خبر استياء مصري من تضارب قرارات أميركا بشأن صفقة الـ«أباتشي»

الساعة 07:43 ص|18 مارس 2014

وكالات

في فندق يرتاده مسؤولون مصريون في شرق القاهرة، من السهل رؤية علامات الاستياء على وجوه ثلاثة من القادة العسكريين أثناء الحديث عن الولايات المتحدة الأميركية، بسبب ما يُعتقد أنه «عرقلة من البيت الأبيض لإتمام صفقة بيع عشر طائرات أباتشي» سيجري استخدامها لمحاربة الجماعات المسلحة في سيناء.

يأتي هذا في وقت أجرى فيه قائد الجيش، المشير عبد الفتاح السيسي، «تنقلات روتينية»، أمس، في القوات المسلحة، شملت أحد أهم قادة العمليات ضد المتشددين بسيناء، وهو اللواء أركان حرب أحمد وصفي.

وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن شبه جزيرة سيناء شاسعة المساحة والمطلة على الحدود مع كل من إسرائيل وقطاع غزة وقناة السويس، «تغص بالجهاديين»، وإن المروحيات العسكرية المصرية والقوات على الأرض تمكنت من الحد من خطر الجماعات المسلحة إلا أن «الحرب ما زالت طويلة»، ولذلك «نحن في حاجة لـ(الأباتشي)، التي حققت في السنوات الأخيرة نجاحا في ملاحقة متشددين بمناطق وعرة، كأفغانستان والعراق».

وعلقت الولايات المتحدة الأميركية جانبا من مساعداتها الاقتصادية والعسكرية للقاهرة عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي.

وتابع المصدر قائلا عن سبب الاستياء من الولايات المتحدة: «الموضوع يخص صفقة تتكون من عشر طائرات (أباتشي) لمساعدة القوات الأمنية في محاربة الجماعات المسلحة ، لكن، وبدلا من إتمام بنود الصفقة، تدخل البيت الأبيض وعرقل وصولها لمصر»، مضيفا أنه استقى هذه المعلومات مما قال إنها «إفادة مفصلة» وردت من واشنطن بشكل غير رسمي لمسؤولين بالقاهرة، يوم الجمعة الماضي.

وأضاف أن مصر «في حاجة للطائرات العشر.. بعض القادة في الجيش الأميركي عضدوا هذا الطلب، لأن الهدف منه معروف؛ محاربة الجماعات المسلحة الذي يستهدف بالدرجة الأولى المدنيين والسياح وقوات الأمن، خاصة في سيناء»، مشيرا إلى أنه «رغم موقف (البنتاغون) الإيجابي، فإن المعلومات التي لدينا هي أن البيت الأبيض عرقل إرسال هذه الطائرات للقاهرة».

وعلمت «الشرق الأوسط» أن مدير مكتب التعاون الدولي العسكري الأميركي، الذي كان موجودا في مصر منذ عدة أيام، غادر القاهرة، أول من أمس، متوجها إلى بلاده، وأن «المصريين أخطروه بموضوع تأخر الـ(أباتشي)»، بينما غادر مصر أيضا، يوم أمس، ديك تشيني نائب الرئيس الأميركي السابق، مختتما زيارة استمرت ثلاثة أيام للقاهرة، التي وصل إليها قادما من الإمارات. ولم تخرج أي تفاصيل عن طبيعة زيارته. وكان تشيني وزيرا للدفاع في حرب الخليج عام 1991.

ومن جانبه، أجرى السيسي حركة تنقلات في الجيش، أمس، وفقا لوكالة الأنباء المصرية الرسمية، وصفها مصدر عسكري بـ«التنقلات الروتينية». وجرى تعيين «وصفي»، أحد أهم قادة العمليات في سيناء، رئيسا لهيئة تدريب القوات المسلحة، بعد أن كان يشغل موقع قيادة الجيش الثاني الميداني، وذلك بدلا من اللواء أركان حرب إبراهيم نصوحي الذي بلغ السن القانونية.

وفتحت حركة التنقلات تكهنات بشأن ما إذا كانت هناك خطة جديدة لمواجهة الاضطرابات الأمنية بسيناء، خاصة أنها جاءت في أعقاب «جلسة طارئة» للحكومة قبل يومين، تركزت على الحرب على المتطرفين.

ووفقا للمصدر العسكري، تبدو قضية الجماعات المسلحة في سيناء أكثر صعوبة مما كان عليه الوضع في أيام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك «الذي حصل على دعم غربي، وأميركي بالأساس، لبسط الاستقرار في شبه الجزيرة الصحراوية»، مشيرا إلى أن سيناء ظلت مفتوحة للجهاديين طيلة أكثر من عامين، ولذلك «أصبح الوضع في سيناء أكثر تعقيدا من السابق».

وشملت نشرة التنقلات التي أصدرها السيسي أيضا تعيين اللواء أركان حرب محمد الشحات رئيس أركان الجيش الثاني، قائدا للجيش الثاني الميداني خلفا لوصفي، وتعيين اللواء أركان حرب ناصر العاصي رئيسا لأركان الجيش الثاني. وتعيين اللواء أركان حرب مصطفى الشريف مساعدا لوزير الدفاع، وترك موقعه كمدير لإدارة شؤون الضباط، التي تولاها اللواء أركان حرب خيرت بركات، خلفا للواء أركان حرب مصطفى الشريف، وتعيين اللواء أركان حرب محمد عرفات، قائد المنطقة الجنوبية العسكرية، رئيسا لهيئة التفتيش.

كما تضمنت الحركة تعيين اللواء أركان حرب يحيى طه أحمد علي، رئيس أركان المنطقة الجنوبية، قائدا للمنطقة خلفا للواء محمد عرفات، الذي تولى رئاسة هيئة التفتيش، وتعيين اللواء أركان حرب سيد عبد الكريم، مساعد قائد الجيش الثالث، رئيسا لأركان المنطقة الجنوبية.