خبر نلتزم بها ما التزم العدو.. القيادي البطش يُشيد بدور مصر في تثبيت التهدئة

الساعة 01:47 م|19 مارس 2014

غزة

أشاد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشيخ خالد البطش بدور جمهورية مصر في تثبيت التهدئة بعد الجولة الأخيرة من الصراع مع العدو الصهيوني.

ونوه الشيخ البطش، بدور جمهورية مصر التاريخي في دعم القضية الفلسطينية ودور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن الحركة ملتزمة بالتهدئة ما ألتزم بها الاحتلال الإسرائيلي.

وقال البطش - في حوار مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في غزة اليوم الأربعاء - إن "مصر عبر التاريخ كانت حاضرة فيما يتعلق بشئون المنطقة كلها وبالذات عندما يتعلق الأمر بملف فلسطين والصراع مع "إسرائيل"، وقدمت في سبيل ذلك عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى في سبيل استعادة فلسطين".

وأضاف:"ما زالت رفات مئات الشهداء المصريين ترقد في ارض غزة حتى هذه اللحظة وتشهد على حسن العلاقة بين الشعبين الشقيقين، والفلسطينيون أوفياء لمصر وشعب مصر وجند مصر".

وأردف البطش قائلا :"في الوقت الحاضر.. مصر أيضا وبعد أن بدأ العدو الصهيوني بتجاوز الخطوط الحمراء في العدوان والإجتياحات الكبيرة لم تغادر دورها المنوط بها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية من حيث الدعم السياسي والدعم الإنساني وتسهيل مهمات حياة الناس والحرص على حقن دماء الفلسطينيين".

وأوضح أن هذا الدور المصري الكبير تجلى سواء في دعم فلسطين في المحافل الدولية أو فيما يتعلق بحرصها الشديد على توحيد الصف الوطني وإنهاء الانقسام وقد لعب الوفد الأمني المصري الذي كان موجودا في غزة قبل الانقسام دورا كبيرا من اجل حقن الدماء الفلسطينية.

وحول دور مصر في تثبيت التهدئة، قال البطش:"فيما يتعلق بأخر جولات الصراع مع "إسرائيل" التي كانت قبل أيام بادرت مصر مشكورة وبسرعة من اجل لجم هذا العدوان ونجحت في حماية وحقن الدماء الفلسطينية ووقف اسرائيل عن تهورها وعن إمكانية تصعيد العدوان على قطاع غزة".

واستطرد قائلا:"نحن في حركة الجهاد الإسلامي وكشعب فلسطين نشكر مصر على ذلك وممتنون لدورها ودور رجالها الذين لم يتوقفوا لحظة من اجل حماية مقدراتنا وحقن دماء أبناء شعبنا في وجه عدو لا يرحم ولا يخاف".

وحول ما إذا كانت الوساطة المصرية الأخيرة جاءت بطلب من الجهاد أو "إسرائيل"، قال البطش "مصر عبر التاريخ لم تنتظر إذنا من احد حتى تتدخل لحقن دماء الفلسطينيين ولم تعودنا مصر أن يطلب منها احد أن تتحرك لحقن الدماء ونحن لم نطلب منها ولكن بحكم موقعها الكبير كشريك كبير وكدولة مهمة في المنطقة تدخلت فورا".

وتابع"ما يهمنا أن مصر تحركت وبادرت بالاتصال بنا كفلسطينيين في قطاع غزة ومن ثم نجحت في تثبيت التهدئة بمعنى العودة إلى الهدوء ووقف إطلاق النار ومنع التصعيد ضد قطاع غزة". واستدرك البطش قائلا:"لا يوجد ضمانات لهذا العدو الغادر..يمكن في كل لحظة أن يفاجئنا بعدوان أو اغتيال..فهو لا يلتزم ولكن نحن نقول نحن ملتزمون بالتهدئة ما التزم بها العدو الإسرائيلي..مقدرون دور مصر وحكمتها وحرصها على حقن الدم.

