خبر روسيا وايران وحزب الله فقط تُمكّن الاسد من البقاء- هآرتس

الساعة 10:42 ص|17 مارس 2014

روسيا وايران وحزب الله فقط تُمكّن الاسد من البقاء- هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: يصعب أن نرى مخرجا من حمام الدماء في سوريا ما بقي النظام السوري يحصل على مساعدة خارجية من روسيا وايران وحزب الله - المصدر).

 

تُبرز وسائل الاعلام العالمية في السنة الرابعة من الحرب الاهلية في سوريا انجازا آخر لنظام الاسد، وهو النظام الذي كان يفترض أن ينهي منذ زمن دوره التاريخي بحسب تقديرات الاستخبارات في الغرب.

 

يحدث في البلدة الحدودية يبرود شمالي دمشق بالقرب من حدود لبنان تقدم منهجي لقوات الجيش السوري التي تستعين برجال حزب الله في صراعها مع منظمات المتمردين. ويضاف النجاح النسبي لموالي الاسد بالقرب من الحدود اللبنانية الى انتصارات سابقة والى احتلال مدينة القصير في الصيف الماضي والمعارك في جبال القلمون في الاشهر الاخيرة. فاذا ما تم احتلال يبرود فسيُبعد آخر حكم للمتمردين في هذه المنطقة وتتحسن قدرة النظام على الدفاع عن خطوط امداده المتعوجة من شمال سوريا الى دمشق.

 

لكن يجدر الى الآن ألا نبالغ في أهمية الانجاز التكتيكي في أساسه في يبرود، فقد تم التحول الرئيس في سوريا في العام الماضي حينما نجح الطاغية السوري في صد هجمات المتمردين في أجزاء مركزية من الدولة، أما تزايد قوة فصائل موالية للقاعدة بين منظمات المعارضة فصد اوروبا والولايات المتحدة عن تعزيز مساعدة المتمردين.

 

يبدو أن بقاء الاسد تم احرازه في الأساس بفضل مساعدة من الخارج: من روسيا وايران وحزب الله. فقد ساعدته على البقاء مقادير كبيرة من الوسائل القتالية ومساعدة مالية ملحوظة مع مستشارين ومتطوعين جاءوا ليساعدوا النظام. فاذا تم اسقاط النظام آخر الامر في السنة الرابعة للحرب فيبدو أن ذلك سيكون اذا نجح المتمردون في تصفية الرئيس جسديا.

 

كلما مر الوقت تبين مبلغ أهمية دعم روسيا للاسد. فبعد سنة المعارك الاولى حينما كان يبدو أن الاسد يواجه هزيمة أفادت وسائل اعلامية في موسكو أن روسيا استقر رأيها على اخراج جميع مستشاريها وخبرائها من داخل سوريا. ولم يتحقق هذا الاعلان كاملا قط وعادت روسيا في الاشهر الاخيرة الى الصورة بكامل القوة.

 

تم دمج مستشارون روس الآن في جميع مستويات نظام الحكم وقوات الامن من مساعدة ملاصقة لرئيس الاركان السوري حتى توجيه القوات في الميدان. وعن طريق المدينة الساحلية طرطوس في شمال سوريا حيث تحتفظ روسيا بميناء مستقل تسيطر عليه، تتدفق طول الوقت شحنات سلاح مرسلة وذخائر الى نظام الاسد يُهرب بعضها في النهاية الى حزب الله في لبنان. وتحافظ اسرائيل التي عادت واتهمت ايران وبحق قبل اسبوع فقط بالمساعدة على المذبحة التي يقوم بها الاسد على السنيين، تحافظ على صمت في كل ما يتعلق بالتدخل الروسي فيما يجري.

