خبر غزة: كيف أنقذ الشرطي إيمان وطفلها من السرقة..؟

الساعة 08:17 ص|20 مارس 2014

غزة

خرجت الصيدلانية إيمان مذعورة خارج الصيدلية التي تعمل بها لا تملك سوى الصرخات لتعبر عن موقف تتوقف معه القلوب وتتشنج أمامه الجوارح.

كانت الساعة تشير إلى العاشرة صباحاً عندما دخل ذلك الذئب البشري ذو العيون الملونة والقامة الطويلة لصيدلية "الوحدة" غرب مدينة غزة ليستفسر عن سعر الدواء الموجود داخل "الروشتة" التي بيده ويغادر بعد أن رصد بأعينه الماكرة مكان جريمته القادمة.

ساعة مضت حتى عاد ذاك الذئب وفي عقله "تدبير إجرامي", أعطى الصيدلانية "الروشتة" من جديد وطلب منها أن تصرف له الدواء الموجد بها, لفتت الصيدلانية إيمان ظهرها لتحضر الدواء المطلوب من "الخزانة" المخصصة للدواء المطلوب.

الصيدلية خالية من الزبائن.. طفل صغير يجلس خلف مكتب الصيدلية بيده أشياء صغيره يلعب بها يبدو وكأنه طفلها, أفكار شيطانية راودته ,علم أنه قد اختار المكان والزمان المناسبين لارتكاب جريمته.

في لحظة التفتت إيمان لإحضار الدواء التف الرجل المنسلخ من جميع المعاني الإنساني إلى مكان وجود الطفل الصغير لينقض عليه ويضع السكين التي كانت بيده على رقبة ذلك الطفل.

فزعت تلك المرأة على صوت طفلها الصغير لتقف أمام مشهد يزلزل قلب كل أم "السكين على رقبة الطفل"..."أحضري كل النقود الموجودة في الصيدلية.. وإلا!!" يقول الذئب.

هرعت إيمان ولم تجد أمامها سوى المخرج الأخر للصيدلية - لم يكن يتوقع الجاني وجوده - في لحظة وجدت نفسها تصرخ دون توقف وسط اندهاش الناس المتواجدة بالمكان.

قدر الله أن تكون حركة المرور مزدحمة في ذلك الوقت الأمر الذي أدى لوجود شرطي مرور لينظم حركة السير داخل الشارع الذي يربط شارع الشفاء بشارع النصر.. أسرع العريف حمادة أبو دقن بعد أن رأى المرأة في حالتها المزرية للدخول من باب الصيدلية الآخر ليجد ذلك الذئب واقفاً بجوار الطفل.

يروي حمادة: "علمت أن هناك أمر مريباً, وبعد أن تأكدت من عدم وجود أي آلة حادة بيد الرجل " فقد خبئها داخل أكياس حفاظات الأطفال، أسرعت وألقيت القبض عليه وأدخلته داخل "حمام الصيدلية" لكي أتحفظ عليه وأغلقت باب الصيدلية الخارجي.

يتابع: "اتصل على الفور بمسئولي المباشر وأخبرته بما حدث وعلى الفور تواصل المسؤول بمركز شرطة العباس  حيث حضرت دورية من المركز وتم تسليم الجاني لهم لمتابعة الإجراءات القانونية بحقه".

بدوره تقدم مدير صيدلية الوحدة د. عبد الماجد الخضري بكتاب شكر وتقدير لوزير الداخلية والأمن الوطني أ. فتحي حماد مثمناً فيه جهود الشرطة الفلسطينية في الحفاظ على الأمن وخدمة الشعب الفلسطيني.

وقال الخضري: "إن ما قام به رجل المرور بإلقائه القبض على الرجل الذي حاول السطو على الصيدلية يؤكد على عطاء ودور الشرطة الفلسطينية المتميز في حفظ أمن وأمان المجتمع".