خبر تفاصيل اللقاء « العاطفي » بين كيري وعباس مع اللوبي اليهودي

الساعة 09:38 ص|20 مارس 2014

القدس المحتلة

استخدم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سحره الشخصي، وهو يأخذ الرئيس محمود عباس من يده إلى اجتماع مغلق، مع رموز وقادة منظمة إيباك الصهيونية، بعد اجتماع مع الرجل مرتين، الأولى برفقة الرئيس باراك أوباما والثانية برفقته شخصيا.

في الإجتماع مع إيباك ركز كيري على خطبة مختصرة هادفة، طالب فيها أركان اللوبي اليهودي بوقف الضغط على عباس فيما يختص بملف «يهودية الدولة». كيري وصف عباس في هذا الاجتماع بمفردة «صديقكم»، وطالبهم بمساعدته على حفظ ماء الوجه مع شعبه، عبر التوقف عن مطالبته بالموافقة على يهودية دولة إسرائيل.

بالسياق نفسه اوضح كيري بأن قرار مجلس الأمن رقم 181 الخاص بالقضية الفلسطينية يتضمن ذكر عبارة «يهودية إسرائيل» ودولة اليهود 33 مرة وهو بهذه الحالة- أي القرار- يشكل قاعدة عمل ستمنح إسرائيل الحق في تسمية نفسها بدولة يهودية ضمن قرارات المرجعية الدولية وليس بتصريح فلسطيني.

كيري سأل الحاضرين في إيباك: الفلسطينيون إذا لجأت إسرائيل للشرعية الدولية لن يعارضوا مبدأ يهودية الدولة، مشيرا الى ان الالحاح على عباس تحديدا في هذا المجال يحرج أصدقاء عملية السلام.

في السياق تم إبلاغ عباس في وزارة الخارجية الأمريكية بأن الوزارة شكلت فريقا من خبيرين، سيكلفان بإعداد خرائط متعلقة بالجزء الفلسطيني من القدس، وبتبادل الأراضي ضمن نطاق المستوطنات على أن تكون منطقة «بيت حنينا» هي الجزء المعني بإقامة مقرات لحكومة الدولة الفلسطينية بموجب مقترحات مشروع كيري.

عباس أفاد بانه يفضل منطقة «شعفاط» وحي أبو ديس على اساس وجود مقرات أصلا لفلسطين في هاذين الحيين، لكن عباس والوفد المرافق لمسوا في واشنطن أن كيري حسم الأمر على اساس ان الإدارة الأمريكية تفضل العمل على «بيت حنينا».

إضافة لذلك تقرر على هامش لقاءات عباس في واشنطن إلتزام إسرائيل بالإفراج عن 29 أسيرا يشكلون الدفعة الرابعة في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، مصرا على أن يكون بين هؤلاء «15» أسيرا من عرب عام 1948 ترفض إسرائيل شمولهم وتعتبرهم إسرائيليين ولا يحق للسلطة الفلسطينية المطالبة بإطلاق سراحهم.

تل ابيب حسب المعطيات تريد تبادل هؤلاء الـ «15» أسيرا بالجاسوس الإسرائيلي بولارد، وفي إطار تفاهم ثنائي مع الإدارة الأمريكية لا علاقة للفلسطينيين به، لكن عباس يعتبر الدفعة الرابعة من الأسرى خطوة أساسية ومهمة جدا ستساعد في عملية السلام.

على أساس هذه المجريات يمكن القول أن الرئيس عباس سيركز بعد عودته إلى رام الله، وخلال استقبال الجماهير له في استعراضات بالشارع على منجزين تفاوضيين ضمن سياقات سعي الأمريكيين لمساعدته، وهما الإعلان عن الدفعة الرابعة من الأسرى، والأهم الإعلان عن عدم موافقته على مبدأ «يهودية إسرائيل» ، ما يكرس صورة الصلابة عند السلطة الفلسطينية.

بالسياق تتجه الأنظار دبلوماسيا إلى « إعلان مهم» سيقدمه الرئيس باراك أوباما شخصيا على هامش زيارته المقبلـــــة للمنطقة، ويتـــعلق بالقضية الفلسطينية، ويفترض بالقمة العربية التي ستعقد بالكويت ان توفر الغـــطاء لتنازلات عباس، أو للعملية السياسية التي تم إنضاجها باللقاء الأخير في واشنطن.