وحول إمكانية شن عدوان إسرائيلي موسع على القطاع ..قال البطش "ربما أن هناك اعتبارات في موضوع الوضع الإقليمي وزيارة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) لواشنطن ودور مصر الكبير في وقف العدوان ، ولكن اسرائيل عودتنا أنها لا تلتزم ولا تنصاع إلا لمصالحها وأمنها ولذلك لا نستبعد عدوانا واسعا أخر على غزة لان هذه الجولة من الصراع مع حركة الجهاد والمقاومة في غزة كانت لصالح المقاومة مرة أخرى وهذا الأمر أثار ضيق اسرائيل وبالتالي نحن لا نستبعد أن تبدأ عدوانا أخر من نوع مختلف شكله اكبر أو اقل لكن هذا أمر واقع وقد نتفاجأ به في كل لحظة".

وبالنسبة للعلاقة مع حماس،قال البطش :"نحن في حركة الجهاد الإسلامي لم نكن يوما مقطوعي العلاقة مع حماس..فعلاقتنا معها علاقة جيدة للغاية والتنسيق مستمر،ونحن حريصون على أن تبقي العلاقة مفتوحة وقوية لأننا أبناء مشروع مقاومة واحد ".

وأضاف :"في الجولة الأخيرة كان الاتصال مستمرا مع حماس سواء عبر الأمين العام للجهاد الدكتور رمضان شلح مع الأخ خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحماس) أو حتى منا هنا في غزة كنا نضعهم بالصورة أولا بأول".

وأوضح البطش أن حركة الجهاد حريصة على أن تبقى مسافة من التفاهمات والتنسيق المشترك دائما بينها وبين الجميع .وقال:"علاقتنا مع مصر علاقة موزونة وجيدة ، وحرصنا على ألا نتدخل في أي أمر عربي ولا نحمل رؤية لأحد على حساب احد ونحترم خيارات الشعوب وإراداتها ونحن أصحاب قضية عادلة نحتاج العرب والمسلمين جميعهم ونحتاج مصر لدعم صمودنا في وجه الاحتلال".

وحول المصالحة الفلسطينية، عبر القيادي البارز في الجهاد عن الأسف لعدم تحقيق تقدم في موضوع المصالحة..وقال "ليس هناك جديد في هذا الملف" ، معربا عن الأمل في عودة الاتصالات بين حركتي فتح وحماس بهدف انجاز المصالحة وتشكيل حكومة الوفاق .

وقال :"الوضع في غزة سيء جدا وفي الضفة سيء جدا والمفاوضات ليس في صالحنا وأبو مازن في حالة من الضغط الأمريكي والإسرائيلي عليه..نحن نحتاج إلى الوحدة وان نقوى بعضنا بعضا وان نعيد اللحمة الوطنية الفلسطينية باعتبارها صمام الأمان لقطع الطريق على كل محاولات اسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية".

وحول المفاوضات والضغوط الأمريكية لتمديدها، قال البطش "إن اتفاق الإطار الذي يطرحه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كتب وعبر عنه برؤية إسرائيلية تحملها الولايات المتحدة الأمريكية بهدف تصفية القضية الفلسطينية".

وشكك في نزاهة الوسيط الأمريكي.وقال "أمريكا تدير الصراع معنا نيابة عن اسرائيل وتقدم كل الدعم لها لكي تبقي دولة قوية سياسيا وعسكريا واقتصاديا".

وعبر البطش عن أمله أن تضغط مصر برغم انشغالاتها الكبيرة باتجاه تشكيل حكومة الوفاق الوطني.

وشدد على موقف حركة الجهاد الإسلامي الرافض بشكل مطلق للمفاوضات والتسوية السياسية مع الاحتلال...موضحا أن الحركة تؤمن بضرورة أن يبقي الصراع مفتوحا مع اسرائيل حتى تحرير كامل فلسطين .

ودعا البطش الرئيس أبو مازن إلى الانسحاب الفوري من المفاوضات لأنه لا طائل من ورائها ولن تستعيد الحقوق الفلسطينية.