خبر رفض الاعتراف وحق الشعب اليهودي.. إسرائيل اليوم

الساعة 10:40 ص|19 مارس 2014

 

بقلم: درور ايدار

(المضمون: يجب الاصرار على اعتراف الفلسطينيين بان دولة اسرائيل دولة يهودية وبحق اليهود في دولة قومية خاصة بهم لان هذا هو لب الصراع وجوهره منذ بدأ - المصدر).

ماذا لم يفعل اليسار كي لا يدع حلم اليقظة الذي روجه بيننا؟ يقوم طرف الحلم الثاني ويقذفنا بقوله: لسنا معنيين بانهاء الصراع؛ ولسنا نعترف بحق الشعب اليهودي في أي جزء من ارض اسرائيل حتى ولا في تل ابيب أو أحد اجزائها. فكل ذلك وقف اسلامي عائد للفلسطينيين الموجودين منذ أن خلق العالم (كشفوا هذا الاسبوع عن شهادة على "الانفجار الكبير" وسألوا فورا "ما الذي احدث الانفجار؟" لكن ما السؤال عن ذلك؟ انهم الفلسطينيون).

لكن الاعمال في اليسار كالعادة. فقد بكى ناحوم برنياع هذا الاسبوع على تاريخ تسعة اشهر التفاوض الاخيرة اذ قال: "في كل مقامرة يوجد اثنان الاول وغد والآخر غبي. ويصح هذا ايضا على الصراع الاسرائيلي الفلسطيني؛ وفي هذا الشأن ليس رئيس وزرائنا هو الغبي". إن برنياع خبير بنفث السم على الخصوم السياسيين لكن عمق الفساد الاخلاقي فيما يكتب هو في وقوفه المبدئي الى جانب الفلسطينيين. وكتب يقول إن أبو مازن مسكين فقد كان يستطيع أن يتحايل مثل عرفات لكنه اختار أن يكون صادقا وأن يقول "لا قبل كل شيء". وحينها "سقط في الفخ" يا ويله.

لماذا نشغل انفسنا بصائب عريقات ونبيل شعث وسائر "محبي اسرائيل"، اذا كان صحفيون كثيرون بيننا يقبلون رواية جماعة رام الله التي تقول إن اسرائيل تلعب بالفلسطينيين فقط وهي غير معنية بالسلام؟ وليس عجبا أن استعمل برنياع مثل المقامرة، فهذا ما فعله معسكره مدة سنين اذ قامر على مستقبلنا لانه كان يتعجل الخلاص من "المناطق" كما سميت ارض حياتنا.

لنعد مرة اخرى الى ما كنا بدأنا فيه: إن طلب الاعتراف بالدولة اليهودية ليس نزوة فهو لب وجذر الصراع هنا في الـ 100 سنة الاخيرة: فهل لليهود بصفتهم شعبا حق في جزء ما من هذه الارض. انه اذا لم يوجد اعتراف بأن اسرائيل دولة الشعب اليهودي فسيستمر الصراع بعد التوقيع على اتفاق السلام المأمول ايضا، واذا لم تكن اسرائيل دولة الشعب اليهودي فلا حق لليهود ألبتة في ارض ما هنا إلا أن يكونوا ناهبين ومستعمرين في حدود اسرائيل الضيقة ايضا.

ولما كان الامر كذلك فان حركة المقاطعة الدولية وألف المنظمة اليسارية ستستمر على الصراع في داخل اسرائيل الصغيرة – وسيجند هنا ايضا زعم "الفصل العنصري" الكاذب، لانه يوجد هنا 20 بالمئة من غير اليهود، أما قانون العودة فلا ينطبق إلا على اليهود، وبرغم انه يوجد للعرب حقوق مواطنة مساوية فليست لهم حقوق قومية ولهذا سيأتي طلب مكانة مستقلة لعرب اسرائيل لانه ليس لليهود حق باعتبارهم شعبا في اسرائيل الصغيرة ايضا. ان دولة يهودية – ديمقراطية تعرف بأنها مركزية عنصرية (وقد اصبحوا يتناولونها على هذا النحو اليوم في صحيفة هآرتس) وستعلو الاصوات في العالم لجعل اسرائيل "دولة كل شعوبها" ولازالة السمات اليهودية الرسمية.

"ماذا ستفعلون بـ 21 بالمئة من الفلسطينيين؟" سأل شعث في الراديو. وهذه اكذوبة من الاكاذيب الشائعة. فالحديث عن اقليات مختلفة – مسلمين ومسيحيين وشركس ودروز وغيرهم لا يعرف كثيرون منهم انفسهم بانهم فلسطينيون. لكن  لنقل "ماذا سنفعل بهم"؟ لقد اصبحوا يحصلون الان على حقوق مواطنة مساوية اكثر من كل عرب الشرق الاوسط ومن الحقائق انهم لا يريدون الحصول على جنسية فلسطينية. لكن الحق القومي في اسرائيل هو لشعب واحد فقط هذه هي دولته الوحيدة في العالم واعني اليهود. والاعتراف بذلك اهم شرط لاحراز نهاية للصراع وانهاء للمطالب. وهذا هو المعيار للفحص عن صدق نواياهم. فرفض الاعتراف بذلك يجب ان يضيء سبب وجود الصراع فليس الصراع على الارض بل على مجرد وجودنا الشرعي بصفتنا شعبا يهوديا في ارضنا. أفلا تفهمون؟.