السلطة في بيت لحم مثلاً يشي بكثير من خبايا التنسيق الأمني الذي تجلى في جنين وغيرها وملاحقة الخلايا المجاهدة وبمباركة أو اشتراك من القوات الخاصة في السلطة_ وأحياناً تقديم الدعم اللوجستي الذي تحتاجه.وهذا غيض من فيض وكل ذلك محكوم باتفاقات سرية ولقاءات يوميه بين ضباط من السلطة وحكومة الاحتلال.

التنسيق الأمني بالنسبة للاحتلال هو أحد ثمرات أوسلو الذي لا فكاك منه إذا أرادت السلطة تتنفس في الضفة وفق الحد الأدنى..,ولا تنصل منه لأنه يعني ضرب أي اتفاق سياسي مقبل.

إذاً نحن أمام واقع فاضح لسلطة تتحدث عن التشبث بالثوابت,فما هي الثوابت التي تروجها في إي اتفاق برعاية أميركية؟.

هل الثوابت في هدر الدم الفلسطيني في مخيمات شعبنا في الضفة والاغتيالات في غزة وإسقاط حق العودة؟.

يبدو أن السلطة في رام الله أصبحت أسيرة تفكير اقتصادي,أكثر منه وطني وهي تبحث عن إطالة عمر المفاوضات,والحديث يتواصل دون أي مرتكزات واقعية عن "القدس الشرقية" حسب توصيفها عاصمة لدولة فلسطين والاستيطان ارتفع 3 أضعاف في السنوات الأخيرة,ووصل عدد المستوطنين في الضفة إلى 750  ألف مستوطن بما فيها في القدس.

كيان الاحتلال يؤكد على لسان رئيس وزرائه أن أي أتفاق هو نهائي واعتراف بيهودية الدولة,وشطب حق العودة والقدس موحدة, والسلطة تتحدث عن اختراق في المفاوضات.

مفاوضات الاجتياحات والانتهاكات والتدمير تؤكد أن الاحتلال ماض في مشروعه التهويدي والتدميري,وقد خبرت السلطة وشعبنا ذلك.

صواريخ " كسر الصمت" هي التي تمثل شعب فلسطين,وإرادة المقاومة وحدها تعبر عن هذا الدم المسفوح..ما حصل في جنين اليوم هو صورة أو "بروفة"عما هو قادم من مجازر,ما لا تتوقف السلطة عن صمتها وتنسيقها,ومراهناتها على مفاوضات جلبت الكارثة لقضيتا الفلسطينية.

الضفة الغربية ومعها كل بقعة فلسطينية تغلي ...والدم الذي انساح في جنين سيفتح المشهد على كل الاحتمالات.