نتيجة ماس كهربائي..

بالصور عندما يتحول تراث الأجداد إلى رماد يحترق القلب وتنهمر الدموع!

الساعة 06:52 م|17 مارس 2014

غزة-خاصة

"رائحة حريق في المكان .. وأصوات الناس تتعالي مطافي مطافي ..  ودخان أبيض يخرج من أسفل الباب ..  وحين فتحت الأبواب اشتعلت النيران والتهمت كل ما في المحل من تراث الأجداد ومشغولات وأدوات لصناعة الأعمال التراثية"، هكذا روى أبو محمود اليازجي مشهد الحريق الذي اشتعل في محله التراثية صباح يوم الجمعة الماضي بتاريخ (14-3).

"أبو محمود اليازجي" البالغ من العمر (57 عاماً) لم يتوقع في يوم من الأيام أن النيران ستلتهم الإرث التراثي الذي حصل عليه من والده وأجداده وعمل على تطويره لذلك قرر في لحظة وصفها "بالنادمة" أن يضع كل ما هو مخزن من مشغولات تراثية ببيته في المحل الذي حرق ليزيد الطين (بلة).

"مراسل وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" تفقد مكان الحريق ليشاهد كومة من الرماد الكبيرة التي تتكون من السجاد والمفروشات وأخشاب وصوف وأعمال تراثية منها "صورة الشهيد المعلم مؤسس حركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي والشهيد الرئيس ياسر عرفات والشهيد الشيخ أحمد ياسين والشهيد جوج حبش" وقد تغيرت ملامحها إلى قاتمة سوداء بعد أن التهمت النيران معظم المحل التراثي الذي تبلغ مساحته 120متراً، بالإضافة إلى محل الأدوات المنزلية المجاور.

"النيران التي اشتعلت نتيجة ماس كهربائي لم تتوقف عند حرق المشغولات والأدوات الصناعية بل التهمت ألواح "الزينكو" والحديد الصلب وقد توشحت الجدران المجاورة بالسواد الكبير، وتحول 700 كيلو سفنج وعشرات الكيلوات من الصوف إلى رماد في غمضة عين إضافة إلى أدوات منزلية تحولت إلى كومة رماد".

أبو محمود أكد أن دموع عينيه اللتان ذرفتا بغزارة ليس من أجل المال بل من أجل التراث الذي أورثه إياه والده والأيام الجميلة التي قضاها في غزل الخيوط وتجميع السجاد والبسط والمساند والستاير وصور القادة والخيام والسلات التراثية".

وقال اليازجي: "منذ والدتي وأنا أتعلم المشغولات التراثية من والدي وكنت أسأله عن بداياته فكان جوابه أنه تعلم صناعة السجاد والخيام من والده، وقد وصل إلينا هذا العمل التراثي عن طريق الوراثة من الأجداد".

وأضاف: "لم يُسجل التاريخ أن المحل التراثي تعرض لحريق كهذا الحريق، ولم يُسجل التاريخ أيضاً أن المحل كان بداخله مشغولات بحجم المبلغ الذي التهمته النيران، مبيناً أن آلاف الدنانير أحرقت في غمضة عين".

وأوضح اليازجي، انه تعلم من والده أن يخزن جزء من المشغولات في منزله بين الفينة والأخر تحسباً من حريق غادر، قائلاً: "كنت أخزن مشغولات جاهزة في البيت خشية من حرائق ولتجهيز  المشغولات عندما يتم الطلب من قبل الناس والمواطنين خاصة من سكان مدينة رهط في الداخل المحتلة الذين يهتمون بالتراث بشكل كبير".

وتابع اليازجي قوله بامتعاض شديد: "مشغولاتي عُرضت كثيراً في الفعاليات والنشاطات التي تنظمها وزارة الثقافة بغزة وفي المدارس الحكومية والخاصة ولاقت إعجاب كبير من المواطنين، مبيناً انه يقوم بالحديث مع الأطفال وكل من يقترب من الخيم التراثية المعروضة ليحدثهم عن أيام الأجداد والتراث الذي يجب أن يحتضنه كافة فئات الشعب الفلسطيني.

"كنت أجهز نفسي للاحتفال بفرح ولدي "ماجد" في شهر 5، وقمت بترتيب المنزل وإعادة المشغولات المخزنة إلى المحل التراثي والتي يبلغ سعرها آلاف الدنانير وعندما حرق المحل تحولت تلك المشغولات إلى كومة رماد".

وأشار اليازجي، إلى أن التراث الأدوات التراثية لا بد أن تحفظ ويُهتم بها فهي دليل الإنسان على أحقية الوجود في هذه الأرض"، متمنياً أن يجد حاضن له بعد أن التهمت النيران كل أدواته التراثية التي يملكها.

وعن أمنيته قال بحزن عميق: "أتمنى من أهل الخير والمسئولين والمهتمين بالتراث الفلسطيني أن يُعيدوا لي تشغيل المحل فقط لكي أستنهض العمل من جديد وأن يقفوا بجانبي"، مؤكداً أنه الوحيد في قطاع غزة الذي يهتم بعمل السجاد والبسط والخيم التراثية والجلسات البدوية.

الصور بعدسة الزميل داوود أبو الكاس:

صور المحل التراثي..
محل التراث

محل التراث


محل التراث



محل التراث



محل التراث


محل التراث


محل التراث


محل التراث


محل التراث


محل التراث
محل التراث


صور محل الادوات المنزلية.. 


محل التراث


محل التراث


محل التراث