خبر ليس ذلك بعيدا عن يغئال عمير- هآرتس

الساعة 10:38 ص|17 مارس 2014

بقلم: اسحق ليئور

(المضمون: ليست محاولة القضاء على الكتل الحزبية الصغيرة ومنها الكتلة العربية ببعيدة عما حاوله يغئال عمير وأشباهه من المتطرفين في اليمين الاسرائيلي - المصدر).

 

اعتقدنا لحظة بصفتنا ديمقراطيين أن العرب سيتحدون الآن في حزب كبير نصد يميننا بمساعدته. بحيث يصبح الاسلاميون من أم الفحم، والمسيحيات من حيفا، والشيوعيون من الناصرة، ومؤيدو التجمع العربي الديمقراطي من شفا عمرو، و"لجنة المبادرة الدرزية" من المغار، والبدو من رهط، يصبحون جميعا على اختلاف لهجاتهم وأديانهم وتقاليدهم كتلة واحدة، ويصبحون آخر الامر قوة حقيقية للصراع السياسي.

 

وهل اعتقدنا بعد ذلك بصفتنا انسانيين أنهم لا ينزفون حينما يُطعنون؟ وأن ردودهم السياسية غير متنوعة؟ وأنه اذا ميز جهاز الصحة اطفالهم واذا ضاءلوا حصصهم من الماء، واذا سرقوا اراضيهم واذا أضروا بجهاز تربيتهم فانه ليست عندهم أجوبة متعددة وطبقية كما هي الحال عندنا مع جبن الكوتيج والعقارات؟ آه، صحيح. إن يئير لبيد يحتقر "الزعبيز". فلماذا يتأثر المحللون من تحككه بـ افيغدور ليبرمان، فانه ليس من العبث أن مضى البوم الى الصقر.

 

وكدنا ننسى الشيء الأساسي. لنفرض أنه أصبح يوجد 15 عضو كنيست في قائمة الاقلية العربية، فهل تتعاون معها كتلة يهودية ما؟ لأنه حتى حينما تميزت الكتل "المعتدلة" عن الكتل "المتطرفة" لم يُشركوا في اللعبة إلا بصفة خليلات. بل إنه لم يخطر على بال أحد في خضم الفانتازيا الاعلامية الاخيرة، حلف بين اليسار الصهيوني والاقلية القومية المطاردة حتى صناديق الاقتراع، واكتفوا بالحلف بين حزب العمل والحريديين الذي احتفلوا بحمله قبل الوقت بقليل. والعزاء للعرب.

 

إن القومية الفلسطينية لم تعنِ قط الديمقراطية الاسرائيلية، وقد نظروا اليها في الاكثر من خلال فتحة اختلاس النظر الى غرف التحقيق. في استفتاء الشعب في مستقبل المناطق لم يسألوا الخاضعين للاحتلال عن ارادتهم، وفي انتخابات الكنيست يضائلون على الدوام التأثير الفلسطيني داخل اسرائيل. ومن سنة لاخرى تحيط دائرة الفقر والاغتراب بعائلات عربية اخرى وفاعليتهم بصفتهم قوة انتخابية ضئيلة باسم الرؤيا الصهيونية. تعاون اسحق رابين مع الجبهة الديمقراطية للسلام لاجازة اتفاقات اوسلو وقُتل. ما الذي صرخ به يغئال عمير للصحفيين حينما جيء به لاطالة مدة اعتقاله الاولى؟ "لماذا لم تقولوا إن الميدان كان مليئا بالعرب؟". في الاسبوع الماضي اجتمعت المعارضة وفيها العرب في القاعة البديلة وبث افيغدور ليبرمان سمه فاتهم اسحق هرتسوغ بالاتصال بـ "ارهابيين". وليس ذلك بعيدا عن يغئال عمير.

 

ليس الحديث بالطبع فقط عن القضاء على تمثيل العرب. فاليهود الشرقيون اذا ما انشأوا آخر الامر حركة علمانية للنضال في الكنيست عن برنامج عمل جديد، سيضطرون الى الانضمام

 

الى أحد احزاب النظام القائم أو الى أن يجندوا الكثير جدا من المال من النظام القائم ليبدأوا بصفة كتلة حزبية. وما كان اوري افنيري لينجح اليوم في أن ينتخب للكنيست، وما كانت شولاميت الوني لتنجح في انشاء راتس، فقد انقضى زمان الخريطة السياسية بصفتها فسيفساء اسرائيلية لطيفة، وجاء زمان الارضيات الكبيرة.

 

يتوق اليمين الجديد الى نظام. ولا احتمال ألبتة لأن يمد مصوتيه بهذا النظام، فان اسعار العقارات بازاء نسبة الفائدة شهادة ممتازة على ذلك. ولهذا يطعمونهم فانتازيات الارضاء الفوري عن "المساواة في العبء" وعن "حكومة صغيرة"، وعن كنيست "دون احزاب صغيرة"، و"دون اقتراحات حجب ثقة عبثية"، وكل ذلك باسم حب النظام وعداوة السياسة وكأنهم ما كانوا يستطيعون تصغير الحكومة من غير القانون وكأن الاحزاب الصغيرة أعاقت الحكم وكأن الخطب البرلمانية ليست هي روح الديمقراطية. لكن سيكون نظام لأنه يوجد رب هو القائد. فهو يعين لنفسه كتلة حزبية ويعاقب الخارجين على الطاعة. إنها الارضيات وهي سر سحر سن القوانين. ليس المصوتون ليوجد مستقبل واسرائيل بيتنا وحدهم هم المتشائمين والمتكلين على زعيم ذي جلالة وعنف. ولم نر مؤيدي الجبهة الديمقراطية للسلام في تل ابيب أو حيفا يخرجون للاحتجاج على قانون القضاء على الحزب الوحيد في الشرق الاوسط الذي يتعايش فيه اليهود والعرب معا. وقد يكون عدم اكتراثهم مختلفا لكن السيد هو نفس السيد وهو فارغ وغوغائي ومضطهد للضعفاء.