خبر لماذا يرفضون « دولة يهودية »؟- اسرائيل اليوم

الساعة 10:39 ص|17 مارس 2014

بقلم: زئيف جابوتنسكي

(المضمون: الفلسطينيون لا ينوون ألبتة حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ولن يهدأوا حتى يتم طرد اليهود جميعا من هذه البلاد كلها - المصدر).

 

تثير دولة اسرائيل في مفاوضة الفلسطينيين طلب الاعتراف بأن دولة اسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي. ويبدو هذا الطلب منطقيا ومعقولا عند الأذن الغربية. وبرغم ذلك يعارض أبو مازن ذلك بشدة. ويحاول الفلسطينيون ومؤيدوهم في اليسار جعل الرفض قزما وزعم أن الطلب اشتغال بالصغائر ولهذا ينبغي ابعاده عن طاولة التفاوض. لكن الحقيقة المؤسفة هي أن الانصراف عن الاصرار على الوفاء الكامل بهذا الطلب سيؤبد الصراع بين اليهود والعرب في ارض اسرائيل. ولماذا؟.

 

في 1922 صوتت عصبة الامم بالاجماع على قبول صيغة كتاب الانتداب البريطاني في ارض اسرائيل واعترفت بذلك اعترافا كاملا بوجود شعب يهودي وبصلته التاريخية بارض اسرائيل وبحقه في أن ينشيء دولته فيها. هذا الى أن عصبة الامم كانت مفوضة بأن تفعل ذلك بفعل القانون الدولي تطبيقا لسلطة التسوية والمنح.

 

هذا الى أن الوثيقة التي جعلها هذا التصويت جزءً من القانون الدولي والتي هي سارية المفعول الى اليوم تميز الشعب اليهودي عن سائر سكان ارض اسرائيل. بحسب الوثيقة يتم الحفاظ على الحقوق المدنية والدينية للسكان جميعا في حين لا يُحافظ على الحقوق السياسية والقومية سوى لليهود. وتوجه المباديء نفسها بالضبط قرارا مشتركا بين مجلسي النواب في الولايات المتحدة (أصبحت له صفة القانون حينما وقع عليه الرئيس هاردنغ) وكذلك وثيقة دولية وقعت عليها الولايات المتحدة وبريطانيا، وأُجيزت بتوقيع رئيس الولايات المتحدة كولج وملك انجلترا. وامضاء وثيقة يجعل مضمونها جزءً من القانون الداخلي للدولة الموقعة عليها. إن الاعتراف بنا شعبا وبصلتنا

 

التاريخية بارض اسرائيل وبحقنا في سيادتها كان سبب نشوب الصراع المسلح السياسي بين اليهود والعرب في احداث 1929 واستمر ذلك بنسخه المختلفة حتى اليوم. وكان هدف العرب وما زال الغاء الاعتراف الدولي بهذا الحق الغاءً مطلقا، ولهذا يسمون هذه الحقائق "رواية يهودية" كي يقللوا من أهميتها وكي يخفوا أن معارضتهم هذه تناقض القانون الدولي. وقد أوجدوا رواية عربية صيغت أصولها في الميثاق الفلسطيني الذي كتب في 1964 من اجل ضعضعة الرواية اليهودية.

 

إن الفكرة التي يقوم عليها الميثاق هي أن اليهود ليسوا شعبا بل ديانة فقط ولهذا لا حق لهم في السيادة. والاستنتاج من ذلك أنه ينبغي القضاء على دولتهم واقامة فلسطين على أنقاضها.

 

طلب اسحق رابين وبحق مقابل الاعتراف بـ م.ت.ف ومقابل تمكينها من دخول "غزة أولا"، الغاء الميثاق الفلسطيني. وفي الرد على ذلك لاشى عرفات هذا الطلب ووعد (وإن لم يفِ) بتغيير المواد التي ترفض حق اسرائيل في الوجود. وقال رابين في خطبته الاخيرة في الكنيست إنه يرى هذه التغييرات امتحانا أعلى لرغبة السلطة الفلسطينية وقدرتها، وإن التغييرات المطلوبة ستكون امتحانا مهما وجديا لاستمرار تحقيق الاتفاق كله. ولم يحدث أي تغيير في هذه المواد الى اليوم، هذا الى أن الطلاب في مناطق السلطة الفلسطينية اليوم يرتلون هذا الميثاق دون التغييرات باعتباره جزءً من المنهاج الدراسي.

 

إن الاعتراف بأن دولة اسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي هو إقرار معلن بأن كل الرواية التي أسس عليها العرب نشاطهم القاتل كانت كاذبة. وهو اعتراف بأن اليهود شعب يستحق السيادة في ارض اسرائيل. ولهذا يقول أبو مازن بكلمات صريحة إنه لن يعترف بذلك أبدا؛ لأنه لا ينوي ألبتة أن ينهي الصراع قبل طرد اليهود جميعا من ارض اسرائيل كلها.