 

يقول رئيس روسيا فلادمير بوتين إن بلده – بخلاف قوة عظمى اخرى كان بوتين يستطيع أن يذكر اسمها لو أراد – لا تتخلى عن اصدقاء قدماء، هذا الى أن تثبيت أسس سلطة اسلامية متطرفة على نهج القاعدة في سوريا من المؤكد أنه ليس مصلحة روسية. وحينما كان يبدو للحظة واحدة أن الاسد تورط حقا بقتله 1500 مواطن بسلاح كيميائي في ريف دمشق في آب في العام الماضي، كانت روسيا هي التي خلصته من الازمة. وأبقت التسوية والاتفاق على تجريد سوريا من مخزونات السلاح الكيميائي العظيمة والذي صيغ بين بوتين ورئيس الولايات المتحدة براك اوباما، أبقت النظام على حاله ومنعت في آخر لحظة عملية عسكرية امريكية.

 

ومن جهة اخرى ينبغي عدم المبالغة في القدرة العسكرية للنظام السوري، فالشهادة على ذلك موجودة في المعارك التي تمت في الجولان بالقرب من حدود اسرائيل في مطلع هذا الشهر. وقد أتمت منظمات المتمردين في السنة الاخيرة الاستيلاء على نحو من 80 بالمئة من المناطق بالقرب من حدود اسرائيل. ووجدت سرية من الجيش السوري نفسها محاصرة في موقع تل كدنة في مركز الهضبة. وأعلن النظام جهدا مركزا لتخليص الجنود المحاصرين وأُلقيت المهمة على قيادة طابور استعملت عدة جهود لوائية واستعملت الهجمات الجوية ونيران المدافع لاسقاط الحصار. وأظهرت

 

قوات النظام برغم تفوقها الملحوظ بعدد المقاتلين ونوع السلاح، أظهرت باعثا على القتال ضعيفا وفشلت العملية.

 

ويبدو أن هذه هي الصورة التي هي أكثر اتزانا لوضع القتال بعد ثلاث سنوات وبعد أكثر من 140 ألف قتيل وهي التعادل بلا حسم، الذي يسفك دماء المواطنين. تجري في سوريا حرب فتاكة لم يُر مثيل لها في هذه المنطقة منذ عشرات السنين. والذي ينظر في افلام يو تيوب عن القتال أو في تقارير وسائل الاعلام الاجنبية يجد مناظر واوصافا فظيعة يصعب هضمها (تثير ايضا خواطر كئيبة عن الثقافة التي تسود دولة جارة حاولت اسرائيل التوصل معها الى سلام كامل في عدة فرص). ويصعب أن نرى في واقع الامر، برغم فرقعة لسان المجتمع الدولي مخرجا ممكنا من هذه الورطة في سنة الحرب الرابعة.

 

يتعلق سؤال يجب أن يقلق اسرائيل بدور حزب الله في الحرب. فلا شك في أن المنظمة اكتسبت تجربة عملياتية ملحوظة واستجمعت ثقة بالنفس ايضا بسبب اسهامها في نجاحات الاسد. وفي مقابل ذلك يقدر الجيش الاسرائيلي أنه يوجد في سوريا بصورة ثابتة نحو من 5 آلاف مقاتل من حزب الله، أي ربع قوته النظامية. واعترف اشخاص في المنظمة في الاسبوع الماضي بأن أكثر من 500 من رجاله قتلوا في المعارك. وأشد من ذلك عند حزب الله أن تورطه في القتال في سوريا جاء بالحرب الى البيت، الى البلدات الشيعية في البقاع اللبناني والى الضاحية في جنوب بيروت حيث أصبح اطلاق القذائف الصاروخية هناك وتفجير السيارات المفخخة جزءً من الحياة اليومية.

 

لكن الوضع الجديد ينطوي على خطر آخر على اسرائيل. ففي يوم الجمعة الاخير انفجرت عبوة ناسفة في مزارع شبعا بالقرب من قافلة للجيش الاسرائيلي. وكان ذلك كما يبدو ردا من حزب الله على قصف قافلة سلاح للمنظمة في لبنان في نهاية شباط قصفها سلاح الجو الاسرائيلي كما يزعم. إن استطالة الحرب في سوريا تضعضع مستوى الأمن على حدود اسرائيل في الشمال وإن كان يحدث ذلك الى الآن بأقساط قليلة وبقوة غير كبيرة.