خبر كسر الصمت .. والمعادلات الصعبة ..بقلم/ عماد زقوت

الساعة 08:06 ص|18 مارس 2014

تحدثنا مرارا بان العدو الصهيوني يترصد لقطاع غزة ويختار الفرصة المناسبة لشن حرب واسعة ضده في محاولة منه لإنهاء المقاومة وامكاناتها المتصاعدة وإعادتها إلى مربع الاستسلام.

ولكن عملية كسر الصمت الأخيرة والتي تخللها اطلاق أكثر من 150 صاروخاً باتجاه مواقع العدو الصهيوني من قبل سرايا القدس وفصائل أخرى، والرد غير المتوقع الذي قامت به قوات الاحتلال، اعادت النظر في الكثير من الأمور أهمها أنها اظهرت بشكل جلي أن حكومة نتنياهو غير معنية بحرب جديدة مع قطاع غزة على الأقل خلال الفترة الحالية للأسباب التالية:

1-  أي مواجهة مع غزة تعيد الروح لحركة حماس.

2-  انشغال حكومة الاحتلال بثبيت الواقع الموجود في مصر.

3-  تفاقم الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية وتخوف صهيوني من انعكاس أي حرب مع غزة عليها.

4-  تدهور الأوضاع على الحدود مع سوريا ولبنان.

5-  تزايد الاحتقان في الأردن .

6-  الخارجية الأمريكية منشغلة في أوكرانيا وسوريا.

7-  مساعي كيري لإنجاح خطته في المنطقة.

8-  حكومة الكيان تسعى إلى المشاركة في الخريطة السياسية الجديدة في المنطقة والمشاركة الفعلية في التغيرات الحاصلة في الوطن العربي.

النقاط الثمانية سابقة الذكر تشكل في بعضها مخاوف صهيونية من الواقع الجديد وفي بعضها الآخر تعد استراتيجية بعيدة المدى لها، فمن أولويات السياسة الصهيونية الإبقاء على النظام المصري الحالي والعمل على عدم عودة جماعة الإخوان المسلمين إلى مقاليد الحكم في مصر، وفي المقابل تترقب الأوضاع في سوريا وليبيا وفي الخليج العربي وبالتالي يريد الاحتلال أن تبقى ساحة غزة على ما هي عليه دون افراط في فرض القيود، والمتابع للأحداث يجد أن حكومة الاحتلال لأول مرة لم تغلق المدارس والجامعات أثناء العملية الأخيرة وفي ذلك رسالة واضحة منها أنها لا ترغب في التصعيد مع المقاومة في غزة لعلمها أن أي حرب جديدة مع غزة  بإمكانها قلب الموازين في المنطقة واعادة الأنظار لها وهذا ما شاهدناه مؤخرا من صدارة خبر غزة كبريات قنوات التلفزة العالمية والعربية ووكالات الأنباء.

ولكن هل المقاومة وعلى رأسها حركة حماس تسعى إلى خلط الأوراق عبر التصعيد مع الاحتلال، حيث تتخوف الأوساط الامنية الصهيونية من قيام المقاومة بدك المدن الكبيرة ومنها القدس وتل ابيب بصواريخ بعيدة المدى وذلك في محاولة منها الخروج من حالة التضييق المفروضة عليها وعزلها عن الواقع العربي والإسلامي.